ككل سنة، تحتدم ظاهرة لجوء التلاميذ إلى الدروس الخصوصية في الأشهر الأخيرة من الدراسة، لا سيما بالنسبة للتلاميذ المقبلين على اجتياز البكالوريا، حيث يصل معهم الأمر إلى مقاطعة الدراسة كليا في الثانويات، بحثا عن أمهر الأساتذة وأكثرهم خبرة للحصول على دروس مدفوعة الثمن. الغريب في الأمر أنه وعلى الرغم من الاكتظاظ الذي باتت تعرفه أقسام الدروس الخصوصية والثمن الذي تكلفه، إلا أن التلاميذ يفضلونها، فقد أكدت رانيا وهي طالبة مقبلة على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا للمرة الثانية أنها ومنذ أسابيع تخلت عن حضور الدروس في الثانوية، وذلك لأنها واثنتان من زميلاتها فضلن المراجعة بشكل يومي في المكتبة، حيث يساعدن بعضهن ويراجعن بشكل جماعي، إلى جانب حضورهن الدروس الخصوصية مع بعض، مؤكدة أن هذا البرنامج الذي اختارته للتحضير زاد من تحصيلها العلمي بشكل واضح وباتت تشعر أنها مستعدة أكثر من أي وقت مضى لاجتياز الامتحان بنجاح. * رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ.. أحمد خالد: غياب الصرامة الإدارية وتواطؤ الأساتذة سبب فرار التلاميذ أكد رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد في تصريح للحوار أن أقسام البكالوريا شبه خاوية، على الرغم من تحذيرات وزيرة التربية بمنع المتغيبين عن الأقسام من اجتياز الامتحان، مشيرا إلى أن أكثرية مدراء الثانويات تسببوا في الأمر وذلك لغياب الصرامة الإدارية، بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه بعض الأساتذة في دفع التلاميذ إلى الدروس الخصوصية، وأضاف أحمد خالد أن أولياء الأمور في هذه الحالة مغلوبون على أمرهم وليس بإمكانهم الضغط على الأبناء الذين يفضلون المراجعة الجماعية مع الزملاء، وبشأن الدروس الخصوصية أكد ذات المتحدث أن إجراءات صارمة ستتخذ ضد الأساتذة الذين يعملون في المتوسطات والثانويات ويقدمون دروسا خصوصية في الوقت ذاته، أما بالنسبة للأشخاص الحاصلين على شهادات معينة ويقدمون دروسا خصوصية للتلاميذ، فقد أكد أن أمرهم خارج عن إطار التعليم، وما يقومون به عبارة عن تجارة موازية يتعين على وزارتي التجارة والمالية محاربتها تماما كما تحارب التجارة غير الشرعية. * حرمان التلاميذ المتغيبين عن الأقسام من اجتياز الامتحان أمرت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، مديري الثانويات باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد تلاميذ البكالوريا المتغيّبين طيلة الفصلين الدراسيين الثاني والثالث من الموسم الجاري، معتبرة أن مغادرة التلاميذ للأقسام بمجرد انتهاء الفصل الأول غير طبيعية، مشيرة إلى أن القانون يلزم في مثل هذه الحالات مدراء المؤسسات التربوية باستدعاء أولياء الأمور كمرحلة أولى، وإذا ما تواصل الغياب يتم حرمان المرشحين من اجتياز امتحان البكالوريا مع إعادة السنة، واعتبرت نورية بن غبريط أنّ امتحان البكالوريا ما هو إلى تتويج لمسار طور تعليمي وثلاثة فصول من الدراسة، مؤكدة على ضرورة استدعاء أولياء الأمور من طرف مدراء المؤسسات بشكل مبدئي، وإذا ما تواصل الغياب يتم حرمان المرشحين من اجتياز امتحان البكالوريا مع إعادة السنة وذلك بعد توجيه 3 إعذارات، وأضافت أن إدراج مادة التربية البدنية ضمن امتحان البكالوريا جاء للحد من هذه الظاهرة، فعلى الطلبة بحسب بن غبريط حضور المادة خلال الفصول الثلاثة فضلا عن اجتياز الامتحان، وعن سبب تفشي ظاهرة مقاطعة المرشحين لشهادة البكالوريا أقسام الدراسة، أوضحت الوزيرة أنّ التلاميذ أصبحوا يفضّلون الدروس الخصوصية، مشيرة إلى أن نسبة الغيابات الأكبر تسجل لدى التلاميذ معيدي السنة.