مواصلة لسنتها الحميدة، جمعت "الشروق" ثلة من الأساتذة والخبراء والمختصين على طاولة واحدة، لتقديم الطرق المثالية للمراجعة والإعداد لامتحانات الأقسام النهائية، مقدمين نصائح ذهبية للتلاميذ والأولياء حول طرق المراجعة وتنظيم الوقت وأسرار النجاح في الامتحانات، ولأول مرة يتحدث ضيوف الشروق حول طرق التعامل مع الامتحانات في رمضان، معددين مساوئ وإيجابيات المراجعة الإلكترونية والدروس الخصوصية والحوليات، كما كشفوا عن جديد امتحان البكالوريا لهذا العام من حيث التوقيت ونوعية الأسئلة ومنهجية الإجابة. عبد القادر فضيل إطار سابق بوزارة التربية: البكالوريا يجب أن تكون تقييما لمسار 7 سنوات من الدراسة دعا الإطار السابق بوزارة التربية عبد القادر فضيل المسؤولين على قطاع التربية إلى مراجعة أنفسهم والتفكير مليا في إصلاحات حقيقية للبكالوريا وعدم حصرها في عدد أيام الامتحان وساعاته لأن هذا غير كاف، حسبه. وقال ضيف ندوة "الشروق" "ملف الامتحان يدخل فيه تقييم سنوي يشمل نوع الأسئلة والغاية منها وعددها"، وتساءل عن جدوى التركيز في الأسئلة على سؤال أو سؤالين ونحن نريد أن نقطف مجهودات 7 سنوات كاملة من الدراسة، سيما وأن البكالوريا امتحان ذو صبغة دولية، فكيف لنا أن نقيّم جهود المدرسة والأستاذ على مدار 7 سنوات؟ واقترح فضيل تخصيص الفترة الصباحية فقط لاجتياز الامتحانات وترك الفترة المسائية للراحة النفسية والمراجعة الخفيفة بدل تكثيف جدول الامتحانات بما يربك التلميذ. حتى خلال عملية التصحيح يقول المتحدث يفترض أن تكون الأسئلة بسيطة وأن يوزع سلم التصحيح حسب نوع الأسئلة، فالعلامة التي تمنح للسؤال الصعب ليست هي ذاتها التي تمنح للسؤال السهل. والهدف من الامتحان يقول الإطار السابق بوزارة التربية ليس إحصاء عدد الإجابات بقدر ما هو استرجاع لمعلومات قدّمت خلال المسار التعليمي. متسائلا: هل الامتحان هو فقط تذكر للمعلومات واستحضارها أم هو قياس القدرة على الفهم والتدليل. وخلص في النهاية إلى أن صياغة سؤال الامتحان وحده تحتاج إلى ندوة وإصلاح لتقويمها. وحمد عبد القادر فضيل الله على العدول عن نظام العتبة الذي ساد القطاع لسنوات طويلة حيث كان الهدف منه رفع نسبة الناجحين في الامتحان. وانتقد المتحدث التوجه نحو الدروس الخصوصية مرجعا الإقبال عليها إلى تقصير في أداء المدرسة، سيما مع قلة تكوين الأساتذة وإلغاء 60 معهدا، فالجامعة حسبه، لا يمكنها أبدا أن تكوّن الأستاذ فهو غير مؤهل بعد تخرجه منه ويحتاج إلى بيئة خاصة يتدرب فيها ويطوّر مهاراته.
سعيد فضيل إطار سابق بوزارة التربية الوطنية: عليكم بالفهم وتنظيم الوقت من أجل النجاح أكد الخبير التربوي، سعيد فضيل، أن وزارة التربية الوطنية تُشرف على برنامج للتحضير لامتحانات شهادة البكالوريا، ولكنه "ليس منظما"، حسب تعبيره. فالامتحان التجريبي أو البكالوريا البيضاء، الذي يٌبرمج قبل امتحان البكالوريا الرسمي بفترة شهر ونصف شهر، من أهدافه تصحيح اختلالات التلميذ وأخطائه "وهو ما لا نجده حاليا في هذه الامتحانات"، يقول فضيل. كما نصح المتحدث أولياء التلاميذ، وحثّ أبنائهم على مراجعة دروسهم منذ اليوم الأول للسنة الدراسية، لتكون النتيجة أحسن وأضمن، وذلك أفضل من المراجعة في الشهر الأخير للبكالوريا. كما أنه من الناحية البيداغوجية، يقول "التحضير يكون في بداية السنة، أما أن يترك التلميذ العملية لآخر السنة فسيتعرض لضغط كبير". ونصح أولياء التلاميذ بتنظيم أوقات أبنائهم خلال فترات المراجعة، فيتركون لهم أوقاتا للراحة والاسترجاع، وحسبه "يُخصصون مثلا ساعة أو ساعتين للمراجعة يوميا في آخر المساء أو أول الصباح، ويراجع كل أسبوع مادّة تعليمية معينة". ونبّه ضيف ندوة "الشروق" لنقطة مهمة، وهي التركيز على الفهم قبل الحفظ، وحسب تعبيره "كثير من الأساتذة الجدد يخطئون، فيقولون لتلاميذهم أحفظوا الدرس بدل أفهموه أو أكتب مقالة بدل حلل وناقش... فيتحوّل التلاميذ لببغاوات"، واصفا الظاهرة ب "مصيبة" المدرسة، لأن الفهم نصف الجواب. كما أن طبيعة أسئلة البكالوريا الحالية، لا تؤدي إلى الفهم، فهي عبارة عن "بضاعتنا رُدت إلينا". فيما قال عن الدروس الخصوصية "فيها وعليها..."، فمن سلبياتها يوضح فضيل "الأستاذ يكون فيها غير مقيّد بالبرنامج الوزاري". ليختم مداخلته بالقول "فيما يخص التحضير للبكالوريا...لا الوزارة نظمت أمورها ولا الأولياء تحكموا في أوقاتهم".
سامية أفتيسان أستاذة اللغة العربية وآدابها: حوليات بكالوريا "الشروق" أحسن ما يعتمد عليه الطالب عدّدت الأستاذة سامية أفتيسان مختلف مصادر المراجعة، ومن أهمها حوليات البكالوريا، التي كان يعتمد عليها طلبة "زَمان" كثيرا، وهي صادرة من وزارة التربية الوطنية أو من دور نشر خاصة، لكنها تأسفت لابتعاد تلاميذ اليوم عن الاستعانة بهذه الحوليات، معتبرة أن وزارة التربية الوطنية سهّلت على مترشحي البكالوريا الأمر، فأمدّتهم بمواقع مشفرة يستعينون بها في المراجعة. كما نوّهت المتحدثة بالأهمية القصوى لحوليات البكالوريا التي دأبت جريدة "الشروق" على نشرها منذ قرابة 7 سنوات لطلاب، حاثّة طلاب البكالوريا على الاستعانة بها "لأن أسئلتها يُعدها أساتذة أكفاء في الميدان، تعتمد على المقاربة بالكفاءة، وتُراعي الفروق الفردية بين التلميذ، وتتدرّج فيها الأسئلة من السهل إلى السهل المُمتنع". وأكدت افتيسان أن أسئلتها في مادة الأدب، تعتمد فيها غالبا على الاستطراد لزيادة فهم الطالب.
جميلة سعادة أستاذة مادة الرياضيات: التلميذ الذي لا يركز مع أستاذه في القسم لن ينفعه الدَّعم وصفت الأستاذة جميلة سعادة، بكالوريا الجزائر ب "أصعب بكالوريا"، والسبب حسب تعبيرها "أنها مكتظة بالمواد التعليمية". وتمنّت المتحدثة الإسراع في عملية امتحان تلاميذ البكالوريا في المواد غير الأساسية انطلاقا من السنة الثانية ثانوي والمواد الأساسية في شهادة البكالوريا، لتجنّب ضغط الدروس. معتبرة أن التلميذ الجزائري يعيش خوفا منذ بداية السنة المدرسية بسبب ضغط المواد، وهو ما يجعله يتيه أو يضيع بعد شهر أو شهرين من انطلاق السنة. وحسب تعبيرها "غالبية التلاميذ ينهارون مباشرة بعد الفصل الدراسي الأول"، وهو ما جعلها تنصح التلاميذ، بالثقة في قدراتهم وإمكاناتهم عندما يشتد عليهم الضغط، ويقولون "نحن قادورن". فيما رأت سعادة، أن الدروس الخصوصية شيء ايجابي للطالب، بسبب البرنامج الطويل والعريض، حيث لا يتمكن الأستاذ من حلّ جميع التمارين في القسم، فيلجأ التلميذ لأستاذ آخر خارج القسم، ولكن تبقى النقطة السوداء في هذه الظاهرة، أنّ كثيرا من أساتذة الدعم يجمعون قرابة 60 تلميذا في فوج واحد، ولا يسمحون لجميعهم بالصعود للسبورة وحل التمارين، متسائلة "كيف يفهم التلميذ في فوج دعم مكوّن من 60 تلميذا، في وقت هو يدرس بقسم لا يتعدى عدد تلاميذه 25 تلميذا فقط"، ونصيحتها "أن التلميذ الذي لا يُركز مع أستاذه في القسم لن تنفعه دروس الدعم". وطمأنت المتحدثة تلاميذ البكالوريا، بأن أسئلة الرياضيات ستٌراعي التوقيت الجديد "سيكون هناك نقص في التمارين بعد إنقاص نصف ساعة من التوقيت". قائلة لأصحاب المعدلات المتوسطة والضعيفة خلال الفصلين الأول والثاني "بإمكانكم التدارك خلال الفصل الثالث، شرط العمل بجدّ والمراجعة بتركيز، وستنالون البكالوريا باستحقاق".
بخي سامية أستاذة العلوم الفيزيائية: علّموا التلاميذ منهجية الوصول إلى الإجابة حذّرت أستاذة العلوم الفيزيائية بخي سامية، من طريقة تعامل الأولياء مع فكرة الدروس الخصوصية، حيث لم تختلف كثيرا مع بقية زملائها الأساتذة في أن الفكرة تحوّلت إلى هاجس و"موضة" انتشرت بين التلاميذ وأوليائهم، مشيرة إلى أنه بالإمكان تجنّب ذلك من خلال حلّ التمارين دون اللجوء إلى الدروس الخصوصية، التي تحوّلت إلى مجرد أفكار يتم تحفيظها للتلميذ من دون استيعابه أو وصوله إلى درجة الفهم الجيد، حيث تترك التلميذ معرقلا ولا يستطيع الاعتماد على نفسه في منح الأفكار، بل إن الدروس تلك حسب الأستاذة بخي تمنحه كل ما هو موجود دون بدل أي مجهود وتحوّله إلى آلة، عاجز عن تقديم الابتكارات والمعارف. من جهة أخرى نصحت أستاذة العلوم الفيزيائية، التلاميذ المقبلين على شهادة البكالوريا بالتدرّب على منهجية للوصول إلى الإجابة الصحيحة خلال الامتحانات، عن طريق تفادي منح الإجابة بصيغة مباشرة، وتوجيه الطالب بمنحه إجابة مرفقة ببراهين، والتركيز على الفهم بالدرجة الأولى قبل الإجابة خاصة في المواد العلمية على غرار مادة العلوم الفيزيائية، التي تحتاج إلى برهان، مشيرة إلى أن أغلب التلاميذ يفتقرون للطريقة الصحيحة في الإجابة خلال كل امتحان. بالمقابل ركزت أستاذة الفيزياء خلال ندوة "الشروق" على أن الطريقة الأمثل للمراجعة والحفظ خلال العطلة تكون بالتركيز على فهم الدرس أولا خاصة في المواد العلمية، حتى يتمكن التلميذ من حلّ قدر كاف من التمارين، بعد استيعابه للدروس والوحدات بشكل جيد. وفي الأخير طمأنت ضيفة "الشروق" بخصوص نوعية الأسئلة ومحتوى البرنامج الذي هو في متناول جميع تلاميذ الأقسام النهائية، وبإمكانهم الحصول على نتائج جد مرضية، في حالة اتبعت طريقة مراجعة نموذجية، وعدم تركيزهم على حلول التمارين قبل فهم الدروس.
فاطمة الزهراء حرّاث إطار سابق بوزارة التربية الوطنية: التخويف والضغط أكثر ما يؤدي بالتلاميذ إلى الفشل تُشدّد الإطار السابق بوزارة التربية الوطنية فاطمة الزهراء حرّاث، على أن التقييم المستمر عبر المراحل الدراسية لكل فصل، مهم لتشخيص الاستيعاب لدى التلاميذ، استعدادا لامتحان شهادة البكالوريا، داعية لعدم تهويل هذا الامتحان، واعتباره امتحانا عاديا. وحسب تعبيرها "علينا باستعمال التحفيز بدل التخويف الذي يصل حد الترهيب من الامتحانات الرسمية، ما يؤثر على نفسية التلميذ.. فبعض التلاميذ النجباء لا ينجحون بسبب الخوف وتجميد قدراتهم". وتعتبر حراث أن تنفيذ المنهاج يساهم في طمأنة التلميذ، مع تفعيل نظام المرافقة من الأستاذ والأولياء والمؤسسة، لتجنّب التراكمات السلبية التي تعيق التلميذ الممتحن، مضيفة "علينا نصح التلاميذ من مغبة الغشّ ونتائج هذا التصرّف غير الأخلاقي". وقسمت الخبيرة التربوية، أدوار كل من أولياء التلاميذ والأساتذة وإدارة المؤسسة التربوية خلال التحضير للامتحانات، فقالت "...الأولياء مطالبون بالتواصل المُستمر مع أبنائهم ومتابعة دروسهم، وتنظيم وقتهم، وتحفيزهم على المراجعة دون ضغط... وتنظيم عادات أبنائهم فيما يخص السهر والبقاء أمام الأنترنت، وتجنّب التعنيف والنّقد السلبي الذي يُحوّلوهم لسلبييّن". أمّا الأساتذة فتدعوهم حرّاث إلى إشاعة الطمأنينة والدافعية للتلاميذ، وتصنيفهم وتقييمهم وتقويمهم الفعلي حسب الملاحظات، لتحديد مواطن الضُعف، ومراعاة الفوارق الفردية للتلاميذ، مع تطبيق حصص دعم فعلية، وإتاحة الفرصة للتلاميذ للمساهمة فيها، وتزويدهم بالثقة بالنفس في كل الحالات، وتوجيههم بدل تعنيفهم حتى في موضوع الغش. فيما يتحتم على الإدارة المدرسية والطاقم المشرف، حسب حرّاث "تسهيل عمل الأساتذة، وتفعيل المجالس في عملية التقويم... إعداد وثيقة إرشادات للتلاميذ يشارك فيها مختصّو مراكز التوجيه، والمستشارون والأساتذة، وتنظيم تدريبات على وضعية الامتحان".
أقروش مليكة أستاذة الفلسفة: الدروس الخصوصية أصبحت شّرا لا بد منه ترى أستاذة الفلسفة أقروش مليكة أن امتحان شهادة البكالوريا أصبح هاجسا كبيرا لدى الأولياء، وتحوّل إلى "بعبع"، يهابه التلميذ ووليه، وأرجعت المتحدثة ذلك إلى افتقار المصداقية داخل المدرسة الجزائرية، وحذف البطاقة التركيبية التي ساعدت التلميذ في وقت سابق على الحصول على نتائج مشرفة منذ اليوم الأول، وقلّلت من صدمة إخفاقه في امتحانات شهادة البكالوريا، معيبة في نفس الوقت قرار وزارة التربية بحذفها. بالمقابل وقفت الأستاذة خلال تدخلها في ندوة "الشروق" ضد ما يسمى بالدروس الخصوصية، واعتبرتها "شرّا لا بد منه"، وفخّا وقع فيه جميع الأولياء رغما عنهم، وتناقضا داخل المجتمع الجزائري، بسبب فقدان الثقة في الأستاذ داخل القسم، وجعلت حضوره من عدمه أمر سواء، فيما تحوّلت النقطة التي يتحصّل عليها داخل القسم إلى علامة لا تدل على شيء مميز حتى لو كانت عالية، بالمقابل يركّز التلميذ على الجدية خلال تلقيه الدروس الخصوصية، كونها جاهزة للحفظ، مشيرة إلى أن ذلك الأمر خلق مشكلا آخر يصادفه الأساتذة خلال تصحيح أوراق امتحان شهادة البكالوريا بتكرار نفس الأخطاء لدى الكثير من التلاميذ، كما اعتبرت المتحدثة أن فكرة الدروس الخصوصية إضافة إلى سلبياتها من الجانب المعنوي فهي أيضا تؤثر سلبا على الميزانية داخل العائلة خاصة لمحدودي الدخل من الأولياء. من جهة أخرى حذّرت أستاذة الفلسفة أقروش مليكة، من ظاهرة أخرى تنامت بشكل كبير في الآونة الأخير بين أوساط التلاميذ النجباء، بتراجع عدد كبير منهم، عن تقديم مجهودات والعمل خلال الموسم الدراسي والتقاعس في ذلك، بحجة إبعاد الحسد والعين، وتركيزهم على الامتحان النهائي فقط، الأمر الذي قد ينعكس سلبا -حسب المتحدثة- على التلاميذ ذوي المستوى الضعيف. بالمقابل أثنت الأستاذة على استعمال الحوليات واعتبرتها أكثر من ضرورية، لتجنّب الوقوع في فخ الحفظ، وعكس ذلك حذّرت من تأثيرات المراجعة الإلكترونية التي اعتبرت مصادرها غير موثوقة، بدليل ورود جمل مبهمة وغير مفهومة بالمحتوى المقدّم والذي يتم اكتشافه أثناء تصحيح إجابة التلميذ على الورقة. وفي الأخير ثمّنت الأستاذة مساعي بادر بها بعض مديري مؤسسات تربوية على مستوى الوطن، لفتح الثانويات من أجل المراجعة الجماعية، وتبادل الأفكار بين التلاميذ، شرط أن يكون ذلك تحت مراقبة وتأطير من طرف المسؤولين بالمؤسسة، كما شجّعت الأستاذة في حديثها دور المكتبات العمومية في المراجعة الجماعية، من خلال إنجاز بطاقة خاصة تمكّن التلاميذ من الالتقاء والمراجعة خاصة في الفترة الحالية، حتى تعطي الفرصة للتلميذ من أجل التخطيط ووضع برنامج خلال المراجعة الجماعية والنقاش في محتوى الدروس والبرنامج، وحتى تبادل الأفكار للوصول إلى الفهم كأفضل حل حسب الأستاذة، مقارنة بجلوس التلميذ بمفرده للحفظ دون الفهم. وبخصوص برمجة اختبارات شهادة البكالوريا خلال شهر رمضان، ترى مليكة أقروش أن ذلك يعتبر تكريما من الله عزّ وجلّ، وليس مشكلا كما يحاول الكثير الترويج له للتشويش على عقل التلميذ، حيث يكون الطالب صاحيا خلال فترة الصيام، ويمكنه وضع كامل طاقته خلال الإجابة، شرط منح جسمه القليل من الراحة لاحقا حتى يتمكن من الاسترجاع في اليوم الموالي.
عيشون صليحة أستاذة التاريخ والجغرافيا: احذروا من تقليد أسئلة البكالوريا في المراجعة الإلكترونية كشفت عيشون صليحة أستاذة التاريخ والجغرافيا عن جديد امتحان البكالوريا في مادة التاريخ والجغرافيا لهذا الموسم وهو تقليص الأنشطة من 3 أنشطة إلى نشاطين فقط ومن 4 أنشطة إلى 3 أنشطة. وحمّلت الجميع مسؤولية المراجعة حيث قالت "المراجعة مسؤولية الجميع ولا تقع فقط على عاتق الأساتذة أو الأولياء أو الإعلام". وتساءلت الأستاذة عن كيفية المراجعة والطرق والأجواء المناسبة لها، حسب قدرات كل تلميذ والمناخ المحيط به. وانتقدت المتحدثة، واقع الثانويات خلال العطلة الربيعية التي يفترض أن تفتح أبوابها أمام تلاميذ الأقسام النهائية ضمن ما يعرف بدروس الدعم، غير أنها للأسف مهجورة وفارغة، حيث صرّحت "نحن الآن في عطلة وكان من المفترض أن تجرى دروس دعم لصالح التلاميذ بطرق منهجية، ولكن الثانويات فارغة والأولياء فضّلوا الدروس الخصوصية على الثانويات". كما امتعضت عيشون لتغييب المختصين النفسانيين عن الثانويات لتقويم النقائص وتوفير الدعم النفسي للتلميذ التائه والمشوّش، مطالبة بتوفير المختص في الثانويات على الأقل في الأشهر القليلة التي تسبق الامتحانات في إطار جلسات حوارية مع التلميذ والمختص. واقترحت الأستاذة "الاستفادة قدر المستطاع من العطل المدرسية في المراجعة والحفظ وعدم تكديسها إلى نهاية السنة، وكذا ضرورة تضافر الجهود وتكوين حلقات ولقاءات بين كل الأطراف من أولياء وتلاميذ وأساتذة ومختصين نفسانيين، فدائما ما تكون هناك حلقة مفقودة". أمّا عن اجتياز البكالوريا في شهر رمضان فاعتبرت ضيفة "الشروق" الأمر بالتجربة الأولى بالنسبة للجيل الجديد مستنكرة الإحباط النفسي الممارس بحق تلاميذنا قبل تجريب الأمر، سيما وأن الأجيال السابقة اجتازتها في الشهر الكريم وحقّقت نتائج رائعة دون تأثيرها على المردود الدراسي؟. وتساءلت المتحدثة عن المواقع الإلكترونية الموجودة وعن كيفية استغلالها من قبل التلاميذ؟ وهل هي بنّاءة؟ وإن كانت تتماشى مع المنهاج، محذّرة من تقليد الأسئلة في صياغة الحوليات. وشكرت عيشون صليحة أستاذة التاريخ والجغرافيا "الشروق" على وفائها واستمراريتها وتفردها في كل مرة بما ينفع التلاميذ، مستعرضة مسار "الشروق" ومرافقتها لطلبة البكالوريا بأساليب مستحدثة وعلمية وأسئلة متنوّعة تتبع بنصائح وتوجيهات.
صالحي حورية أستاذة العلوم الإسلامية: وجبة السحور والمراجعة في الصباح سرّا النجاح في رمضان قلّلت صالحي حورية أستاذة العلوم الإسلامية من التهويل والمخاوف التي تتربص بالأولياء والتلاميذ بسبب تزامن امتحان شهادة البكالوريا مع شهر رمضان الكريم، وقالت "إن شهر رمضان ليس بعبعا ليخاف منه التلاميذ والأولياء لهذه الدرجة". وأكدت المتحدثة أنّ شهر رمضان هو شهر المغفرة والحماية والوقاية وكما قال رسول الله "صوموا تصحوا" وكذا "الصوم جنة". وأضافت المتحدثة أن الصوم حماية للتلميذ من النسيان والقلق والاضطراب، وبحكم التجربة على مرّ السنوات الماضية فالجسم قبل الأكل يكون أكثر نشاطا وحيوية وسرعان ما يتعرض للخمول والتعب بعد الأكل. وما كانت كل هذه الهستيريا لتحدث لو أنّ التلميذ يعي أن في صيامه رحمة من الله وإعانة له على استذكار المعلومة في شهر رمضان. وانتقدت طريقة تلقين العلم لأولادنا حيث قالت "عوّدنا أولادنا على الحفظ والبحث عن العامة الجيدة وهو خطأ كبير فمن لا يستوعب المعلومة لن ينجح وخطواته ستكون قصيرة في المسار التعليمي". ونصحت صالحي الوالدين خصوصا الأمهات بتجنب نقل فيروس القلق منهن إلى أبنائهن سواء في الامتحانات أو في الحياة بشكل عام، فلابد من تعويدهم على مواجهة جميع المشاكل والتعامل معهم بصفة عادية دون إهمال مراعاة تغذيتهم الجيدة والحرص على ساعات نومهم اللازمة. وركزت الأستاذة على وجبة السحور التي كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام فيها الكثير من البركة "تسحّروا فإن في السحور بركة" سائلة الله أن تكون البركة في طعام الممتحنين وفي عملهم وفي توكلهم على الله. واستغربت الأستاذة البرنامج المكثف الذي يعتمده الأولياء في مراجعة أبنائهم والدروس الخصوصية التي يغرقونهم فيها إلى درجة الإغماء، مستشهدة بحالات عديدة لتلاميذ أنهكهم التعب ونال منهم وتأسفت لمثل هذه التصرّفات داعية إياهم إلى أن يرحموا أنفسهم ويرحموا أولادهم. وفي الأخير حرصت الأستاذة على تلقين تلاميذ البكالوريا دعاء خالصا صادقا ليكون معينا لهم وموفقا في امتحاناتهم ونصحتهم بالتمرّس والتدرب على التمارين والفهم الصحيح قبل الحفظ بطريقة الببغاء.
البروفيسور والخبير النفساني أحمد قوراية: التحضير النفسي الجيد يشكّل نصف النجاح أكد البروفيسور والخبير النفساني محمد قوراية، أن التحضير النفسي الجيد للتلاميذ يشكّل نصف النجاح، وأشار إلى أن الإهمال النفسي الذي يتعرض له التلميذ خلال اجتياز الامتحان وأثناء تلقيه الدروس، تتحمّل مسؤوليته المدرسة والمؤسسة، فبالإضافة إلى المحتوى الجاف الذي تقدّمه هذه الأخيرة لتربية هذا النشء حتى يكون فردا صالحا في المجتمع، لم تعط الأهمية الكافية للجانب النفسي خلال تلقينه الدروس والبرنامج. ويرى قوراية، أن المنظومة التربوية في الجزائر لحد الساعة لم تول أهمية للجانب النفسي للتلميذ أو حتى الأستاذ، حيث يتلقى طالب العلم محتوى جافا لا يمكّنه من امتصاص البرنامج بالشكل المطلوب. ودعا المتحدث خلال ندوة "الشروق" لضرورة إعادة النظر في طريقة التلقين والتركيز على الفهم بدل الحفظ، لأن التلميذ يحتاج إلى إنارة عقله عبر أبعاد نفسية. من جهة أخرى تحدّث الخبير النفساني، عن دور الوزارة المعنية في الوضع الذي يعيشه التلميذ ووصفه بالعبث، قائلا إن هذا الأمر راجع إلى من فوّضناهم لتسيير شؤون التربية واحتلوا مكانا لم يكونوا أهلا له، فأوصلوا القطاع للهاوية، وقارن البروفسور، بين الجزائر والدول الغربية التي أولت اهتماما كبيرا لهذا الجانب فكانت نتائجه واضحة جدا، عكس ما يحدث داخل منظومتنا التربوية التي ركزت على المهرجانات الفضفاضة والتهريجات، وتركت المعلم يعاني من القهر الاجتماعي والظلم إلى جانب عدم توفير الظروف الملائمة لتمدرس التلميذ داخل قسمه ومحيطه المدرسي، الأمر الذي يدفعه إلى وسط مكهرب بالتوتر والقلق وتوفير جو مشحون بالضغط يسهل لانتشار العنف الذي أصبح بشكل لافت داخل الحرم المدرسي، حيث انعكس هذا القلق الذي يعيشه التلميذ يوميا على مردوده وقابليته للتعلّم. وطالب أحمد قوراية في نفس الوقت بإعادة توفير أخصائيين نفسانيين داخل كل مؤسسة من أجل تطوير التوجيه النفسي، والاهتمام بالشخصية النفسية التي يجب أن تكون بطريقة بيداغوجية سليمة، بالمقابل وجّه الخبير نداء للأمهات من أجل توفير الراحة النفسية وعقلية للتلميذ، والابتعاد عن نقل عدوى القلق لأبنائهن واصفا إياهن بفيروس "السيدا"، وأضاف أن التلميذ خلال تلك الفترة يحتاج للتشجيع وتقويم حقيقي من قبل الأهل، وإبعاده عن القلق الذي يعيشه يوميا.