بعد 17 سنة في الحكومة، هاهو عمار غول وزير السياحة والتهيئة العمرانية والصناعات التقليدية، يخرج من الباب الضيق بعدما حمل حقائب عدة دوائر وزارية وشغل العديد من المناصب السياسية، فجهوده على رأس قطاع السياحة لم تشفع له هذه المرة بالبقاء في حكومة سلال الخامسة، وهو الذي اشتهر عن قطاعاته فضائح الفساد على غرار الأشغال العمومية والنقل. عمار غول، او كما يلقبه البعض بعميد الوزراء، آن الأوان أن يرحل من مبنى نهج الدكتور سعدان، بعدما دخله في العهدة الأولى للرئيس عبد العزيز بوتفليقة سنة 1999 من بوابة وزارة الصيد والموارد الصيدية، حيث شغل منصب وزير بها لعامين فقط، لينتخب في نفس السنة عضوا في ولاية عين الدفلى على قائمة MSP، لكنه سرعان ما عاد الى الحكومة ليحمل حقيبة وزارة الأشغال العمومية لقرابة 11 سنة عرف فيها القطاع في لمشاريع جديدة جملة من الفضائح، وعلى رأسها فضيحة الطريق السيار شرق -غرب التي قطفت رؤوس عدة مسؤولين وإطارات بالقطاع. ونتيجة لذلك انتظر الجميع ان يبعد عمار غول خلال التعديل الوزاري لسنة 2013، الا ان المفاجأة كانت قوية تلك المرة بتحويل الرجل إلى وزارة النقل وتجديد الثقة فيه، ليفاجأ القطاع نفسه بوقوع حوادث للطائرات لم يعرف الشعب في اي خانة يصنفها، فمنهم من اعتبرها انعكاسا لعدم حكامة الرجل في قطاعه، ومنهم من رأى انها مؤامرات تدبر لتنحيته، ومنهم من ذهب لأبعد من ذلك باعتبارها "لعنة الغول" التي تحل على كل قطاع يستوزره. التعديل الوزاري للسنة الماضية صنع الحدث بدوره بتعيين غول على رأس وزارة السياحة، حيث نال الخبر حيزا كبيرا من السخرية، ذهب البعض الى اعتبار ان قطاع السياحة الوحيد الذي يستطيع غول استوزراه كونه قطاعا ميتا في الأصل، إلا ان غول استطاع رفع التحدي في سنة واحدة وأثبت من خلال المشاريع والإنجازات المحققة انه أهل لها، رغم انه لم يصل إلى الملموس، غير أن القطاع انتعش ولو قليلا بالاهتمام الذي اولاه غول له والذي يظهر جليا في خرجاته الميدانية. عمار غول المنحدر من ولاية عين الدفلى لم يشغل مناصب وزارية فحسب، بل يعتبر عضوا حاضرا في الحياة السياسية منذ إقرار التعددية الحزبية، فكرونولوجيا الرجل تبرز انه كان أحد قياديي حزب حركة مجتمع السلم ونائبا عن حمس في البرلمان بين سنتي 2002-2012، لينشق بعدها عن الحزب ويؤسس حزبه تجمع أمل الجزائر "تاج"، وبتنحيته أمس يكون آخر رؤساء الأحزاب الذين يشغلون مناصب وزراء حكومة بعد خروج احمد اويحيى منها وإنهاء مهام عمارة بن يونس العام الفارط. زيادة على ذلك، فعمار غول كان دائم التفاخر بانتمائه الى ما يسمى "فريق الجنرال توفيق" الذي كان يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات سابقا، حيث وصل به الأمر الى حد التأكيد انه كان يلعب معه كرة القدم، رغم ان الرجل كان معروفا باسم "الشبح" كونه لا يظهر للإعلام ولا خلال المناسبات الرسمية، وهو ما جلب الكثير من السخط والسخرية لعمار غول وصل الى حد وصفه ب "الشيات" من قبل البعض.
السيرة الذاتية ولد عمار غول في ولاية عين الدفلى، حصل على بكالوريا رياضيات بثانوية خميس مليانة في عام 1980، وفي عام 1986 شغل منصب مهندس دولة في الهندسة المدنية في الرويبة، وتابع دراسته وحصل على دبلوم الدراسات العليا في الهندسة النووية في عام 1989، وانتقل إلى فرنسا حيث تخرج في عام 1991 بشهادة الدكتوراه في الهندسة النووية، وفي عام 1998 حصل بوهران على شهادة مهندس دولة في الهندسة الميكانيكية. ليلى عمران