أجمع ضيوف ندوة "الحوار" التي ناقشت موضوع "الكاميرا الخفية" على رغبة المشاهد الجزائري في رؤية الوجه الآخر للسياسي وراء مكتبه، والمواطن البسيط في الشارع بعيدا عن قصص الدراما المملة، ورغم اختلافهم حول النسق العام الذي تعد به مثل هذه البرامج واعتمادها على الارتجال وغياب الخطة والأفكار التسلسلية التي تضمن نجاح مثل هذه الأعمال أكد المشاركون في الندوة على أن تجربة القنوات الجزائرية فتية جدا لكنها تستحق التشجيع والدعم، فبرامج كهذه تتطلب أموالا كبيرة إذا أراد معدوها أن يحققوا بها نسبة مشاهدة عالية، كما أكدوا أن الترفيه لا يعني ملء القنوات التلفزيونية ببرامج تافهة تعمل على ترويع الضحية بصورة أكد الشيخ علي عية على حرمتها وعدم جواز مثل هذه البرامج التي تبنى فكرتها الأساسية عل الكذب أو ترويع إنسان بشكل مبالغ فيه. * الإعلامي بلال كباش: * "رانا حكمناك vip" كسر الطابوهات وكشف الوجه الحقيقي للمسؤولين المدير العام للقناة لم ير البرنامج إلا يوم عرضه
إعلامي كبير وجه لي اتهامات باطلة ولا علاقة لي بأي صراع سياسي اعتبر الصحفي بقناة النهار بلال كباش أن الكاميرا الخفية "رانا حكمناك في اي بي" التي تعرض على تلفزيون النهار استثنائية لأنه لأول مرة في الجزائر وفي العالم العربي يتم الإيقاع بسياسيين في فخ الكاميرا الخفية، مضيفا أن هذا العمل كسر الطابوهات وفتح المجال لانتقاد الوزراء والسياسيين. وعن الانتقادات الموجهة للبرامج والشخصيات التي وقعت في الفخ خاصة أمام الجامع الكبير الشيخ "علي عية " رد كباش قائلا "هي كاميرا خفية سياسية محضة وليست فنية لكي ينتقدها نقاد في الفن، وننتظر أن يكون النقد سياسي، مضيفا "الجزائريون تعاطفوا مع علي عية بعد الحلقة التي عرضناها وأقول شيئا إن الشيخ منذ 1994 وهو يتلقى الانتقادات واليوم الذين كانوا يشتمونه وقفوا معه وهذا شيء إيجابي".
وأوضح بلال أنه وسط كل هذه الانتقادات التي وجهت للبرنامج حسبه من جرائد زميلة كانت من أجل وضع المسؤول والشعب في نفس الميزان وأنه مثله مثل أي مواطن جزائري، مبرزا في السياق ذاته أنهم لا يشرفهم أن يهينوا أي شخصية أو مسؤول. وفي سياق متصل قال كباش إن "رانا حكمناك في إي بي" تمكنت من إظهار الوجه الحقيقي للمسؤولين ..حقيقة هناك شخصيات ارتفعت أسهمها وهناك من ظهرت حقيقتهم وهناك من ظهرت حقيقة أخرى عنهم ونحن لسنا نادمين على هذا".
وأبدى كباش استياءه من الاتهام الذي طال البرنامج من قبل إعلامي كبير قال فيه إن الكاميرا عبارة عن سيناريو لصراع أجنحة السلطة، وعقب ذات المتحدث عن كلام هذا الإعلامي قائلا "نحن شباب نعمل بنيتنا وليس لدينا أي تكتل كما كان بينهم .. لم أكن أرغب في الرد على شخص أمضى حياته كلها في الصحافة لكن لما يدرجني في قائمة التحالف السياسي من حقي الرد"، مضيفا "حصة بدأ التحضير لها 25 يوما قبل رمضان والمدير العام للقناة أنيس رحماني لم ير أي حصة من البرنامج هو ومسئولي القناة وشاهدوها عندما بثت على القناة ووعدونا عندما بدأنا العمل أنهم لن يتدخلوا في البرنامج ولن يمنعوا عرض أي حصة مهما كان المسؤول وهو ما حدث فعلا". وفي سياق متصل أكد كباش أن وزيرة التربية نورية بن غبريط لم يتم إسقاطها من برنامج الكاميرا الخفية وأنه سيتم عرض العدد بسعة زمنية أكثر وكذلك وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، مبرزا أنه تم توجيه الدعوة لرئيس حزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني المرة الأولى قبل والثانية تخلف، في حين تزامنت دعوة بوشوارب مع نشر وثائق بنما فرفض المجيء أما وزير السكن عبد المجيد تبون فكان منشغلا بزلزال ميهوب. ورجع كباش ليؤكد أن البرنامج تضمن أخطاء كثيرة، لكن في مقابل ذلك "كنا السباقين في إنجاز مثل هذا العمل وكسر الطابوهات ومشاهدة عمل ينتقد فيه الوزراء ونحن نتحمل أي عواقب جراء عرض هذا البرنامج".
وواصل حديثه بالقول البرنامج ليس عملا كوميديا هو سياسي محض وشاهد الجمهور عاطفية بوجرة، نرجسية مقري وسوف يشاهدون بن غبريط، واكتشفنا أن الشعب الجزائري عاطفي لأبعد درجة والنظام الجزائري إذا لم يصحح أخطاءه مع الشعب سيندم.
* الصحفية إيمان صحراوي * الهدف من "عس تلفونك" إظهار أن الشعب الجزائري متضامن
استعرضت إيمان صحراوي تجربتها مع الكاميرا الخفية "عس تلفونك" التي تعرض على قناة النهار حيث أوضحت أن هذه تجربتها الأولى ولم تكن تعتقد يوما أنها ستشارك في مثل هذا البرنامج الذي اقترحه مسؤولو القناة. وأبرزت إيمان أن اختيار هذا الموضوع بالذات كفكرة رئيسية للعمل من منطلق أن الجزائري معروف بنرفزته خاصة إذا تعلق الأمر بهاتفه النقال، مضيفة ان الهدف من وراء هذا البرنامج الذي لم يتطلب إمكانيات كبيرة هو أن الشعب الجزائري رغم عصبيته الزائدة إلا أنه متضامن مع بعضه البعض في أبسط الأمور أو أكبرها".
* إمام الجامع الكبير الشيخ علي عية: * الكاميرا الخفية لا تجوز شرعا باستثناء التي تخدم المصلحة العامة
قال الشيخ علي عية إمام الجامع الكبير بالجزائر العاصمة إن الكاميرا المخفية من ناحية الشرع لا تجوز لما في ذلك من مخادعة وكذب وافتراء لأن ديننا يحرم هذا الشيء، واستثنى من هذا التحريم الكاميرا الخفية التي تخدم المصلحة العامة وتبين المخاطر المحدقة بالأمة وأمور كثيرة قد توجه لتربية الأولاد والشعب. وأعرب الشيخ عية خلال حديثه عن أمانيه في أن يكون لكل قناة مستشار ديني يقدم رأيه قبل أن تبث هذه البرامج، لأن ما يبث في بعض البرامج حسبه يسيء للعقيدة والشريعة الإسلامية. مثمنا الدور الذي تلعبه القنوات الجزائرية الخاصة من أجل إيصال رسائلها لحماية الجزائر والأوطان العربية بعدما كان الشعب الجزائري متعلق ببعض القنوات التي كانت سببا في تخريب بعض الدول الإسلامية بقصد أو بدون قصد. وأوضح علي عية أن كثير من الإعلاميين يريدون إبعاد الإمام عن السياسة، مشيرا إلى أنه تربى مع نخبة من الأئمة والإطارات أمثال الشيخ العرباوي الشيخ مصباح الذين كانوا كلما رأوا شيئا يمس البلاد أو الأمة العربية الإسلامية إلا وكانوا سباقين في التحذير والإصلاح وأنا خريج هذه المدرسة ولهذا تجد بعضهم يضعني في خانة السياسيين والبعض الآخر في خانة الإسلاميين". وعن وقوعه في فخ كاميرا "رانا حكمناك في اى بي" والتي أثارت استياء الجزائريين علق عية عن الأمر بالقول "هل حدث عند غير المسلمين أنهم قدموا مرة راهبا في كنيسته .. ولكن مقابل هذا بلال كباش قدم لي عملا جيدا رغم أن فيه سلبيات، حيث تلقيت العديد من الاتصالات والزيارات بعد بث البرنامج وما أحزنني أنني يومها كنت بصدد الذهاب للمسجد من أجل أداء صلاة التراويح لكن الأولاد في الشارع قالوا لي "رانا حكمناك" فرجعت للمنزل ولم أذهب لصلاة التراويح لثلاثة أيام".
* .الشيخ محمد بولحية: * برامج الكاميرا الخفية تحتاج إلى جهد أكبر
أما الشيخ محمد بولحية فقال إن مثل هذه البرامج رغم أنها فيها غش للضيوف تحتاج الهادفة منها إلى تشجيع وجهد كبير من أجل تقديمها في أحسن صورة. وذكر الشيخ محمد بولحية الذي استشهد بأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم انه من أسباب نجاح كاميرا "رانا حكمناك في اى بي" هو ان الصحفي بلال كباش كانت له الحرية الكاملة في استقدام الضيوف لأن أي برنامج حسبه لا يمكن أن يحقق النجاح إذا لم يمنح الحرية.
* بلال كباش يكشف أسباب عدم دعوة بعض الشخصيات ويصرح: * لم يتم إسقاط بن غبريط من البرنامج والدور القادم على محمد عيسى * أوراق بنما وزلزال ميهوب وراء غياب تبون وبوشوارب
كشف الصحفي بلال كباش أنه عكس ما يروج له من شائعات لم يتم إسقاط اسم وزيرة التربية نورية بن غبريط من البرنامج وأنهم تعمدوا تأخير ظهورها خاصة وأنها تصنع الحدث هذه الأيام بسبب امتحانات شهادة البكالوريا وموضوع التسريبات، مؤكدا أن العدد الخاصة بالوزيرة سيعرف مدة زمنية أكثر من البقية ويحمل مفاجآت كثيرة. مبرزا أن العدد الخاص بوزير الشؤون الدينية محمد عيسى سيكون خلال اليومين القادمين. هذا وكشف بلال عن السبب وراء دعوة بعض الشخصيات حيث أوضح أنه تم دعوة عمار سعيداني مرتين واعتذر في حين تزامنت دعوة وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب مع نشر وثاق بنما فاعتذر عن الحضور، أما وزير السكن عبد المجيد تبون فاعتذر هو الآخر عن الحضور بسبب الزلزال الذي ضرب مدينة ميهوب بالمدية.
* الإعلامية كريمة سلامي معدة برنامج كاميرا "عند الحفاف": * نجاح برامج الكاميرا الخفية دليل على رغبة المشاهد الجزائري في التغيير
اعترفت الإعلامية كريمة سلامي معدة برنامج الكاميرا الخفية "عند الحفاف" أن تجربتها الأولى في إعداد هذا النوع من البرامج كانت مثيرة جدا خاصة وأن فريق العمل وجد نفسه وجها لوجه مع المواطن الضحية سواء كان من عامة الشعب أو فنانا معروفا وما حصل في مقلب "عند الحفاف" بين إقبال المشاهد الجزائري على مثل هذه البرامج في الموسم الرمضاني وهو دليل على لجوء المشاهد للبرامج الترفيهية هروبا من الدراما الثقيلة، وأضافت معدة برنامج "عند الحفاف" أن باقي البرامج التي تعتمد على تنفيذ مقلب في الضيوف لاقت نجاحا كبيرا على غرار برنامج "رانا حكمناك" للزميل الإعلامي بلال كباش الذي أخذ طابعا سياسيا لأول مرة وبرنامج "عس تيليفونك" لإيمان صحراوي الذي اعتمد على المواجهة المباشرة مع المواطن في الشارع حصدا نسبة مشاهدة عالية جدا في النصف الأول من الشهر الفضيل، كما برمجت قناة النهار أفكارا أخرى تصب في قالب الترفيه ووضع الخطط والمقالب لقيت هي الأخرى نجاحا كبيرا حملت تجارب اجتماعية مثلما حصل مع برنامج "دزيري وافحل" للمنشط إسلام عريس الذي قام بتمثيل مشاهد لا يتقبلها المواطن الجزائري في الشارع حتى يرى ردة فعله وهو ما جعلنا نكتشف الطبيعة الطيبة للمواطن الجزائري وتمسكه بالقيم والعادات الأصيلة التي تربى عليها، واعتبرت المتحدثة أن اعتماد القناة على طاقات شبابية مع منحهم الفرصة للظهور هو فرصة كبيرة لا تعوض لإثبات القدرات وتقديم الأفضل رغم نقص الخبرة لدى شريحة واسعة منهم.
* جمال سعدي إعلامي سياسي ومدير جريدة "الديار": * "ما يقدم حاليا تجارب فتية تحتاج للوقت حتى تنضج"
أكد الإعلامي جمال سعدي أن القنوات الجزائرية لم تدخل بعد في مجال تجارب الكاميرا الخفية الناجحة والكبيرة بسبب تدني المستوى العام لمعدي مثل هذه البرامج نتيجة قلة الخبرة وعدم الاحتكاك بالتجارب العالمية، لكن ذلك لا يمنع من الاعتراف بأنها تجارب فتية حققت نسبة مشاهدة عالية بسبب أفكارها الجديدة التي استطاعت جذب عدد كبير من المشاهدين في وقت قصير، ويضيف الأستاذ جمال سعدي أن فكرة الكاميرا الخفية ليست جديدة فقد ظهرت منذ عشرات السنين كما أن تطبيق فكرة الكاميرا الخفية لم يحدث دائما لإضحاك المواطن بل للتدريب والتعرف على شخصية الضحية وهو ما حدث في مراكز تدريب الجيش حيث يطلب من المتدربين دخول قطعة أرض ومحاولة اكتشاف مكان اللّغم وهو ما جعلنا نكتشف شخصية المتدرب فمنهم من دخل ومنهم من امتنع ومنهم من بكى، وأضاف أن العمل الفني وإطلاق برامج كاميرا خفية يحتاج إلى مجهود كبير جدا ودراسة حتى يتسنى لنا القول أننا قدمنا برامج جيدة نتوقع لها نجاحا كبيرا.
أكد الإعلامي سمير أغار أن الكاميرا فشلت في الظهور بشكل كبير بسبب قلة خبرة منفذيها وعدم توفرها على سيناريو معد مسبقا ولقلة الدعم المالي المخصص لها، معتبرا أن موضة الكاميرا الخفية سيطرت على برامج الموسم الرمضاني بشكل كبير عبر مختلف القنوات الجزائرية العمومية والخاصة برقم تجاوز 25 كاميرا خفية بدأ عرضها مع انطلاق الشهر الفضيل تلبية لرغبة الجمهور الجزائري الذي يرغب في مشاهدة هذه البرامج الخفيفة التي لا تتطلب ميزانية كبيرة في بلادنا على غرار برنامج "رانا حكمناك " الذي حصد نسبة مشاهدة عالية على اعتبار أنه أول برنامج كاميرا خفية مغاربي يقع ضحيته الوزراء ورجال السياسة، رغم الضجة الإعلامية التي رافقت عرضه إلا أنه أثبت تفوقه على الكثير من برامج الكاميرا الخفية المعروضة ولم ينافسه في ذلك سوى برنامج التجربة الذي اقترب كثيرا من المشاهد الجزائري باختياره مواضيع حساسة ومحاولة جس نبض الشارع الجزائري وتقديم فكرة أو نصيحة للمشاهد، والملفت للانتباه أن جل القنوات راهنت على نجاح الكاميرا الخفية وقامت بإعداد أكثر من برنامج وفكرة فقناة النهار لوحدها طرحت 6 برامج كاميرا خفية في هذا الموسم الرمضاني حصدت نسبة مشاهدة عالية جدا وهو ما يؤكد رغبة الجمهور الجزائري في التمتع بالبرامج الخفيفة والهروب من برامج السيت كوم والدراما، وعن تاريخ الكاميرا يؤكد سليم أغار أنها انطلقت في كندا ثم رحلت إلى أوروبا وفي الجزائر جاء بها المخرج حاج رحيم كأول كاميرا خفية بالأبيض والأسود أما اليوم فالتقنيات الحديثة حاليا تسمح بتصوير البرنامج بكاميرات صغيرة وعن توجيه الكاميرا الخفية للشخصيات العامة قال أغار إن أول كاميرا خفية للفنانين كانت لجعفر قاسم ومراد خان.
* عامر دراجي * "الترفيه لا يعني الترويع وملء الفراغ ببرامج تافهة"
أكد عامر دراجي أن حالة الفوضى التي تسود الوسط الإعلامي وغياب رؤية واضحة أدخل البرامج الفنية في فوضى الأداء ورهن نجاح الكثير من الأعمال، مبرزا بأن كل ما يتم عرضه حاليا هو نتاج لمبادرات فردية فتية بكل ما تحمله من ايجابيات وسلبيات، واعتبر المتدخل ان بعض برامج الكاميرا الخفية لهذا العام حاولت كسر "الطابوهات" وهو ما حصل مع برنامج "رانا حكمناك" الذي حاول التقرب من السياسيين عن طريق إيقاعهم في الفخ وكشف الوجه الآخر للسياسي دون أن يمنع من أن تكون هناك ضوابط وحدود تحمي المشاهد والضحية في نفس الوقت لكن الملفت للانتباه أن جل برامج الكاميرا الخفية هذا العام كانت هادفة وقدمت رسائل واضحة بعيدا عن الترويع وقلة الذوق ومحاولة يائسة من القنوات لملء فراغ البرنامج الرمضاني.