لما تصل درجة الوقاحة والاستهزاء من داعية وشيخ إمام، وكيل كم من الاتهامات له بتقاضي الأموال من عمار سعيداني من أجل الإفتاء لحزب جبهة التحرير الوطني، واتهامه كذلك بإفتاء التعامل بالقروض البنكية التي تتضمن فوائد، ولما يبكي الشيخ علي عية أمام ملايين الجزائريين، هنا يجب تدخل وزير الاتصال لوقف هذه الوقاحة. لا شك أن الكثير من القنوات الجزائرية لا تحترم التخصص وإلا كيف لقناة إخبارية أن تبث برنامجا للكاميرا الخفية، فهل شاهدنا مثلا قنوات الجزيرة أو العربية أو سكاي نيوز أو فرانس 24 أو أو، أو أي قناة إخبارية في العالم تخصص حيزا لبرنامج غير إخباري، هنا موطن الإشكال، ففي القنوات الجزائرية كل شيء عادي وكأننا في زريبة أو في غابة الفوضى هي من تحكم المكان. وتعود الكاميرا المخفية ككل سنة على كل القنوات الجزائرية تقريبا سواء القناة العمومية أو القنوات الخاصة، وما يمكن ملاحظته أن هذه القنوات تحمل قاسما مشتركا واحدا وهو أنها تقدم كاميرا مخفية تعول عليها لاستقطاب شريحة كبيرة من المشاهدين، لكون هذا النوع من البرامج لا يكلف الكثير من ناحية الإنتاج، طبعا نتحدث هنا عن الجزائر وليس في الخارج، لأنه بالمقارنة مع ما يقدم خارج الجزائر نجد الكاميرا المخفية مكلفة جدا. ما حصل للشيخ والداعية علي عية لم يمر مرور الكرام، حيث شن رواد موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك حملة كبيرة ضد مقدم الكاميرا المخفية ”رانا حكمناك vip”، والذي استهزأ بالإمام علي عية الذي لم يتمالك نفسه في نهاية المقلب وبكى على ما حصل له، وهو ما جعل الجزائيين يثورون على هذا المقدم الذي لا يفقه في آداب التعامل ولا يفرق بين شخصيات فنية وسياسية ودينية، ولا ينزل الناس مقاماتهم، ناهيك عن التركيب السيئ من خلال إطلاق ضحكات وسط البرنامج مع غياب التوافق بينها وبين كلام الضيف. شيء آخر يمكن الانتباه إليه وهو عنوان الكاميرا المخفية ”رانا حكمناك vip” وربما للذين يشرفون على هذا البرنامج لا يعرفون بأنهم يسيئون لضيوفهم في رمضان قبل الماضي، حيث كانت يسمى البرنامج ”رانا حكمناك”، وبهذا يقومون بوضع تصنيفات للناس كل حسب درجته في الحياة أو منصبه. قناة الشروق قامت السنة الماضية بتوقيف برنامج الكاميرا المخفية الذي كان يعده سفيان داني بسبب التخويف والترعيب، وسلطة ضبط السمعي البصري أرسلت تحذيرات إلى برنامج ”جورنال الڤوسطو” بسبب تجاوز حدود الانتقاد، فلماذا لا تتدخل الآن لوقف مهزلة الكاميرا المخفية التي تستهزئ بعلماء الدين. بالمقارنة مع السنة الماضية، نلاحظ بعض التغير في طبيعة الطرح في برامج الكاميرا الخفية، حيث ابتعدت عن العنف وتحولت إلى المواضيع الساخرة كالإيقاع بالشخصيات المعروفة، ولكن بطرق ساخرة بعيدة عن التهديد الذي شاهدناه في الشبكة البرامجية لرمضان الماضي، ولكن هذا لا ينطبق على كل القنوات، مع أن تركيز القنوات على هذا النوع من البرامج سلبي بدرجة أكبر، لأن غالبية المشاهدين الجزائريين يجمعون على رداءتها، ويبتعدون عن مشاهدتها، في وقت يلجأون إلى القنوات العربية الأخرى لمشاهدة أضخم الإنتاجات الدرامية التي تبقى الغائب الأكبر عن القنوات الجزائرية، ما عدا عملين تقدمهما القناة العمومية.