حاول المخرج التونسي مجدي السميري استنساخ تجربته الناجحة في مسلسل "بوليس حالة عادية" من خلال طرح السلسلة الكوميدية الجزائرية "B73" حيث عمل المخرج على إنجاح النسخة الجزائرية على غرار ما حصل مع سلسلة "بوليس حالة عادية" التي حققت نجاحا كبيرا واستطاعت الوصول إلى مرتبة أحسن سلسلة كوميدية في رمضان 2015، ويبدو ان نجاح العمل جعل المخرج السميري لا يتردد في قبول إخراج نسخة مشابهة في الجزائر تجمع بين الكوميديا والاكشن، وهو نوع لا يتم الخوض فيه بصورة كبيرة في الجزائر، ما جعل الفنانة ريم غزالي منتجة السلسلة وإحدى بطلاتها تراهن على التونسي مجدي السميري بإسنادها له مهمة إخراج المسلسل "B 73" لإنجاح العمل وإعطائه صبغة احترافية وفق رؤية إخراجية مدروسة، نتيجة تأقلمه مع هذا النوع من الكوميديا التي تدور أحداثها بين أعضاء فرقة متخصصة في مكافحة الجرائم الكبرى بمختلف أنواعها كجرائم المخدّرات، القتل، التهريب التي تشهدها بين الحين والآخر الجزائر بأسلوب الأكشن والإثارة. وشاركت في العمل ريم غزالي بدور شرطية رفقة الفنان القدير سيد أحمد أقومي، وتم تصوير المشاهد الخاصة بهذا المسلسل ما بين تونسوالجزائر، ويبدو أن نجاح السلسلة التونسية "بوليس حالة عادية" تجاوز بكثير النسخة الجزائرية التي جاءت مكررة وبكوميديا ثقيلة، على عكس السلسلة التونسية التي حصدت نجاحا كبيرا باعتمادها على سيناريو جيد ونص حواري كوميدي ساخر لم يتوفر في النسخة الجزائرية "B73" التي حاولت تبرير فشلها بالتوقيت غير الجيد لعرضه، وعدم التزام القناة بوقت محدد وتغييره من يوم لآخر، كما ان هذا النوع من الكوميديا ليس قريبا مما اعتاد عليه المشاهد الجزائري رغم ان المسلسل عرف في انطلاقته متابعة كبيرة من قبل الجمهور الجزائري، إلا انه سرعان ما فقد ترتيبه ضمن البرامج الأكثر متابعة، بسبب غياب التجديد في محاولة استنساخ جذري للسلسلة التونسية التي وجدت المناخ الملائم للنجاح بتسخيرها ميزانية كبيرة جدا، واستعانة طاقم العمل بتقنيات عالية الجودة في التصوير وحتى طائرات، وهو ما ساهم في إنجاح "بوليس حالة عادية" بشكل كبير. سهام حواس