لا يستغني معظم الجزائيين على مكيفات الهواء لتبريد الجو وتلطيفه، خصوصا مع الارتفاع الذي تسجله درجات الحرارة، إلا أن تشغيل المكيفات على درجات دنيا والمبالغة في التبريد يعرض صاحبه إلى مخاطر صحية ويتسبب في إصابته بأمراض صدرية وتنفسية، لاسيما إذا كان مصابا بالربو أو بالحساسية. يحذّر الأطباء والمختصون من تعريض الجسم لصدمة من خلال التفاوت الكبير بين درجات الحرارة في الداخل والخارج، بفعل تشغيل المكيفات الهوائية على درجات دنيا، أو من خلال الدخول مباشرة إلى مياه البحر الباردة بعد البقاء لفترة طويلة تحت الشمس. * الدكتور محمد صحراوي: التغير المفاجئ في درجات الحرارة يعرض الإنسان للخطر أوضح الدكتور محمد صحراوي، أخصائي في طب الأطفال وعضو في الهيئة الوطنية لحماية وترقية حقوق الطفل، "الفورام"، في تصريح للحوار، أن مكيفات الهواء في حد ذاتها لا تشكل خطرا على الإنسان بقدر ما يسببه الخفض المبالغ فيه لدرجة حرارة المكيف، فعندما تكون درجة الحرارة في الخارج تقارب ال 50 يشغل المكيف على درجة 16 مئوية، فإن هذا غالبا ما يعرض الإنسان لمخاطر وأمراض سواء كان يعاني سابقا من الأمراض الصدرية والحساسية أو لا، وعليه نصح المتحدث المواطنين بتشغيل المكيفات الهوائية على درجة تتراوح بين 24 و25 مئوية لتجنب التغير المفاجئ لدرجات الحرارة وعدم تأقلم الجسم معها، وخصوصا بالنسبة للأشخاص المصابين بالربو أو بأمراض الحساسية لكون مناعتهم قليلة بهذا الخصوص. * تبليل الجسم تدريجيا قبل الدخول إلى البحر ضرورة وفيما يخص النصائح التي من الضروري التقيد بها على الشواطئ لتفادي التعرض لضربات الشمس والأمراض، فقد أوضح محمد صحراوي، أنه على الأطفال عدم الدخول مباشرة إلى مياه البحر الباردة بعد البقاء طويلا تحت حرارة الشمس على الشاطئ، وإنما يتعين تبليل الجسم تدريجيا بدءا بالأيادي والأرجل ومسح الوجه، فمن العادة أن تصل درجة الحرارة على الشواطئ 50 درجة بينما تكون 18 داخل البحر ما يسبب صدمة للجسم. وقد أشار المتحدث ذاته، إلى أن المكيفات المركزية الكبيرة التي تستخدم في المستشفيات والإدارات الكبرى، تسمح بدخول بكتيريا قد تتسبب في أمراض صدرية، وذلك لأنها تحتوي على جهاز واحد مرفق بقنوات هوائية لتوزيع التبريد، ويكمن المشكل بهذا النوع من المكيفات في أن قنوات التوزيع يمكن أن تترسب إليها البكتيريا، وهذا المشكل لا يخص المكيفات المستخدمة في المنازل وإنما المركزية فحسب، أما بالنسبة للمثلجات التي عادة ما يتخوف منها الأولياء فقد أوضح المتحدث أنه من الممكن أن تضر الإنسان حينما يتناولها للمرة الأولى، لكن مع الاعتياد لا تؤثر عليه. * تجنب الخروج في أوقات الذروة يعتبر تفادي التعرض طويلا لأشعة الشمس التي تعرف ارتفاعا شديدا، هذه الأيام، ضروريا للوقاية من ضربات الشمس، سواء من خلال التخفيف من المشي والوقوف لمدة طويلة تحت أشعتها، خاصة في الفترة الممتدة بين العاشرة صباحا إلى غاية الخامسة مساءً وهي الفترة التي تعرف ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة، حيث ينصح المختصون بتجنب الحركة الكبيرة والتنقل من مكان إلى آخر وعدم الذهاب إلى البحر بشكل مكثف، خاصة بالنسبة لكبار السن والأطفال، كما يعتبر تناول المياه بكثرة لتفادي الجفاف من الضروريات، لأن السوائل مهمة جدا للجسم لا سيما بالنسبة للأطفال والرضع، ويبقى الاستعمال العقلاني لمكيفات التبريد ضروري للوقاية من الأمراض التنفسية، فلا ينبغي أن تنزل درجة حرارته على 22 درجة مئوية، فالتبريد المفرط في المنزل أو حتى بالنسبة لمكيف السيارة يضر الجهاز التنفسي، كما يجب أخذ الأطفال الصغار بعين الاعتبار في هذه التفاصيل كونهم معرضين أكثر من الكبار للأمراض نتيجة لعدم اكتمال جهازهم التنفسي، وعليه يستحسن تجنيبهم الإكثار من تناول المثلجات والمياه أو العصائر المثلجة التي قد تسبب لهم التهاباً في اللوزتين، وعدم تركهم يلعبون لفترة طويلة تحت أشعة الشمس خاصة على شاطئ البحر لتجنب ضرباتها الخطيرة. آمنة/ب