مع الارتفاع المسجل مؤخرا في درجات الحرارة وجد بعض المواطنين أنفسهم مجبرين على الاستخدام الواسع للمكيفات الهوائية سواء في السيارات أو المنازل ومكاتب العمل وغيرها من أجل الهرب قليلا من الحرارة المرتفعة لا سيما في أوقات الذروة لكن على الرغم من أن المكيفات الهوائية أضحت اليوم ضرورة ملحة لا يستغني عنها الكثيرون في تعديل آثار الحرارة العالية السلبية على الصحة وتحسين أجواء العمل وتوفير المناخ المناسب لسائر الفعاليات الجسدية والذهنية وتقليص أخطار الجفاف والحشرات إلا أنها لا تخلو من الأضرار الصحية خاصة إن لم يتم تشغيلها وصيانتها على الوجه الصحيح فاستخدام المكيفات يبقى محكوما بجملة من الشروط من أجل تفادي مخاطرها الصحية الكثيرة خاصة على المرضى والأطفال على وجه التحديد. المخاطر الصحية للمكيفات - جفاف الجلد: يسبب التعرض الطويل للمكيفات فقدان الجلد لرطوبته الطبيعية مما يوجب على المرء استخدام المرطبات الجلدية إن أراد أن يتجنب جفاف وخشونة بشرته. - صعوبة التكيف مع الحرارة: لاحظ المختصون في كندا أن الوفيات الناجمة عن حرارة الجو المرتفعة بين المسنين كانت أعلى نسبيا لدى الذين أمضوا معظم أوقاتهم في أجواء مبردة بالمكيفات وذلك لأن أجسامهم أصبحت غير قادرة على التكيف مع تغير درجة الحرارة عند خروجهم من الجو البارد إلى أجواء الحرارة خارج البيت أو المكتب. - التعرض للالتهابات التنفسية: من المعروف أن المكيفات كثيرا ما تحتوي جراثيم يمكن أن تسبب التهابات رئوية خاصة للمسنين والذين لديهم استعداد لهذه الالتهابات نتيجة إصابتهم بأمراض تنفسية مزمنة. - الإحساس بالإرهاق العام: يحصل هذا خاصة في الأجواء المبردة بشدة ربما بسبب القشعريرة التي قد لا يقدرها القابعون في هذه الأجواء مما يجعل المعرضين للمكيفات أكثر عرضة للإصابة بالصداع والزكام والإنفلونزا. - تفاقم الأمراض المزمنة: إذا كان المرء مصاباً بالأساس بمرض مزمن مثل الربو أو غيره من أمراض الحساسية أو ارتفاع الضغط أو التهاب المفاصل أو الأعصاب أو العين فليتوقع ترديا في حالته الصحية من جراء التبريد وزيادة في مصاعب السيطرة على مرضه بالأدوية. وتحذر الدراسات الطبية الحديثة دائما من الأضرار الكبيرة التي تسببها أجهزة التكييف للمفاصل بسبب تأثر المنطقة الغضروفية اللزجة التي تتأثر بالاختلاف في درجات الحرارة مما يتسبب في إحداث تيبس في المفاصل وتؤكد أيضا التأثيرات السلبية للمكيفات على الجهازين المخي والعصبي للإنسان حيث تؤثر المكيفات بشكل عام بالسلب على مقاومة الجسم بسبب الفارق الكبير في درجة الحرارة بين المكان المكيف وغير المكيف مما يؤدي إلى الإصابة بآلام شديدة في العظام والعضلات. نصائح لتفادي الآثار الضارة للمكيفات وينصح الأطباء بتجنب الاستعانة بالمكيفات إلا في حالات الضرورة القصوى ولأقل عدد ممكن من الساعات وينصحون باللجوء إلى الوسائل الطبيعية للهروب من حرارة الشمس الحارقة بدلا من استخدام المكيفات بصورة مفرطة ولأن ذلك معناه الإصابة بالأمراض المزمنة والإحساس بالصداع وعدم التركيز وينصحون كذلك في حالة النوم في مكان مكيف بأن يحرص الفرد على التغطية بغطاء للوقاية من الإصابة بالبرد بالاضافة إلى عرّض الغرف المكيفة للتهوية الطبيعية بين حين وآخر بانتظام. كما يجب أن يتم تركيب المكيف وأن تجرى صيانته من قبل أخصائيين بشكل منتظم لاحتمال أي حادث طارىء في الجهاز. ووجب الحفاظ على حرارة الغرفة بين 21 و 25 درجة مئوية كما وجب إبقاء درجة الرطوبة بين 60 إلى70 .