بقلم: قادة صافي أي أسى وأي حزن يتملكك وأنت ترى بأم عينيك الانسانية تذبح في عربة الشر، وأنت ترى الانسان يعود لدغل الغاب، لمّا كان يمشي على أديم الأرض حافيا ينبش التراب بأظافره الطويلة، إنّنا وبحق في زمن موت العقل البشري ومعانقته الجنون، فأي مجنون هذا الذي يذبح طفلا فلسطينيا عظامه لا زالت هشة، رجلاه تلبط ببراءة النظافة في عربتهم المتسخة بجريمتهم الشنعاء!؟ أي مجنون هذا الذي يولع برؤية الدم، ويتخذ من الموت لعبة يتسلى بها!؟ جريمة ذبح الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى في مدينة حلب السورية واحدة من أبشع الجرائم التي تؤرخ لموت الانسانية وموت العقل البشري ،وغيبوبة الضمير الانساني ودخوله مرحلة الموت الاكلينيكي. انّي اكرر السؤال نفسه دون كلل ودون ملل، أليست فتاوى دعاة ومشايخ الربيع العربي هي سبب هذه الجرائم الشنيعة التي تشهدها المنطقة العربية من مشرقها الى مغربها؟ أليس هؤلاء الذين ذبحوا صاحب الاثني عشر ربيعا مدعوما بفتوى هؤلاء، وأليس هؤلاء المندسين في عباءة التقوى هم سبب هذا الموت الذي يتربص بالإنسان العربي أينما يمّم وجهه، مشرقا أو مغربا؟ اسألوا كم عربية اُغتصبت باسم جهاد النكاح، فتحولت بفتاويهم مجرد سلعة تتقاذفها الأيدي، أو جارية نصيب من يدفع أكثر، اسألوا كم عفيفة كانت ترتدي لبس الطهر والعفاف، فجأة وجدت نفسها بين مخالب بشرية تتناهشها باسم الجهاد. اسألوا الطفل الفلسطيني "عيسى" من ذبحه من الوريد إلى الوريد مزهوا بجريمة، يتلذذ بفعلته؟ أليس قاتله معتدلا في عرف هؤلاء، مدعوما بالسلاح والمال، وبالفتوى التي تبيح محاربة الحاكم، وحرق الوطن باسم الجهاد، قاتله لا يملك ذرة انسانية، والمصيبة يقتل باسم الدين، وفي كل عملية ذبح يردد التكبير، وفي قتل وتعذيب النفس البشرية له متعة لا تضاهيها متعة، فأي دين هذا الذي يبيح قتل الأطفال، وسبي واغتصاب النساء، وحرق الناس أحياء. أما آن لهؤلاء المشايخ أن يستحموا ويغتسلوا من ذنوب وأدران فتاويهم، التي أحرقت الحرث والنسل، وروعت شعوبا كانت آمنة مستقرة، وشتتهم في كل بقاع العالم، وهدمت صوامع وسوت مساجد بالأرض!؟ أما آن لهؤلاء أن يغسلوا أيديهم من دماء الشعوب العربية ومن دم طفل فلسطيني لم يتجاوز عمر اثني عشر عاما، ومن أطفال غرقى لفظتهم أمواج الرحمة بعدما أغرقتهم فتاوي الجحيم!؟ فبأي ذنب يقتل ويغرق هؤلاء يا مشايخ الدعوة والإفتاء