تعيش الأحزاب السياسية الجزائرية المحسوبة على المعارضة حالة ترقب وعمليات "كولسة" وضغط كبيرتين على بعد أقل من عام من الانتخابات التشريعية القادمة التي سترسّم خريطة طريق الساحة السياسية الجزائرية المكتظة بالأحزاب لخمس سنوات مقبلة، سنوات ستتخللها انتخابات رئاسية الشيء الذي يؤكد الأهمية القصوى للتشريعات القادمة ويضفي حساسية بالغة على نقاشات المشاركة من عدمها خاصة مع اصطدام مطالب المعارضة بهيئة مستقلة لمراقبة وتنظيم الانتخابات بحائط رفض السلطة. يعتبر حزب طلائع الحريات للمرشح السابق لرئاسيات أفريل 2014 علي بن فليس أحد أهم الأحزاب المعارضة التي ينتظر الجميع موقفها من الانتخابات القادمة، حيث يُطرح السؤال بحدة داخل مؤسسات الحزب حسب مصادر من داخل الطلائع التي أكدت ل "الحوار" بأن تيارات داخل الحزب تدفع بقوة من أجل عدم تفويت فرصة السباق لمبنى زيغود يوسف، بل ودخوله بكل قوة من أجل التموقع خاصة بعد تعديلات قانون الانتخابات الجديدة التي تخدم الموالاة وعلى رأسها غريم الطلائع جبهة التحير الوطني. وفي ذات الصدد أكدت لنا مصادرنا بأن الأمين العام لحزب طلائع الحريات علي بن فليس غير متحمس تماما لدخول معركة التشريعيات "بن فليس لا يريد المشاركة في ظل هذه الظروف غير الشفافة والتي لا يوجد فيها تكافؤ الفرص بين المتنافسين" مضيفا بأن بن فليس لن يفرض رأيه بل سيترك "اللجنة المركزية وكذا مؤسسات الحزب المخولة لأخذ القرار بكل حرية" رغم أن موقف بن فليس قد يؤثر في أشد المقربين منه أو من اتّبعه عن قناعة، لكن مصدرنا يؤكد بان احتمال مغادرة من انخرط في الحزب بهدف الحصول على مقعد في البرلمان وراد جدا خاصة وأن علي بن فليس يمتلك وعاء انتخابيا معتبرا، حيث تحصل على ٪12.18 من نسبة المصوتين في رئاسيات أفريل الماضية أي ما يعادل 1,244,918 صوت الشيء الذي قد يغري الطامحين والطامعين بالدخول إلى حزب الطلائع ومغادرته في حال قررت مؤسسات الحزب عدم الدخول في تشريعيات تقول المعارضة المنضوية في هيئة التشاور والمتابعة بأن نتائجها معلومة سلفا، وفي انتظار القرار الذي ستتخذه مؤسسات حزب طلائع الحريات اتضح جليا بأن الانتخابات التشريعية أدخلت المعارضة في أزمة داخلية حقيقية ظهرت أول أعراضها في انسحاب جيل جديد من التنسيقية وكذا في محاولة الانقلاب على الأمين العام لحركة الإصلاح وكذا تأخر إعلان أحزاب مثل حركة مجتمع السلم وكذا التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية عن مواقفها إزاء الانتخابات. سفيان. ج