مرت أزيد من ثلاث سنوات من تأسيس حزب طلائع الحريات برئاسة علي بن فليس، الذي لم تظهر مواقفه ولا نشاطاته في الساحة الوطنية، ولم يُظهر معها لا ولائه للسلطة ولا دعمه للمعارضة، وبدا وكأنه صفر على الشمال، لا يغير في المعادلة شيئا، لا يُسمن ولا يُغني من جوع، فلم يشهد سوى انشقاقات أيام بعد احتفاله بالذكرى الأولى لتأسيسه، واستقالة معظم مناضليه عبر جميع الولايات وكذا أعضاء وقياديين بالمكتب السياسي، فماذا أضاف حزب بن فليس للساحة السياسية غير الصمت؟ . بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات الذي يتهم مؤسسات الدولة بالعجز وشغور المناصب من المسؤولين الأكفاء، نسي شغور الساحة السياسية من مواقف حزبه السياسي المسمى "طلائع الحريات" الذي لم تظهر للعلن بعد، ولم يعرف مناضلوه توجهه إن كان معارضا أو مواليا للسلطة، فلو كان مُواليا لكان أظهر تأييده ودعمه لبرامج السُلطة وقراراتها، وإن كان مُعارضا لكان قد أعلن دعمه ومساندته لبعض المواقف الرافضة لما يحدث في الساحة الوطنية من صراعات، فلم يُظهر ميوله لأي جهة، خصوصا صمته عن ما حدث بين الوزير الأول المُقال عبد المجيد تبون ورجال المال الفاسد، والتي علقت عليها حتى منظمات دولية على غرار منظمة حقوق الإنسان الدولية، وغيرها من المنظمات التي كان لها موقف عما يحدث وسط صمت حزب طلائع الحريات الذي لم يطلع نهاره بعد. مشروع حزب طلائع الحريات تم الإعلان عنه ساعات بعد إفراج المجلس الدستوري على نتائج رئاسيات 2014، والتي خسر فيها المرشح بن فليس معركة أفريل ليعلن بعدها نيته في تأسيس هذا الحزب، على عكس ما حصل لمرشحي رئاسيات 1999 والذين رفضوا الخوض في مشروع تأسيس حزب سياسي على غرار حمروش الذي طالب منه أزيد من مليوني مساند له تأسيس حزب لكنه رفض الفكرة بدعوى أن الحزب لا يأتي بالجديد سيما بعد ضغوطات السلطة، ولم يغامر حمروش حينها بمصير مناصريه، وما توقعه حمروش أنا ذاك حدث الآن لمرشح رئاسيات 2014 علي بن فليس الذي لم يأت حزبه بالجديد، والذي كان رئيسه يتوعد بأن يكون بديلا في الساحة الوطنية، وسط تغنيه بعدم شرعية الوساطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعجز الفادح للمؤسسات، ليُظهر بعدها عجزه على إعطائه إضافة في الساحة السياسية.