الابتكار في الصحة الالكترونية: الجزائر تحتضن الطبعة الإفريقية الأولى من "سلاش'س دي"    المغرب: فشل الحكومة في الحفاظ على صحة المواطنين يحول داء الحصبة إلى وباء    مجلس الأمن : السيد عطاف يجدد التزام الجزائر بالمساهمة في تعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية    طاقة ومناجم: السيد عرقاب يبحث مع سفير جنوب إفريقيا سبل تعزيز التعاون الثنائي    السيد بللو يشرف على افتتاح يوم دراسي جزائري-إيطالي حول تثمين التراث الثقافي    وفد برلماني من جمهورية سلوفينيا يحل بوهران    الرعية الإسباني المحرّر يشكر تبّون والجزائر    قائد أفريكوم يشيد بالجيش الجزائري    سياحة: 90 مشروعا سياحيا سيدخل قيد الاستغلال هذه السنة    الوقاية من الحمى القلاعية: تلقيح 400 ألف رأس من الأبقار والأغنام قبل نهاية يناير الجاري    حشيشي يشارك بروما في منتدى أعمال الدول المعنية    هكذا يقضي سكان غزّة أيام الهدنة..    الجزائر تؤكد ضرورة تجسيد توصيات ميثاق قمة المستقبل    ممثلا الجزائر يستهدفان كأس الكاف    شطر من منفذ الطريق السيار جن جن العلمة يوضع حيز الخدمة    مُتسوّلون برتبة أثرياء!    مراد ينصب الوالي الجديد لبشار    صدى عالمي لجائزة الجزائر للقرآن الكريم    إشادة واسعة بدور رئيس الجمهورية    منظومة الضمان الاجتماعي في الجزائر قائمة على مبدأ التضامن بين الأجيال    البطولة الجهوية للجيدو لناحية الوسط : تتويج فريق أمن ولاية الجزائر باللقب    الجزائر حريصة على ضمان تكفل أفضل بالحجاج خلال موسم الحج 2025    وزير الداخلية"إبراهيم مراد" مخطط شامل للنهوض بولاية بشار وتحقيق التنمية المتوازنة    وهران: انطلاق البطولة الوطنية الشتوية للسباحة براعم    متحف "أحمد زبانة" لوهران: جولة افتراضية في الفن التشكيلي الجزائري    مجلس الأمة: المصادقة على نص القانون المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وإزالتها    الإطاحة بشبكة إجرامية ينطلق نشاطها من المغرب : حجز أزيد من 3ر1 قنطار من الكوكايين بوهران    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية: وزير الاتصال يستقبل بويندهوك من قبل رئيس جمهورية ناميبيا    بللو: نحو تعاون أوسع في مجال الفنون بين الجزائر وإيطاليا    كرة القدم المدرسية : إطلاق قريبا أول كأس للجزائر بين الثانويات والإكماليات والابتدائيات    وهران : ترحيل 27 عائلة إلى سكنات جديدة ببئر الجير    منظمة التعاون الإسلامي تدين ب "شدة" تصاعد الاعتداءات الصهيونية في الضفة الغربية    إعتقال مؤثر جزائري في فرنسا: النيابة العامة بباريس تصوب وزير الداخلية برونو روتايو    غزة: استشهاد 27 ألف طالب خلال العدوان الصهيوني على القطاع    اللحوم الحمراء الطازجة في رمضان ستبلغ أقصى مبلغ 1900 دج    إيتوزا تستعين ب30 حافلة محليّة    العنصرية الفرنسية الرسمية..!؟    خصص الهلال الأحمر الجزائري 300 طن من المساعدات الإغاثية    الكوكي مدرباً للوفاق    الصحافة الفرنسية تسج قصة جديدة ضمن سلسة تحاملها ضد الجزائر    رئيس الجمهورية يستدعي الهيئة الناخبة يوم 9 مارس القادم    متابعة أشغال مشروع قصر المعارض الجديد    الثورة الجزائرية الوحيدة التي نقلت المعركة إلى عقر دار العدو    انطلاق الطبعة 20 للمسابقة الدولية لجائزة الجزائر لحفظ القرآن وتجويده    تطبيقة إلكترونية للتبليغ عن مواقع انتشار النفايات    القلوب تشتاق إلى مكة.. فكيف يكون الوصول إليها؟    لباح أو بصول لخلافة بن سنوسي    الجزائر ستكون مركزا إقليميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر    استفزازات متبادلة وفينيسيوس يدخل على الخط    حاج موسى: أحلم باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز    "كاماتشو".. ضعيف البنية كبير الهامة    تاريخ العلوم مسارٌ من التفكير وطرح الأسئلة    السينما الجزائرية على أعتاب مرحلة جديدة    الجوية الجزائرية: على المسافرين نحو السعودية تقديم شهادة تلقي لقاح الحمى الشوكية رباعي التكافؤ بدءا من ال10 فيفري    وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قمة وهران النفطية فشلت قبل انعقادها
نشر في الحوار يوم 26 - 08 - 2016

ستتجه أنظار العالم جميعها إلى الجزائر، نهاية الشهر المقبل، تماما كما هي الآمال منعقدة على اجتماع كبار منتجي النفط داخل وخارج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الذي سيقام على ترابها، حيث يعد هذا اللقاء حاسما كونه سيحدد مصير أسعار النفط التي ستعرف منعرجا إيجابيا أو سلبيا بعدها، فهل سيكون اجتماع الجزائر الفصل النهائي لأزمة النفط العالمية؟

وكرد أولي على هذا الاستفسار، يرى المحللون الاقتصاديون بأن الجزائر لن تكون الطرف المؤثر على نتائج اللقاء العالمي، على اعتبار مكانتها الضعيفة داخل الأوبك، وإنما ستكون النتائج مبنية على اتفاق الأعضاء المنتجين للبترول على إمكانية تجميد وتعليق سقف الإنتاج في الحدود التي تم الاتفاق عليها شهر جانفي الفارط، التي لوّحت إليها العربية السعودية مؤخرا، إلا أن الأمر سيتأثر لا محالة بالموقف الإيراني القاضي برفع حصة إنتاجها بعد رفع الحصار عليها.
ورغم أن مسألة الاتفاق على تجميد الإنتاج أمرًا غير واضح للسوق، إلا أن أسعار النفط خلال هذا الشهر عرفت ارتفاعا ملحوظا وصل إلى عتبة 50 دولارا للبرميل، لا علاقة له بأساسيات العرض والطلب، حيث أن الأسعار ارتفعت على إثر تصريحات المسؤولين في "أوبك" بوجود بوادر اتفاق على تجميد إنتاجهم، لكن سرعان ما عادت الأسعار لتنخفض مبدية عدم استقرارها تأثرا من جهة بتزايد الإنتاج ومن جهة أخرى ببوادر الوصول إلى اتفاق على تجميد الإنتاج خلال اجتماع 26 سبتمبر بوهران.

وكان ارتفاع أسعار النفط ووصولها إلى 50 دولارا تأثرا بدعم إيراني محتمل لتثبيت الإنتاج في الاجتماع المرتقب الشهر المقبل لمنتجي النفط في الجزائر على هامش منتدى الطاقة الدولي، لكن مقابل الموقف الإيراني، أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، منذ يومين، أن العراق لم يصل بعد إلى كامل حصته بسوق النفط، مشيرا إلى أن بغداد تفضل عدم كبح إنتاجها من الخام في إطار أي اتفاق تتوصل إليه "أوبك" لرفع الأسعار، وكانت هذه التصريحات من بين الأسباب التي أدت إلى انخفاض أسعار النفط بعدها بأقل من يومين ووصل إلى عتبة 49 دولارا، كما أشار العبادي إلى إمكانية أن يضع العراق ميزانيته العامة لسنة 2017 على أساس سعر يبلغ 35 دولارا لبرميل النفط، أي قرب مستوى العام الحالي، لكن هذا المستوى يشكل تراجعا عن التصور الأولي، والذي كان عند 45 دولارا للبرميل.
كما تأثرت الأسعار بقوة بزيادة مفاجئة لمخزونات الخام بالولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، رغم تراجع مخزونات البنزين تراجعا حادا وهبوط مخزونات نواتج التقطير، حيث ارتفعت مخزونات الخام بأربعة ملايين و500 ألف برميل، في حين كانت التوقعات لانخفاضها ب455 ألف برميل، أما مخزونات البنزين فقد تراجعت بمليونين و200 ألف برميل، بينما توقع المحللون انخفاضها بمليون و200 ألف برميل.

* إيران لم تقرر بعد مشاركتها في محادثات "أوبك" بالجزائر
قالت إيران إنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستحضر المحادثات غير الرسمية ل "أوبك" في الجزائر، الشهر المقبل أم لا.
وصرح متحدث باسم وزارة النفط الإيرانية لوكالة "بلومبرج" لكنه طلب عدم تحديد هويته، أن إيران قد تؤجل اتخاذ القرار حتى اليوم السابق للاجتماع.
____________________________
* خبراء ومحللون عالميون يؤكدون:
هذه هي أسباب تجميد أو عدم تجميد إنتاج النفط عالميا
يرى كبار المحللين في السوق النفطية بأن ارتفاع أسعار النفط هذا الشهر لا يوجد ما يبرره من ناحية أساسيات العرض والطلب، حيث إن الأسعار ارتفعت على أثر تصريحات المسؤولين في "أوبك" بوجود بوادر اتفاق على تجميد إنتاجهم.

وترجع أسباب إمكانية تجميد إنتاج النفط حسب المحللين إلى وصول منتجي النفط إلى مستويات قياسية لا يستطيعون الإنتاج فوقها بسهولة، إذ ارتفع الإنتاج لبعض المنتجين بناء على زيادة الطلب ومن بينهم السعودية التي أنتجت الشهر الماضي نحو 10.67 مليون برميل يوميًا وهو أعلى مستوى شهري لها على الإطلاق، بالإضافة إلى تأثير الوضع المالي لدول "أوبك"، حيث قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية جوان الماضي، إنه من المتوقع هبوط إيرادات الصادرات النفطية ل"أوبك" عام 2016 بكامله بنسبة 15 في المائة لتصل إلى 341 مليار دولار، وبذلك تواصل تراجعها للعام الثالث على التوالي، ومن المحتمل تسجيل أدنى مستوياتها في أكثر من 10 سنوات قبل أن ترتفع في 2017، ومع بقاء النفط عند متوسط 45 دولارًا هذا العام في أحسن الأحوال، فإن مسألة التجميد ضرورة ملحة حتى تتحسن الأسعار قليلاً ويخف عجز الموازنات في دول "أوبك"، حيث كان غالبية وزراء المنظمة يتوقعون وصول النفط إلى 60 دولارًا، ناهيك على أنه مع اقتراب الربع الرابع من العام الحالي سيرتفع الطلب من قبل المصافي عالميًا استعدادًا لفصل الشتاء، وستلقى أسعار النفط دعمًا قويًا بفضل الطلب، ولهذا فإن تجميد الإنتاج سيشكل دعمًا أقوى للأسعار ويجعلها ترتفع فوق مستوى 50 دولارًا للفترة المتبقية من العام.

أما عن أسباب عدم تجميد الإنتاج، فتتمثل في تحسن أسعار النفط عما كانت عليه بداية العام والارتفاع المتوقع لها، عندما بدأت الدول في فيفري الماضي بالتفاوض حول اتفاق تجميد الإنتاج كانت الأسعار قد وصلت إلى 30 دولارًا وهو سعر مؤلم لجميع المنتجين ولكن الأسوأ أصبح وراء السوق، وتحسنت الأسعار واستقرت بين 40 إلى 50 دولارا باقي العام، بالإضافة إلى انخفاض إنتاج بعض الدول بشكل طبيعي بعد انتهاء الصيف، فالسعودية على سبيل المثال رفعت إنتاجها في الصيف نتيجة للطلب المحلي، وبمجرد انتهاء الصيف سيهبط الإنتاج تلقائيًا مما يجعل الحاجة لأي تجميد أقل، فضلا عن عدم تمكن دخول كل دول "أوبك" في أي اتفاق للتجميد، فهناك دول في "أوبك" تريد زيادة إنتاجها مثل إيران والعراق ونيجيريا، إذ إن إيران تريد استعادة حصتها المفقودة نتيجة الحظر، وصرح المسؤولون فيها الأسبوع الماضي، أن إيران لن تستطيع الوصول إلى حصتها بنهاية سبتمبر القادم، وهو تلميح بعدم رغبتهم بالدخول في اتفاق، ناهيك عن غموض الموقف الروسي من الاتفاق، ففي حين أن وزير الطاقة الروسي أليكساندر نوفاك، قد صرح ل«الشرق الأوسط»، أنه منفتح على أي اتفاقيات مع "أوبك" لدعم استقرار السوق، لا تزال التصريحات الروسية غير مؤكدة، حيث إن نوفاك، اشترط بعض الأمور مثل أن لا يكون الاتفاق ذا إطار زمني محدد، وسيعتمد اتفاق تجميد الإنتاج على مدى الحاجة إليه.

______________________________________
* شفير أحمين المحلل الاقتصادي، وأستاذ بكلية الاقتصاد ل"الحوار":
أستبعد تجميد الإنتاج.. وسعر البترول لن يتجاوز 60 دولارا
استبعد، الأستاذ بكلية الاقتصاد والمحلل الاقتصادي، شفير أحمين، في حديثه ل" الحوار"، أن يتوصل اجتماع "أوبك" المقرر انعقاده بولاية وهران مطلع شهر سبتمبر الداخل، إلى قرار تخفيض الإنتاج مثلما ينادي به محور الجزائر، معتبرا أن أسعار المحروقات ستبقى تراوح مكانها بين 40 إلى 60 دولارا على أكثر تقدير، فيما لم يراهن على قدرة الجزائر في الحسم خلال هذا الاجتماع، مشيرا إلى ضرورة أن تجد مخرجا ل" أزمتها" بالعودة إلى الإستراتيجية التنموية من أجل بناء اقتصاد منتج و ليس من بوابة التعويل على ارتفاع أسعار البترول.

* هل يمكن أن ننتظر من اجتماع "أوبك" المقرر انعقاده مطلع شهر سبتمبر الداخل بولاية وهران، الوصول إلى تجميد الإنتاج الذي تصبو إليه العديد من الدول؟
حقيقة، صعب جدا التخمين في هذه المسألة بالنظر إلى عدة عوامل في مقدمتها العناصر الاقتصادية الإستراتيجية والجيوسياسية التي من شأنها أن تؤثر كثيرا في أسعار النفط خصوصا وأسعار المحروقات بصفة عامة، هذه المعادلة هي رهان العالم خاصة الدول الكبرى التي ترغب الاستمرار في السيطرة وبسط نفوذها على سوق المحروقات، هذه القوى على شاكلة الولايات المتحدة الأمريكية التى تعمل دائما على تثبيت تحكمها في العالم والتحكم في مجريات الأزمات كذلك.
العامل الجيوستراتيجي هو الذي يؤثر بشكل لافت على سوق المحروقات في العالم و مستقبلها، وبالتالي شخصيا لا أرى أنه يمكن تجميد الإنتاج مثلما ينادي به محور الجزائر، خاصة مع الدور الذي تلعبه العربية السعودية و دول الخليج، كما يمكن أن نتحدث كذلك عن تأثير العامل الاقتصادي المجسد في الوضع الاقتصادي في العالم بشكل عام، الذي لا يزال يتجرع امتدادات الأزمة الاقتصادية لسنة 2008، و غياب النمو الذي يعرف تناقصا كبيرا في الطلب على المحروقات، و بالتالي فإن أزمة أسعار المحروقات ستستمر وفي أحسن الحالات ستترك الأمور على حالها وسيبقى سعر البترول يتراوح ما بين 40 إلى 60 دولارا لا أكثر.


* ماهو الدور الذي وجب أن تلعبه الجزائر في هذه الاجتماع، و هل سيكون لها دور حاسم في إمكانية الرفع من أسعار المحروقات، أم أنها ستكون البلد المضيف فقط؟
أنا جد متشائم لأنه لا يوجد أي مؤشر إيجابي مطروح في الساحة يمكن من خلاله الحديث عن إمكانية في الرفع من سعر المحروقات في السوق، دور الجزائر الحاسم، كان سنوات السبعينيات، لكن الآن نشهد تغيرا في الخريطة العالمية خاصة منذ انهيار النظام الاشتراكي وتفكك دول عدم الانحياز، هذا الانهيار أثر بشكل كبير على موازين القوى، زد على ذلك فشل العديد من التجارب للبلدان التي كانت لها رغبة سنوات السبعينات في التقدم والرقي، ضف إلى أن ميزان القوى الذي كانت الجزائر تمتلكه خلال تلك الفترة ليس بحوزتها الآن، الجزائر التي كانت مرجعا لحركات التحرر مرّت بمشاكل كبيرة سنوات التسعينيات دون أن ننسى الأزمة الاقتصادية التي عصفت بها سنة 1986، التي أثرت على الاقتصاد الوطني بشكل رهيب.

الجزائر لم تستطع استغلال فرصة البحبوحة المالية التي عرفتها منذ سنة 2000، من أجل التأسيس لاقتصاد متطور يعتمد على البحث والتطوير واستعمال التكنولوجيا، فبمجرد نفاذ البحبوحة المالية أصبحت الجزائر تحت رحمة صندوق النقد الدولي، هذا هو الواقع. أعتقد أن الجزائر ستجد مخرجا لأزمتها ليس من بوابة الأمل في ارتفاع أسعار البترول ولكن بالعودة إلى الإستراتيجية التنموية من أجل بناء اقتصاد منتج.

* كيف يمكن ذلك؟
بتوجيه كل قدرات وثروات البلاد للإنتاج وخلق قيمة مضافة، وتوزيع الثروة وجب أن يكون بطرق عادلة بين المواطنين، ولا يمكن أن نحقق نموا اقتصاديا دون هذه الجزئية التي تزيد الطلب و ترفع الإنتاج و تدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، كما لا ننسى الاعتماد على التحالفات الإستراتيجية مثل تكتل بلدان" البريكس" الذي يضم دول تتجه إلى قيادة العالم حاليا و من مصلحة الجزائر أن تعقد تحالفات مع هذه البلدان الصاعدة.

* في تقديركم، كيف ستكون أسعار المحروقات بعد اجتماع "الأوبك" بالجزائر، وهل يمكن أن تعرف تحركا؟
كما سبق و أن أكدت، سوف لن يكون تغير كبير في أسعار سوق المحروقات، وإذا حصل فإنه لن يكون كبيرا ولن يتجاوز 10 دولارات في البرميل، في ظل غياب النمو على المستوى العالمي واستمرار ضعف الطلب على هذه المادة.


* هل يمكن أن نشهد استجابة سعودية خليجية لمطالب دول محول الجزائر بخفض الإنتاج، أم أن هذا الرهان بعيد عن التطبيق في الميدان؟
لا أعتقد أن تلعب السعودية هذا الدور، وأعتقد أنها ستستجيب لمطلب ضرورة خفض الإنتاج.

____________________________________________
* الخبير الطاقوي بغداد ل" الحوار":
قرار إيران القاضي برفع حصة إنتاجها سيؤثر على قرار تحديد حجم الإنتاج
* هل يمكن أن ننتظر من اجتماع أوبك المقرر انعقاده مطلع شهر سبتمبر الداخل بولاية وهران، الوصول إلى تجميد الإنتاج الذي تصبو إليه العديد من الدول؟
اجتماع دول أعضاء منظمة "الأوبك" المقرر تنظيمه يومي 26 و28 سبتمبر الداخل بالجزائر، جاء في ظرف حساس بالنظر إلى استمرار تهاوي أسعار الذهب الأسود في أسواق النفط العالمية، حيث سيعمل الأعضاء المنتجون للبترول على إمكانية تجميد وتعليق سقف الإنتاج في الحدود التي تم الاتفاق عليها شهر جانفي الفارط . في الوقت الذي يستوجب من رفع حجم الإنتاج مطلع السداسي الرابع من السنة الجارية، كما لوحت إليه العربية السعودية مؤخرا، غير أن موقف إيران القاضي إلى رفع حصة إنتاجها بعد رفع الحصار عليها سيؤثر على قرار تحديد حجم الإنتاج.

* ما هو الدور الذي وجب أن تلعبه الجزائر في هذه الاجتماع، وهل سيكون لها دور حاسم في إمكانية الرفع من أسعار المحروقات أم أنها ستكون البلد المضيف فقط؟
الجزائر ليس لها مكانة مهمة في منظمة "الأوبك" بالنظر إلى حجم وحصة إنتاجها بالمقارنة بحجم إنتاج العربية السعودية التي يصل حجم إنتاجها اليومي 12 مليون برميل في اليوم، بفضل إستراتيجية استغلالها لأبار البترول بعد اقتحام التكنولوجيات الحديثة ذات الجودة العالية ما سمح لها في المدى القصير من تقليص تكلفة إنتاج البرميل الواحد مقارنة بالدول المنتجة الأخرى، وهذه الاستثمارات الضخمة استوجب على السعودية غزو الأسواق العالمية على الرغم من تراجع أسعار البرميل إلا أن هذا لم يؤثر على مداخليها، كما هو حال الدول المنتجة ما خلق اختلالا في التوازن في معادلة العرض والطلب، حيث أصبح العرض أكثر من الطلب.


* في تقديركم، كيف ستكون أسعار المحروقات بعد اجتماع "الأوبك" بالجزائر، وهل يمكن أن تعرف تحركا، وهل يمكن أن نشهد استجابة سعودية خليجية لمطالب دول محور الجزائر بخفض الإنتاج، أم أن هذا الرهان بعيدا عن التطبيق في الميدان؟
على المملكة السعودية في الوقت الراهن باعتبار مكانتها في المنظمة محورية تعليق حجم الإنتاج من أجل أن استرجاع النمو الاقتصادي العالمي لمكانته، لاسيما للدول المصنعة على رأسها الصين. من المرتقب أن تتعقد الأمور خلال هذا الاجتماع، نتيجة عودة كل من العراق و ليبيا إلى الإنتاج، وما قد يجعلها تمتنع عن الموافقة في تجميد وتعليق حصتها من الإنتاج، وقبلها هل سوف تقتنع إيران هي الأخرى بهذا الحل الوحيد لإعادة الأمور إلى نصابها في الوقت الذي نتساءل هل ستوافق دول الخليج المنتجة للبترول كلها و على رأسها العربية السعودية على هذا الاقتراح نظرا لاختلاف المصالح والروئ بنظيرتها من الدول الأخرى المنتجة على غرار الجزائر و فينزويلا التي تأثرت من أزمة تراجع أسعار البترول، ويقابلها بالمقابل إشكالية المرحلة الانتقالية للدول المستهلكة للبترول التي تراجعت في استهلاك هذه الطاقة بالنظر إلى الجوء إلى مواد طاقوية بديلة من بينها الغاز.
_______________________
* لا يرى ضرورة القيام بتدخل كبير في أسواق البترول
وزير الطاقة السعودي يحطم آمال تعافي الأسعار
بدد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في تصريحاته الأخيرة آمال الاقتصاديات المتضررة من انهيار أسعار النفط وإمكانية انتعاش الأخيرة خلال اجتماع المنتجين بالجزائر أواخر الشهر المقبل، بقوله "إنه لا يعتقد أنه من الضروري القيام بأي تدخل كبير في أسواق النفط في الوقت الحاضر".

وانخفضت أسعار النفط، أمس، مباشرة إثر تصريحات الفالح، حيث جرى تداول خام القياس العالمي مزيج برنت بسعر 49.40 دولارا للبرميل، منخفضا 27 سنتا عن الإغلاق السابق، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتا إلى 47.18 دولارا للبرميل.

وأضاف الفالح في تصريح لرويترز أول أمس، "لا نعتقد أن تدخلا كبيرا في السوق ضروري باستثناء أن نسمح لقوى العرض والطلب بأن تقوم بالعمل لنا"، موضحا "السوق تتحرك في الاتجاه الصحيح" بالفعل، قائلا الفالح دون أن يذكر تفاصيل: "إذا ظهر توافق من الآن وحتى اجتماع الجزائر، فإن السعودية -كما فعلت دوما- ستكون لاعبا إيجابيا في هذه المناقشات، وسنكون على استعداد للمشاركة".
إعداد: ليلى عمران– نور الدين علواش


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.