ساهمت تصريحات متناقضة للسعودية وإيران بخصوص احتمالات الوصول إلى اتفاق لتجميد إنتاج النفط خلال اجتماع الجزائر المقرر شهر سبتمبر المقبل في حدوث إرباك جديد لأسعار البترول التي تهاوت بشكل طفيف أمس الجمعة. فبينما انتعشت قليلا الأسعار يوم الخميس المنقضي إثر تأكيد وزير النفط الإيراني أنه سيحضر اجتماع الجزائر في وأنه متفائل بجهود إحياء اتفاق دولي بشأن تثبيت مستويات الإنتاج في محادثات الشهر المقبل، هبطت أسعار النفط ولو بشكل طفيف عقب تصريحات وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، التي استبعد فيها اتفاق مصدري الخام في العالم على تجميد الإنتاج. وسيلتقي أعضاء منظمة "أوبك" على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يضم المنتجين والمستهلكين في الجزائر، خلال الفترة من السادس والعشرين إلى الثامن والعشرين من الشهر الجاري. لكن آمال التوصل إلى الاتفاق انحسرت بفعل الإنتاج القياسي من "أوبك"، في الوقت الذي يتوقع القليل من المحللين فرض قيود اختيارية على إنتاج الخام. ونقلت وكالة "رويترز" عن الفالح قوله "إن السوق ليست بحاجة ل«تدخل كبير" في الوقت الراهن، ولم يتم إجراء أي محادثات بشأن تجميد الإنتاج"، منوها بأن الطلب العالمي على الخام يرتفع بشكل جيد. وبحلول الساعة 06:55 بتوقيت غرنيتش أمس، انخفض مزيج "برنت" في التعاملات الآسيوية بنسبة 0.40٪ أو 20 سنتا، إلى 49.47 دولارا للبرميل، وتراجع خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.21٪ ، ما مقداره 10 سنتات، إلى 47.23 دولارا للبرميل.من جانبها، أعلنت وزارة النفط الإيرانية أن طهران ستتعاون مع منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" لإعادة الاستقرار إلى السوق العالمية، لكنها تتوقع من الآخرين أن يحترموا حقوقها، وردا على سؤال بخصوص خطة تثبيت إنتاج النفط، قال وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، إن إيران تدعم أي جهود رامية لتحقيق الاستقرار في السوق، وأضاف "إيران ستتعاون مع أوبك للمساعدة فى تعافي سوق النفط، لكنها تتوقع من الآخرين أن يحترموا حقوقها الطبيعية". في حين، قال الأمين العام لمنظمة "أوبك"، محمد باركيندو، إنه يرى "توافقا متزايدا" داخل المنظمة وخارجها على ضرورة التحرك لإدارة إنتاج الخام من أجل دعم الأسعار. وفي تصريح لصحيفة الحياة اللندنية، قال باركيندو "إن هناك توافقا متزايدا في أوبك وخارجها على أنه يتعين على المنتجين داخل المنظمة وخارجها اتخاذ مواقف أكثر استباقية فيما يتعلق بإدارة الإنتاج، كي يكونوا على تكامل مع القوى التقليدية للسوق"، وأضاف الأمين العام "رأينا إلى أين أدى اعتماد المنظمة عام 2014 نهج عدم التدخل في الأسعار". وسيجتمع أعضاء "أوبك" على هامش منتدى الطاقة الدولي، الذي سيضم المنتجين والمستهلكين، في الجزائر، خلال الفترة من 26 إلى 28 من سبتمبر القادم.