استبعد المحلل السياسي محمد أرزقي فراد إمكانية تحالف أحزاب المعارضة في التشريعيات المقبلة كما أحزاب الموالاة على حد سواء بسبب عدم بلوغ كل المعسكرين درجة النضج السياسي، مؤكدا أن اختلاف الرؤى بالنسبة لأحزاب المعارضة بغض النظر عن توجهاتها الإيديولوجية هي من تتحكم في لم شملها ولو كان هذا ظرفيا، أما بالنسبة للتشكيلات الحزبية "أحزاب الموالاة" فهي في حقيقة الأمر أجهزة مساندة فقط ما يجعل فكرة التحالف والتكتل فيما بينها"مستحيلة" ما دام أنها تفتقر لأي مشروع سياسي لها مستقل عن الجهات التي توظفها مع اقتراب أي موعد انتخابي كان. * هل توجد هناك إمكانية تحالف المعارضة بمختلف انتماءاتها الحزبية ودخول التشريعيات تحت مظلة وحدة؟ – إنني أستبعد ذلك كليا لأن الأحزاب المعارضة الحالية للنظام القائم بمختلف توجهاتها الحزبية أو الإيديولوجية لم تبلغ درجات النضج السياسي وهو بمؤشر دامغ يدل على صحة هذا، حيث لايمكن أن تتحالف هذه الأخيرة والدخول في المعترك الانتخابي بقائمة موحدة لأن التشكيلات الحزبية المعارضة لها رؤى سياسية مخالفة ومتناقضة فيما بينها، فهناك من الأحزاب اليسارية التي تتبنى في برنامجها مبدأ الحفاظ على القطاع العمومي، أما التشكيلات الحزبية المعارضة الليبرالية أو اليمينية تمجد المبادرة الفردية، فجوهر الفرق هذا لايمنح إمكانية التحالف في تكتل واحد وهذا غير معقول باعتقادي، غير أنه من الممكن أن تكون هناك تحالفات وتكتلات بين هذه الأخيرة من أجل وضع أرضية الديمقراطية كما كان حال مبادرة مزافرن.
* وفي حال ما تحقق هذا ماذا سيكون رد فعل الموالاة وهل يمكن لها هي الأخرى التحالف من أجل خلق التوازن ؟ – أعيد وأكرر مرة أخرى أنه من المستحيل أن يكون هناك تحالف بين التشكيلات الحزبية المعارضة ففوهة اختلاف الرؤى هي من تتحكم في الأمر الواقع المؤسف الذي تمر به الطبقة السياسية بما فيها أحزاب الموالاة التي هي الأخرى لن يكون لها أي إمكانية للتكتل فيما بينها لأنها في الواقع عبارة عن أجهزة مساندة وينحصر دورها فقط في الدعاية السياسية ما أفرغها من صفتها الحزبية لأنها بكل بساطة لاتملك أي مشروع سياسي يمكن من خلاله أن تبادر وخير دليل على ذلك حزب الأفلان الذي هو صاحب الأغلبية الساحقة في البرلمان لكنه لايستطيع أن يشكل حكومة له ما يثبت أنه من غير الممكن لا "الأفلان" و لا "الأرندي" أن يقدما أي مبادرة في ظل افتقارهما لأي مشروع سياسي كان فهي إذن لجان مساندة فقط ليس بمقدرتها المبادرة.
* لكن تجربة الجدار الوطني للأفلان أثبتت أن أحزاب الموالاة الكبرى لايمكن لها أن تتفق فيما بينها بسبب حب الزعامة والقيادة ؟ – هذا غير صحيح لأن مبادرة الجدار الوطني للأفلان ليست مبادرة نابعة من مشروع سياسي خاص به فهي بالنسبة لي عبارة عن "ذر الرماد في العيون" ما دام أن هذه التشكيلة الحزبية التي استحوذت على أغلبية المقاعد في الغرفتين البرلمانيتين لم تستطع حتى تشكيل حكومة لها فكيف لها أن تكون صاحبة المبادرات وهذا دليل قاطع على أن دور هذا الأخير ينحصر فقط في لعب دور الدعاية السياسية لمساندة برامج جهات معينة من داخل دواليب السلطة وهي التي تقرر بطبيعة الحال إظهار هذه الهياكل الموالية لها أنها في صف التكتل أو عكس ذلك وفقا للظروف السياسية.
* كيف تتوقع أن تكون الانتخابات التشريعية القادمة في ظل التوترات الجديدة بالنظر إلى المشهد السياسي العام؟ * أولا ليس هناك أي توترات في المشهد السياسي العام كما تسوق له بعض الأطراف على الرغم من أن الجميع كان ينتظر الجديد بعد التعديل الدستوري إلا أنه لا جديد يذكر فكل الأشياء بقيت على حالها، لاسيما بعد أن رفضت السلطة دعوة أحزاب المعارضة لإنشاء لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات، وهو ما سيمهد الطريق للتغيرات الطارئة على قانون الانتخابات الجديد ولعملية التزوير لا محالة، وبحسب تصوري فهي ستكون على شاكلة الانتخابات الماضية ما دمنا نستنسخ تجارب الماضي التي تشجع الرداءة. سأله: جمال مناس