تراجعت أسعار النفط الخام في بداية تعاملات الأسبوع، أمس، بعد تصريحات لوزير النفط الإيراني بيجن زنجنه نهاية الأسبوع الماضي حول زيادة حجم إنتاج بلاده. وقال زنجنه في تصريحات أوردها موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت "شانا"، "إن طهران ستشارك في اجتماع الدول المصدرة للنفط المنعقد في الجزائر نهاية الشهر المقبل، مع ضرورة اعترافها بأحقيتنا في استعادة حجم الإنتاج الطبيعي قبل فرض العقوبات".
وهبطت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم أكتوبر، بنحو 67 سنتاً، إلى 49.52 دولاراً، نزولاً من أسعار إغلاق الجمعة الماضية البالغة 50.15 دولارا.
ووفق أرقام صادرة عن تقرير "أوبك" منتصف الشهر الجاري، بلغ متوسط إنتاج إيران 3.6 مليون برميل يومياً مقارنة مع قرابة 4 ملايين برميل يومياً قبل فرض العقوبات عليها.
وتوصلت الدول الكبرى (5+1) في جويلية 2015 إلى اتفاق مع طهران، تستغني الأخيرة بموجبه عن برنامجها النووي، بينما بدأ رفع العقوبات تدريجياً عنها في جانفي 2016.
من جهتهم توقع مختصون نفطيون أن تستمر حالة التقلبات السعرية خلال الأسبوع الجاري امتدادا لحالة الأسبوع الماضي، الذي بدأ على سلسلة من التراجعات السعرية قبل أن يختتم الأسبوع بالعودة للارتفاعات، لكن الأسعار خسرت في المجمل 2 في المائة على مدار الأسبوع، كما توقع المختصون أن تتلقى الأسعار دعما من استقرار الحفارات النفطية الأمريكية بعد شهرين من الزيادات المستمرة.
وأشار المختصون إلى أنه في المقابل سيؤدي ارتفاع الدولار المتوقع في الأيام المقبلة إلى الضغط على أسعار النفط الخام وفق العلاقة العكسية خاصة بعد تصريحات جانيت يلين رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي التي أكدت فيها تحسن أداء الاقتصاد الأمريكي، وهو ما قد يبرر الإقدام على قرار رفع سعر الفائدة.
كما اعتبر المختصون أن حالة المنافسة على رفع الإنتاج وزيادة الحصص السوقية ربما تضغط أيضا على الأسعار خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ووزير النفط الجديد جبار اللعيبي بضرورة استمرار البلاد في زيادة الإنتاج لبلوغ ما سموه بالحصة العادلة للعراق في السوق النفطية.
وفي هذا الإطار، أوضح مدير الأبحاث في شركة "توتال" العالمية للطاقة، ألان ماتيفاود ل "الاقتصادية"، أن الموقف العراقي ما زال غامضا وربما يراه البعض متناقضا، لأنه بحسب تصريحات وزير النفط العراقي فإن بلاده تدعم جهود منظمة "أوبك" في استقرار السوق وتعافي الأسعار، إلا أن بغداد تتمسك في الوقت نفسه بزيادة الإنتاج وتوسيع حصتها السوقية عبر تشجيع الشركات الدولية على زيادة الإنتاج ومضاعفة الطاقة التخزينية، مؤكدا ماتيفاود أن تفوق الإنتاج السعودي على نظيره الروسي وفق إحصائيات وبيانات جوان الماضي يؤكد ارتفاع الطلب على النفط السعودي وعلى إنتاج "أوبك" بشكل عام، منوها إلى أن "أوبك" تستعيد زخمها في السوق على حساب تراجع الإنتاج الأمريكي وتقلص الاستثمارات في المشاريع ذات التكلفة العالية خاصة في المياه العميقة وشديدة العمق. ليلى.ع