ساهم ارتفاع إنتاج النفط العراقي في تسجيل تراجع محسوس لأسعار النفط، وتزامن ذلك مع تصريحات إيرانية شككت في إمكانية التوصل إلى اتفاق في الجزائر في سبتمبر بخصوص تجميد سقف الإنتاج لدى الدول المنتجة والمصدرة للبترول. وتراجعت أسعار النفط أمس الاثنين متأثرة بعدة عوامل، منها تشكيك إيران في إمكانية التوصل إلى اتفاق حول تجميد معدلات إنتاج الخام خلال لقاء أوبك المقبل، حيث انخفض مؤشر برنت بحر الشمال إلى 48.1 دولار للبرميل بنسبة انخفاض بلغت 0.75 في المائة، كما عرف سعر النفط حسب مؤشر ويست تكساس أنترميديات تراجعا أيضا، إذ بلغ 46.8 دولار للبرميل لتسليمات شهر أكتوبر بنسبة 0.8 في المائة. وتأثر السوق بزيادة إنتاج الخام العراقي، علما أن العراق يعد ثاني أكبر المنتجين حاليا بعد السعودية داخل “أوبك”. بالمقابل، نقلت وكالات الأنباء تصريحات وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، مفاده أنه قبل انضمام بلاده إلى اتفاق حول تجميد معدلات الإنتاج يجب على الدول المنتجة للنفط أن تعترف بحق طهران في زيادة حصتها السوقية إلى مستوى قبل العقوبات الاقتصادية. وذكر زنغنه أنه لا دور لبلاده في عدم استقرار سوق النفط، إذ نشبت الأزمة حين كانت صادرات طهران تقل عن مليون برميل يوميا. ومن المقرر أن يلتقي أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يجتمع فيه المنتجون والمستهلكون في الجزائر خلال الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر المقبل، على أمل إيجاد آليات اتفاق يضمن استقرارا نسبيا، حيث تسعى الجزائر لتقريب وجهات نظر البلدان الرئيسية السعودية وإيران وروسيا التي ستحضر بوزراء الطاقة، إلا أن التجاذبات قائمة بين رؤية وموقف العربية السعودية ودول الخليج من جهة وإيرانوالعراق من جهة ثانية وهو ما يصعب من مهمة الوساطة بهدف التوصل إلى اتفاق حول ضرورة تجميد معدلات إنتاج الخام لإعادة الاستقرار لأسعاره. وقد سبق لاجتماع بالدوحة أن فشل في حمل كل الدول على الانضمام إلى اتفاق تجميد سقف الإنتاج. وبالإضافة إلى ذلك، فإن السوق النفطية تأثرت مؤخرا بأنباء أفادت بزيادة الإنتاج في العراق، ما قد يؤدي إلى زيادة التخمة في المعروض.