تتواصل التوقعات الدولية لنتائج اجتماع الدول المنتجة للنفط في الجزائر أواخر الشهر الماضي، حيث أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن أي اتفاق يتم التفاوض بشأنه في الجزائر الشهر المقبل سيحتاج لدعم السعودية وإيران. واستندت الصحيفة الأمريكية إلى تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التي قال فيها إن بلاده ستدعم قرار أعضاء منظمة "أوبك" بشأن وضع حد لإنتاج النفط من أجل رفع سعره، كما أشارت الصحيفة إلى أن العراق حتى الآن نظر إليه باعتباره عائقاً محتملاً للاتفاق نتيجة ارتفاع إنتاجه النفطي بشكل كبير وحاجته الملحة للمال من أجل الحرب ضد "داعش"، مضيفة أن العراق ينتج أكثر من 4 ملايين برميل يومياً ويريد أن يضخ المزيد، كما أن المسؤولين العراقيين أرسلوا إشارات متناقضة بشأن الانضمام لتجميد الإنتاج النفطي، حيث رفض العبادي نفسه تلك الفكرة الأسبوع الماضي وتعهد وزير النفط العراقي الجديد بالعمل نهاراً وليلاً على زيادة إنتاج العراق من النفط والغاز.
واتفقت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مع ما ذهبت إليه الصحيفة الأمريكية، واعتبرت أنه وعلى الرغم من تصريحات العبادي، إلا أن العراق لا يزال ينظر إليه على أنه نقطة خلاف محتملة بشأن الاتفاق على تجميد الإنتاج النفطي، حيث ذكرت أن العراق يزيد من إنتاجه النفطي بما في ذلك استعادة الإنتاج من حقول في كركوك مما يعني ضخ 150 ألف برميل عبر الأنابيب التي تسيطر عليها حكومة إقليم كردستان، مشيرة إلى طلب العراق أيضاً من الشركات النفطية الأجنبية لديه الاستمرار في زيادة الإنتاج جنوب البلاد.
وفي نفس السياق، يرجح بعض الخبراء الجزائريين أنه في حال توصل الدول المصدرة للنفط خفض إنتاجها ب 10 بالمائة فقط فإن سعر النفط سيتجاوز 70 دولارا في الأسواق العالمية، حيث قال الخبير الطاقوي البروفيسور شمس الدين شيتور بأن إنتاج الجزائر يقدر ب 10 بالمائة من إنتاج العربية السعودية، مضيفا أن الجزائر لا تملك إمكانيات للضغط من الناحية المادية على الأسعار أما من الناحية المعنوية تملك الجزائر سمعة في ميدان سياسة البترول.
من جهته، أضاف المحلل الاقتصادي بشير مصيطفى قائلا إنه لابد لإيران أن تعود إلى مستوى إنتاج ما قبل الحصار، مضيفا أن العراق في حاجة إلى بيع الإنتاج لإعادة الاعتمار، كما سيكون هناك إجماع على تجميد الإنتاج لتعويض الخسارة.
ويشار إلى أن الدول المصدرة والمنتجة للنفط ستجتمع في الجزائر شهر سبتمبر المقبل، في إطار "الندوة الدولية للطاقة" وهذا تزامنا مع انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية، حيث تسعى الجزائر هذه الأيام إلى تقريب وجهات النظر بين الدول التي تعرف بعض الخلافات لتحقيق نتائج هامة، في حين ستحاول الدول المشاركة في الندوة، إيجاد مخرج ينهي استمرار تدني أسعار النفط الذي يبقى مرهونا بتحقيق توافق بين أكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط على غرار السعودية وإيران، وهو ما تبحثه الجزائر في تحركات لتقريب وجهات النظر قبل الاجتماع غير الرسمي للدول المصدرة للنفط المرتقب نهاية شهر سبتمبر على هامش اجتماع الجزائر للطاقة. ليلى عمران