ما إن فتحت المدارس أبوابها من جديد، حتى عاد التلاميذ وأولياؤهم إلى التوجه باكرا لمحلات المواد الغذائية من أجل اقتناء ما يعرف باللّمجة المدرسية، والتي باتت تتمثل غالبا في علبة عصير وقطعة حلوى أو شوكولاته أو غيرها من الأطعمة التي يفضلها الأطفال، والتي تساهم في إبعادهم أكثر عن الغذاء الصحي والمتوازن. يداوم معظم الأولياء على اقتناء اللّمجة التي يتناولها أطفالهم في فترة الراحة، حرصا منهم على توفير كل ما يحتاجه الطفل أثناء دراسته، إلا أن جعل هذه الحصة من الطعام عبارة عن عصائر وحلويات سيساهم حتما في إبعاد الطفل عن الغذاء الصحي ويقحمه في فخ البدانة، حسبما أكده أخصائي التغذية كريم مسوس.
* أخصائي التغذية كريم مسوس يؤكد: "اللّمجة" موضة غذائية سيئة تبعد الأطفال عن الغذاء الصحي نبه أخصائي التغذية كريم مسوس في تصريحه ل"الحوار" الآباء والأمهات إلى أن اللّمجة المدرسية التي يحرص معظم الأطفال على تناولها خلال الفسحة تعتبر عادة غذائية سيئة وموضة لا تفيد الصحة، موضحا بأن تناول الطفل لقطعة من الحلوى إلى جانب شربه للعصير على العاشرة صباحا، يعطيه سعرات حرارية عالية وطاقة فارغة، كما أنها تشعره بالشبع، وبالتالي يقل تناوله للطعام الصحي خلال وجبة الغذاء بالمنزل، كما أن ذلك سيجعله ينتقي ما يشاء من طعام دون الباقي، ما يؤثر حتما في نظامه الغذائي، أما في حال لم يتسن للطفل أن يشرب حليبه صباحا في البيت ويتناول فطوره بشكل جيد، فلا بأس في أن يأخذ معه لمجة في ذلك اليوم، لكن لا يكون الأمر حتميا بشكل يومي.
وأضاف كريم مسوس أن "اللّمجة" أصبحت محل تقليد بين الأطفال، وإذا كان بعضهم يصطحب معه شوكولاته أو عصيرا أو حلوى معينة إلى المدرسة فإن الآخرين سيشتهون نفس المنتجات ويصرون على اقتنائها أيضا، وبالتالي إذا كان من الضروري على الأطفال تناول طعام ما خلال استراحة الساحة، فلا بد أن يكون شيء صحي أكثر كحصة من الفواكه أو قطعة خبز وجبن، حتى يكسر الطفل جوعه بأكل صحي. وأضاف أخصائي التغذية كريم مسوس بأن خطر العادات الغذائية السيئة على الأطفال واعتمادهم بشكل يومي على الشوكولاته والعصائر وغيرها سيجعلهم عرضة للبدانة التي تعتبر مقدمة للإصابة بالأمراض، على غرار داء السكري وارتفاع ضغط الدم وغيره من الأمراض التي هم في غنى عن الإصابة بها، مشيرا بأن التعامل مع الأطفال وتوجيههم فيما يخص إصلاح العادات الغذائية لا بد أن يكون بنوع من الحكمة، واعتبر المتحدث ممارسة الرياضة مهمة جدا للحفاظ على صحة الأطفال وإبعادهم عن شبح السمنة. آمنة/ ب