مع مرور السنين تحولت لمجة التلاميذ من مأكولات خفيفة تحضرها الأمهات في البيوت إلى مجموعة منتوجات غذائية جاهزة تتنوع بين البسكويت، الزبادي، الشوكولاطة والهلاليات والشيبس والمشروبات الغازية، رغم تكلفتها المرتفعة، وهو الأمر الذي جعل بعض الأولياء يخصصون ميزانية لها، رغم أنها لا تعود دائما بالفائدة على صحة أطفالهم، حسب المختصين في التغذية. لم تعد بعض الأمهات يهتممن بفطور الصباح الخاص بأطفالهن، بل أصبحن يعتمدن على اقتناء بعض المنتجات الغذائية المصنعة كالبسكويت، والحلويات والشكلاطة.. ظنا منهن أنها تحتوي فيتامينات وأنها مغذية أحسن من تلك التي تحضر في المنزل.. عكس جداتنا اللواتي كنّ يحرصن على تحضير مختلف أنواع الحلويات والعجائن على غرار الكسرة، المطلوع، المثقبة وغيرها، متناسين تماما الأضرار التي قد تنجم عن المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة مثل هذه المنتوجات. ولتسليط الضوء أكثر حول هذا الموضوع ارتأت “الفجر” أن تقف على بعض الآراء. أمهات يعتبرنها موضة بعض الأولياء لا يبالون بصحة أبنائهم، لذا نجدهم يقتنون بعض المنتجات المصنعة كالحلويات و”الشيبس” أو بعض العصائر والمشروبات، والتي تكون في مجملها مضرة بالصحة، لاحتوائها على مواد كيميائية، غير أن إقبالهن على المنتوجات المصنعة يكون نوع من أنواع التفاخر أمام الغير، أو بناء على طلب أطفالهم.. متجاهلين تماما الأضرار التي قد يتعرضون إليها كالتسممات الغذائية أوالبدانة بسبب الإفراط في تناول السكريات والمواد الدسمة، وهو ماجاء على لسان سمير، موظف الذي قال إنه باستطاعته أن يشتري هذه المنتجات لأطفاله إلا أنه يفضل الأكل المحضر في المنزل لضمان خلوه من أي شوائب أو مواد قد تعود بالضرر على صحتهم”. من جهة أخرى، لم يعد اقتناء مثل هذه المأكولات الغذائية الجاهزة مقتصرا فقط على بعض الأمهات العاملات، بل حتى بعض النسوة الماكثات بالبيت، أصبحن يعتمدن على شرائها رغم استطاعتهن تحضير الكثير منها وبأشكال مختلفة، ففي القديم كانت الأمهات تصنعن من مكونات بسيطة كالتمر والسميد، أكلات غنية ومقوية تعطي طاقة للطفل. فطور الصباح أفضل من اللمجة يعتبر فطور الصباح من أفضل الأوقات للم شمل العائلة، كما أنها فرصة للتحدث عن بعض الأمور أو المشاكل التي تخص كل فرد من العائلة ومحاولة إيجاد حلول لها، عن طريق ابتكار أسلوب مشوق للحديث يفتح شهية الأطفال ويجعلهم يحسون بالأمان للبوح عن أسرارهم وهمومهم، حسب آراء بعض الأولياء الذين تحدثنا إليهم. من جهته، أشار كريم مسوس، أخصائي تغذية إلى “أن وجبة فطور الصباح أفضل بكثير من اللمجة ولها فوائد عظيمة كونها تحتوي على أهم المقومات والعناصر الغذائية التي تجعل الطفل متفوق في دراسته، مشيرا إلى بعض الدراسات التي أنجزت على عينة من الأطفال، أثبتت “أن التلاميذ الذين يتناولون غذاء صحي في الصباح هم تلاميذ متفوقين ومجتهدين في دراستهم، بالإضافة إلى أنهم يتمتعون بسرعة الفهم مقارنة بالذين لم يتناولوا فطورهم، وتناول فطور الصباح يمنع الخمول والفشل في الدوام اليومي”. أمهات يبتكرن طرقا جذابة لتحضير اللمجة غير أن هناك بعض الأمهات من يجدن صعوبة في إقناع أبنائهن بتناول فطور الصباح، خاصة الذين اعتادوا على تناول بعض المنتجات الغذائية المصنعة أو”السقايط”، كما يقال بالعامية، وبالتالي تجدهن يحتلن على أبنائهن بابتكار طرق جذابة في تحضير اللمجة، وهو ما لمسناه عند السيدة نسيمة، ربة بيت، والتي تجتهد يوميا في تحضير لمجة ابنها الذي يدرس في الابتدائية عن طريق تحضير بعض الوجبات السريعة وتغليفها بشكل يجذب انتباهه ويجعله يقبل على تناولها”. نفس الرأي وجدناه عند سعاد، أم لثلاثة أطفال، التي تقوم بتحضير بعض المعجنات والوجبات السريعة بأشكال متنوعة وجذابة ترمز إلى الطبيعة كشكل زهرة أو نجمة، مع التركيز على أهم العناصر الغذائية ليكون فطورا غنيا ومتكاملا. المختصون في علم التغذية ركزوا على فطور الصباح، باعتباره الوجبة الأولى التي تحتوي على غذاء متوازن، به ألياف وكالسيوم وحديد، وفي المقدمة الحليب الذي يحتوي جميع المواد اللازمة للنمو السليم والمحافظة على الصحة البدنية للأطفال والمسؤول عن نمو العظام والأسنان. وفي هذا الإطار أفاد الدكتور بورنان، طبيب عام، “أن فطور الصباح من أفضل الوجبات التي يحتاجها الطفل في نموه لاحتوائه على أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها، مشيرا إلى أنه يمكن الاستغناء عن أي وجبة ماعدا فطور الصباح، لأنه بمثابة البنزين الذي يمد الصغير بالطاقة والحيوية لقضاء يوم كله نشاط”. وأضاف بورنان أن وجبة الصباح يجب أن تكون متنوعة وتحتوي أهم العناصر الغذائية الرئيسية كالفوسفور، والحديد والكاليسيوم والمتمثلة في الحليب، والزبدة وبعض الخضار، بالإضافة إلى العصائر الطبيعية التي لا تحتوي مواد كيميائية تضر بصحة الطفل، لضمان نمو سليم وصحي”.