نوه المكتب السياسي لحزب طلائع الحريات بتبني هيئة التشاور والمتابعة للمذكرة التي تم إعدادها بشأن الخروقات التي يعاني منها فضاء الحقوق والحريات وكذا بشأن المساس بحرمة التعددية السياسية وتقنين الغش السياسي والتزوير الانتخابي من خلال القانونين العضويين المتعلقين بالنظام الانتخابي، كما سجل حزب علي بن فليس، امس، خلال اجتماعه الشهري لمكتبه السياسي بمقر الحزب بالجزائر العاصمة، ارتياحه الكبير لما توصلت إليه هيئة التشاور والمتابعة في اجتماعها الأخير بعد أن اثبتت بعد سنتين من إنشائها بمشاركة قوى سياسية فاعلة في إطار مبادرة التجديد الديمقراطي المنظم والتدريجي والهادئ قدرتها وجدارتها على المحافظة على تماسك صفوفها ووحدة عملها بالرغم من كل الضائقات والمضايقات التي عاقت سبيلها ولا تزال قائمة، حسب ما جاء في بيان الحزب الذي تحوز "الحوار" نسخة منه. وأكد حزب طلائع الحريات أيضا الدرجة العليا من الحكمة والتبصر التي تحلت بها المعارضة الوطنية، بدليل امتناعها عن إعطاء الاستحقاقات الانتخابية القادمة أكثر مما تستحقه من عناية واهتمام، وهي الاستحقاقات التي وصفها بالفاقدة لأي معنى وجدوى في ظل الغش السياسي والتزوير الانتخابي والمجردة من أي أثر أو تأثير على الانسداد السياسي المتفاقم والأزمة الاقتصادية التي تزداد خطورة والتوترات الاجتماعية التي تتوسع تراكماتها.
وفي الشق الاقتصادي، قال حزب علي بن فليس إن مشروع قانون المالية لسنة 2017 الذي يرافق النموذج الجديد للنمو الاقتصادي، تميزه الضبابية التي جعلت منها السلطات العمومية القائمة ثقافة لها وشكلا من أشكال تسيير شؤون البلاد، مؤكدا عجزه على إقناع أي كان بقدرته على إنتاج استراتيجية تصدي لهذه الأزمة وإضفاء طابع الصرامة والدقة والنجاعة الذي تقتضيه الوضعية.
واعتبرت تشكيلة بن فليس أن قانون المالية المؤشر عليه مؤخرا في مجلس الوزراء في انتظار عرضه على البرلمان مجرد أداة من أدوات تنفيذ السياسة الاقتصادية التي يتم وضعها حسب أهداف وإمكانات ورزنامة واضحة الخطوات والمعالم في ظل عدم توفر السلطات على آفاق جديدة ومجددة غير تلك المتمثلة في التصعيد الجبائي والضريبي، ما سيؤثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للموطنين.
وفي هذا السياق، فإن التضحية بميزانية التجهيز وإخضاع تمويلها إلى اقتطاعات متواصلة ومعتبرة، وإعفاء ميزانية التسيير من المجهودات الرامية إلى ترشيد النفقات العمومية يمثلان خيارا غير مدروس العواقب على مستقبل وتيرة وديمومة التنمية في البلد. مناس جمال