د/ ساعد ساعد حضرت بحر الأسبوع الماضي مشاركا بورقة بحثية في مؤتمر نظمته جامعة الملك خالد حول الإعلام والإرهاب بمشاركة أكثر من 100 باحث من داخل السعودية وخارجها، ومما لفت انتباهي وانتباه الكثير ممن حضر، الحضور المتميز للطلاب والطالبات في أشغال وورش هذا المؤتمر التي قاربت 20 ورشة، هذا الحضور لم يكن مجرد (تسخين للكراسي فقط) بل كل الجلسات كان فيها المقررون من الطلاب، ناهيك عن حفل التقديم والاختتام والتعريف بالدكاترة والباحثين أثناء الورش كله جهد طلابي، بل أن فيلم المؤتمر والبث الإلكتروني اونلاين والتغريدات على تويتر التي قاربت 19 مليون من إنجاز الطلاب وهذا شيء نفتخر به في قسم الإعلام بجامعة الملك خالد. كنت أحدث زميلي الدكتور فيصل فرحي من جامعة (اوتاو) في كندا عن هذا الجهد والتنوع في استغلال الطاقات الطلابية والشبانية في حدث إعلامي دولي، لو حدث في بلادنا بالجزائر بذلك الحجم والوهج الإعلامي ..تأكد لن يدخل المؤتمر دكاترة للحضور فما بالك بالطلاب والطالبات، والمهتمين من خارج الجامعة، وقد كنت شاهدا على الكثير من مظاهر الإقصاء واللامبالاة، بل التخلف في بعض أشباه اللقاءات والندوات التي لا تتجاوز حيز المكان الذي أقيمت فيه. فطريقة الدفع بالطاقات الحية وزرع الثقة في الشباب واستغلال القامات العلمية والإطارات الفاعلة والمتميزة هي نقطة التحول في الخليج العربي، وهي التي جعلت هؤلاء الدول تسبقنا بسنوات ضوئية، بعدما كان يضحك بعضنا على أصحاب الأقمصة البيض في سبعينيات القرن الماضي. فللأسف نعاني من الجلد الذاتي وعدم الثقة في (مطرب الحي) حتى ولو كان طرابا رائعا، كالذي حدث للدكتور زعبيط، حيث تجد ممن يرمز لهم (بالنخبة) يتهكم ويستهزأ بجهد علمي قدمه باحث وفق شروط معينة، حتى ولو استفاد وراء جهده الملايير، فما المانع في أن يستفيد ؟ إن كان ما يقدمه إضافة للمجتمع والإنسانية. إن بناء المجتمع وتطوره وتقدمه يقتضي الثقة في إحداث التغير وطرح البديل محليا ووطنيا، وقبل ذلك الثقة في النفس وتنمية الفعل الإيجابي من داخل الأسرة البسيطة إلى الحي ..فمكان العمل ومن ثم كل شيء جميل في الوطن.