سارع قادة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في دول المغرب العربي إلى عقد اجتماع تنسيقي لهم يوم الإثنين الماضي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، لمناقشة المستجدات على مستوى المنطقة وهو الموعد الأول من نوعه بالنسبة للمصادر المتتبعة لهذا الشأن. ويعتبر هذا اللقاء استثنائيا بامتياز حسب ما ذكرته صحيفة ''البايس'' الإسبانية الصادرة أول أمس وهو الأرفع من حيث التمثيلية بين أجهزة المخابرات في الدول المغاربية منذ مدة طويلة رغم محاولة الجماعة السلفية تصعيد نشاطها في المنطقة. ورغم أن هذه الأجهزة كانت ولا تزال تدرك أن منطقة شمال موريتانيا وشمال مالي والنيجر أصبحت تمثل إحدى بؤر نشاط الخارجين عن القانون، ولا يستبعد أن يكون التحرك الأخير المتمثل في اجتماع المسؤولين الأمنيين في هذا الإطار. وحسب المصادر ذاتها فقد التقى، بداية الأسبوع ممثل عن الجزائر، وياسين منصوري، مسؤول المديرية العامة للدراسات والتوثيق المغربية. وهو اللقاء الذي أشرف على تنظيمه نظيرهما الموريتاني حنا ولد سيدي والذي حضره إلى جانبهم مسؤولي الأجهزة الاستخباراتية لليبيا وتونس. ويأتي هذا اللقاء عقب سلسلة العمليات والاختطافات التي قامت بها الجماعات الإرهابية، ولاسيما تلك التي حدثت في ديسمبر في النيجر باختطاف الدبلوماسيين الكنديين من بينهم روبر فولر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في بلدان الساحل وأربعة سواح أوروبيين في جانفي.. ولم تتطرق مباحثات نواقشوط إلا إلى الجماعات الإرهابية والمتاجرة بالمخدرات والأسلحة، وقد توصل قادة الاستخبارات إلى ضرورة تدعيم التعاون في هذه المجالات، خاصة وأنه كان قد اشتكى عبد العزيز بلخادم الأسبوع الفارط من ''انعدام العمل المشترك بين الجزائر والمغرب في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة السرية والمتاجرة بالمخدرات''. وعلى مستوى الأجهزة الأمنية، فقد ضاعفت البلدان من مستوى التنسيق الأمني، سيما في ما يتعلق بحركة الأشخاص المشتبه بهم عبر الحدود، إذ يُشتبه في التحاق شبان تونسيين وليبيين بنواة التنظيمات الإرهابية في المنطقة من أجل تلقي تدريبات على القتال واستعمال المتفجرات. وكان قائد القوات البرية الجزائرية اللواء أحسن طافر زار تونس بعد اعتداءات تبسة التي راح ضحيتها نائب قائد القطاع العسكري في الولاية ورائد في الأمن العسكري وعسكري آخر ورئيس مجموعة الدفاع الذاتي. كما تناهى إلى علم المصالح المختصة تحرك مجموعة إرهابية مسلحة في شمال موريتانيا قيل إنها كانت تبحث عن استهداف سياح أجانب، وكانت مدججة بأسلحة خفيفة، وأكدت تحريات أمنية أنجزت عقب ذلك أن أفراد هذه المجموعة ينتمون إلى تنظيم الجماعة السلفية، مما استدعى مزيدا من التنسيق والتعاون بين دول المنطقة، وغلق الباب أمام كل من يروم تدخلا أجنبيا.