أكد المشاركون في الندوة التفاعلية حول كتاب صناعة الرسالة في الإعلام الديني، أن الكتاب يعتبر مرجعا اساسيا، في الممارسة الإعلامية النظرية والتطبيقية، لما تضمنه من جهود تأسيسية، تجعل منه مساهمة نوعية في الارتقاء بالممارسة الإعلامية، أين أكد الدكتور رابح بلقاسمي، والاستاذ مصطفى بورزامة، أن الكتاب يأتي في وقت الساحة الإعلامية، في أمس الحاجة إلى هذه الدراسات المتخصصة، التي تعطي للأجيال الجديدة، القاعدة المنهجية التي يستعينون بها في تعاملهم مع الموضوع الديني واشكالياته. خلال أشغال الندوة التفاعلية، حول كتاب صناعة الرسالة في الإعلام الديني، التي احتضنتها المقهى الأدبي لمدينة عين بوسيف، إعتبر الدكتور رابح بلقاسمي، في تدخله لمناقشة الكتاب أن هذه المحاولة، تأتي في سياق مشروع، يشتغل عليه الدكتور بغداد، وهو الكتاب الذي يأتي بعد كتاب الاعلام الديني في الجزائر، وأزمة المؤسسة الفقهية في الجزائر، وكذا دراسة الحالة حول صورة المؤسسة الدينية الجزائرية، في مواقع التواصل الاجتماعي، وعند تطرقه لمضمون الكتاب، أشار إلى تلك المنهجية العلمية المعتمدة، والثراء المعرفي وقوة التناسق بين فصول الكتاب، التى اعتمدها المؤلف، والتي تؤكد على الأهمية الكبيرة التي اعطاها المؤلف لكتابه، والحرص الشديد منه، على أن يكون كتابا يتناول الاشكاليات الكبرى للموضوع، بعيدا عن السطحية والمزاجية التى عادة ما تطبع الاعمال التي تتناول هذه القضايا والاشكاليات، وأضاف أن كتاب صناعة الرسالة في الإعلام الديني، جاء في وقت الساحة الإعلامية بحاجة ماسة إليه، سواء في مستوى الممارسة والاشتغال اليومي، أو مستوى الدراسات الاكاديمية المتخصصة، التي يفترض أن تكون السند المساعد على تجويد المنتوج الإعلامي في المجال الديني. من جهته الأستاذ مصطفى بورزامة، أشار إلى أن كتاب صناعة الرسالة في الإعلام الديني، محاولة من الدكتور بغداد، لاقتحام مجال خطير لما يتناوله من مفاهيم، العادة فيها أن تثير الجدل والصراعات، وأن موضوع الاعلام الديني، أصبح يشكل هاجسا كبيرا بالنسبة للمؤسسات الإعلامية، وللجمهور المتلقى للمادة الإعلامية الدينية، التي أصبحت تثير الكثير من الاهتمام والاشتراك التفاعلي اليومي، وأكد بورزامة في مداخلته النقدية للكتاب، أنه لمس جهدا علميا مهما من طرف الكاتب، من خلال تناوله لاشكاليات الكتاب، خاصة عند تطرقه إلى مستوى مهم في البحث العلمي، وبالذات صناعة الرسالة، التي تعتبر من أدق وأعلى مستويات العمل الإعلامي، والتي أصبحت تشكل الاهتمام الأكبر، وتستقطب الاستثمارات المالية الضخمة لصناع الإعلام في العالم، وأضاف بورزامة أن الكتاب احتوى على عرض عميق وكبير لقضايا الإعلام، من خلال اقتراحات وأفكار تستحق الاهتمام والنقاش من طرف الساحة الإعلامية، والتي تبقى في حاجة ماسة إليها، وأن الجامعة، تحتاج إلى مثل هذه الدراسات والأبحاث، التي تساهم في الارتقاء بالممارسة الإعلامية الوطنية. أما الأستاذ عبد الحليم واكد منسق المقهى الادبي لمدينة عين بوسيف، فقد تناول في مداخلته ما اعتبره نوع من التناقض بين عنون الكتاب، والمفاهيم المتداولة، كون الاستناد إلى المرجعية الدينية النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وبين الإعلام باعتباره منتوج إنساني له مدارسه ومناهجه العلمية المتخصصة، التي تتناول ظاهرة إنسانية وأن قضية الإعلام الديني، عليه الكثير من التحفظات العلمية، التي ترفض الزج بالإعلام في المجالات الدينية والسجالات المعرفية، التي يفترض أن يتم تجنبها في الحقول المعرفية. مناقشة الجمهور، تنوعت بين عرض الاهتمامات والملاحظات حول المادة الإعلامية الدينية، التي تنشرها وتبثها المؤسسات الإعلامية، فيما يتعلق بالقضايا والاشكاليات الدينية، التي اعتبرها المتدخلون نوع من التشويش، وممارسة الضغوط على الرأي العام، خاصة في التناقضات التي تحدثها تلك المادة الإعلامية، حول الثوابت المتوارثة في الممارسة الدينية، والتي تجعل من المجتمع يقع في حيرة، بين تلك المادة الإعلامية، وبين المتوارث من المفاهيم والسلوكات، التي تتنوع في التجليات اليومية.