يعتبر الباحث والإعلامي محمد بغداد كتابه الجديد الموسمو م » النزعة الانقلابية في الأحزاب الجزائرية«، الصادر ضمن منشورات » دار الحكمة« ، مقاربة نقدية تشرح ظاهرة السلوك السياسي في الجزائر،جاء ليثري النقاش السياسي الوطني محاولا الإجابة عن التساؤل الجوهري في هذه القضية وهو لماذا يتم التداول على السلطة في قيادة الأحزاب السياسية الجزائرية بطريقة غيرسلمية ؟ جاء الكتابء النقاش السياسي ، وبالذات في مرحلة معينة تتمثل في الإجابة على التساؤل : لماذا يتم التداول على السلطة في قيادة الأحزاب السياسية الجزائرية بطريقة غير سلمية مما يجعل اغلب الأحزاب السياسية تعرف تداولا وتغيرا في قياداتها بطريقة غير قانونية . قدم محمد بغداد خلال الندوة التفاعلية التي أقيمت ب»النادي الأدبي« لدار الحكمة، حوصلة حول كتابه الجديد الذي جاء في إطار إثراء النقاش السياسي ، لتشريح واقع الممارسة السياسية في الجزائر، من خلال مقاربته التي عملت على تفكيك الواقع السياسي، الذي اعتبره متخلفا جدا، وأن السلوكات السياسية لا ترتقي إلى مستوى الاحترام المنتظر من الطبقة السياسية، الذي يفترض أن تكون خادمة للمجتمع.. وأضاف بغداد، أن مقاربته انطلقت من لحظة زمنية محددة، كإجراء منهجية تمثلت في عتبة 1953 أين عرفت الحركة الوطنية الانشقاق الأكبر، والذي أفضى إلى منعرجات تاريخية مهمة بداية من ميلاد اللغة الانقلابية، التي ما تزال تمارس وظائفها السياسية إلى اليوم، معتبرا أن بيان أول نوفمبر لم يتم قراءته القراءة التاريخية المناسبة، كون النخب الجزائرية ما تزال تعكف على الاقتراب من القضايا الإستراتيجية الكبرى، في تاريخنا السياسي والثقافي الوطني.. كما دعا المشاركون في الندوة التفاعلية، حول كتاب »النزعة الانقلابية في الأحزاب الجزائرية« إلى ضرورة تعميق النقاش والحوار، حول إفرازات الساحة السياسية الجزائرية، وبالذات من خلال نقلها إلى مخابر البحث، ومواقع الدراسات الأكاديمية، كون أزمة هذا المشهد، قد بلغت مرحلة من الانسداد لا يطاق، وأن المرحلة القادمة تستدعي العودة إلى الأصول، وتوضيح المفاهيم الأساسية للممارسة السياسية وتخليصها من شوائبها المميتة.. النقاش الذي فتح خلال الندوة، إتجه نحو منعرجات متنوعة، بداية من مناقشة موضوع الأحزاب، أين أكد الدكتور رابح لونيسي من جامعة وهران، أن ظاهرة التصدع لا تمس الأحزاب السياسية فقط بل تمتد إلى كل الكيانات الاجتماعية والمؤسسات الرياضية والثقافية، وقال في رسالة إلى الندوة أنه يتحفظ منهجيا على مصطلح الانقلابات ويفضل استخدام الشقاقات كون ذلك اقرب إلى التعبير المناسب للظاهرة. من جهته ،أكد الدكتور العربي الزبيري، أن الكاتب وإن كان يحسب له فضل السبق، ، عبر تناول هذه القضايا المهمة، إلا أن الزبيري تساءل هل هناك أحزاب سياسية في الجزائر؟ في الوقت الذي لا توجد فيه ثقافة سياسية، ولا أثر لتكوين سياسي، ولا مؤسسات قائمة بفعلها في المجتمع. كما أشار متدخلون أن الجامعة الجزائرية، لا تشتغل على المستجدات من القضايا والإشكاليات اليومية، التي تعاني منها الساحة الوطنية، ونحن بحاجة إلى الدراسات الحقيقية والجادة، التي يمكنها أن تؤطر وتقود وتجيب على أسئلة الساحة الجديدة. وفي إجابته على أسئلة الإعلاميين، أشار مؤلف كتاب »النزعة الانقلابية« إلى أن دراسته مقاربة علمية بأسلوب إعلامي، مزج فيه بين الأكاديمية المعرفية والمنهجية التفكيكية، التي جاءت عبر مسح تاريخي لأهم الحركات الانقلابية، التي جرت وتجري في الأحزاب الجزائرية، والتي يزداد تفاعلها يوميا، مشيرا إلى أن جل الانقلابات الحزبية، تتم بدافع الرغبة في الوصول إلى السلطة، كون الريوع السياسية السبب الرئيس الذي يشجع على الاستمرار في تجذير الظاهرة مما يجعل السلوك السياسي مجرد رغبات، تنهك الثقافة السياسية.. ووعد الباحث محمد بغداد قراءه بإصدار جزء ثاني من الكتاب في حال توفر المراجع التي يقول أنها شبه منعدمة ولا يوجد سوى البيانات أو المقالات الإعلامية التي تتناول الموضوع، وسيحاول في هذا الجزء الإجابة على التساؤل كيف تدار الأحزاب السياسية في الجزائر؟.