إقبال ب 50% بالمائة على ملابس الأطفال وملابس النساء ب 35 بالمائة ملابس تحرض على الانحراف والفساد الأخلاقي عائلات تفضل النوعية بالرغم من التهاب الأسعار أطفال يفرضون على أسرهم ملابس الماركة والطاشة ضعف الصناعة النسيجية سبب تدهور سوق الملابس لماذا لم يتزامن موسم "الصولد" مع عيد الفطر؟ عاد هاجس ارتفاع أسعار ملابس العيد إلى الواجهة ككل سنة، إذ تشهد جل المحلات والمراكز التجارية التهابا كبيرا في الأسعار لا تختلف عن سابقاتها في السنوات الماضية، حيث قدرت الزيادة بنسبة لا تقل عن ال10 بالمائة مقارنة بالعام الماضي. أجواء استثنائية طبعت شوارع العاصمة غلبها استياء أغلبية المواطنين وتدمرهم من غلاء مختلف أنواع الملابس خاصة الموجهة للأطفال، حيث حال التهاب الأسعار بينهم وبين إدخال السرور على أطفالهم بكسوة العيد ووقوفهم عاجزين أمام هذه الأسعار الفاحشة التي حرقت جيوبهم خاصة محدودي الدخل والعائلات المعوزة. نجاة المواطن البسيط من التهاب أسعار المواد الاستهلاكية خلال شهر رمضان المبارك والتي عرفت استقرارا وانخفاضا واضحا مقارنة بالسنوات الماضية، جعلته يأمل أن ينجو مرة أخرى من هذا الارتفاع في أسعار الملابس، غير أنه اصطدم في الأخير بأسعار خيالية تكوي جيبه. * فيما لا تزال ثقافة المستهلك الغائب الأكبر العائلة من خمسة أفراد تنفق مابين 40 إلى 56 ألف دينار لاقتناء ملابس العيد أفاد الناشط في مجال حماية المستهلك، سمير لقصوري، أن أسعار ملابس العيد تشهد ارتفاعا طفيفا مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرا إلى ظاهرة اقتناء ملابس العيد قبل أوانها، والتي أكد فيها أنها سلوكات استباقية ينتهجها المستهلك لعدة اسباب على غرار فقدان ثقة المستهلك في وفرة الملابس، وخوفهم من التحكم في اسعار هذه الملابس واستقرارها.وأشار لقصوري في حديث مع "الحوار"، إلى غزو الملابس المستوردة واستحواذها على السوق الجزائرية، على غرار المنتجات الآسيوية التي تعرض بأسعار منخفضة على حساب النوعية، بالإضافة إلى المنتجات التركية التي شهدت رواجا كبيرا في السنوات القليلة الماضية.وأكد ذات المتحدث، أن العائلة المتكونة من خمسة افراد، تنفق مابين 40 إلى 56 ألف دينار جزائري لاقتناء ملابس العيد، مؤكدا أن هذه الاسعار لا تتماشى مع القدرة الشرائية للمواطن البسيط.وعن الملابس المستعملة أو ما يسمى ب "الشيفون"، قال لقصوري، إنها وجهة العائلات ذات الدخل الضعيف، في ظل الغلاء المسجل في الملابس، حيث قدر الاختلاف بينها وبين أسعار الملابس الجديدة بقيمة قد تصل حتى 60 بالمائة، كما شدد لقصوري على ضرورة توخي الحيطة والحذر في اقتناء هذه الملابس حتى وان كانت وفق معايير ، تجنبا لانتشار الأمراض الجلدية وغيرها. * بالرغم من الأمراض الجلدية التي تسببها "الشيفون" الملاذ الأخير للعائلات المعوزة بعدما قضى شهر رمضان على جيوب الجزائريين خاصة العائلات ذات الدخل المحدود، يحل عيد الفطر ورب الأسرة البسيط عاجز عن اقتناء ملابس العيد لأسرته، ليجد ملاذه في محلات بيع الألبسة المستعملة التي بدأت تلقى رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة، لانخفاض أسعارها مقارنة بالالتهاب الذي تشهده الملابس الجديدة في مختلف الأسواق والمحلات والمراكز التجارية، حيث تقتني العائلات الجزائرية هذا النوع من الملابس ضاربة عرض الحائط المشاكل الصحية التي تسببها هذه الألبسة. قادتنا جولتنا إلى أحد محلات بيع الملابس المستعملة، حيث التقينا ياسمينة التي قالت أن الوضعية المادية الحرجة التي تعيشها أسرتها جعلتها تتوجه مباشرة إلى محلات بيع الشيفون علها تجد بعض الملابس لأطفالها دون أن تفكر حتى في زيارة محلات بيع الألبسة الجديدة، قائلة: "لم أفكر إطلاقا في زيارة هذه المحلات لأنني متأكدة أن الأسعار خيالية، أما ملابس الشيفون فهي معقولة وما يهمني هو أن أدخل السرور على أطفالي". * "جسدي للبيع" "ماسوني"…جمل على ملابس يرتديها الجزائريون مع اقتراب عيد الفطر كمناسبة دينية تقتني فيها العائلات الجزائرية ملابسا جديدة، تكتسح الأسواق الجزائرية والمحلات التجارية في الآونة الأخيرة في مثل هذه المناسبات، ألبسة مستوردة من دول أوروبية وأخرى آسيوية تحمل كلمات وجمل بذيئة لا تتماشى مع ديننا الحنيف، ومع مقومات وطبيعة المجتمع الجزائري المحافظة."ماسوني"، "جسدي للبيع" و أخرى هي عبارات وجمل بلغات أجنبية يتهافت عليها الجزائريون ويسارعون في ارتداها دون وعيهم بمعانيها التي تحرض بشكل مباشر على الانحراف والفساد الأخلاقي.وفي السياق أكد إمام المسجد الكبير، علي عية، أنه لا يجوز بيع أو شراء الأحذية والألبسة المكتوب عليها كلمات ذميمة تشجع على نشر الفساد والمنكر في المجتمع الجزائري، مضيفا أن دخول المساجد بمثل هذه الملابس يمس بحرمتها ويشوش على المصلين قائلا "هذه الكتابات على الألبسة تفتن المصلين وتصرفهم عن الخشوع في الصلاة". * الأسواق الفوضوية "لي عجبو رخسو يرمي نصو" "عيد يا قليل"، "اليوم ماشي كيما كل يوم"، "السلعة راهي باطل يا مدام" وغيرها من الشعارات التي يرفعها الباعة في الأسواق وعلى الأرصفة كنوع من الإغراء و إثارة الفضول لجذب اكبر عدد من المشترين."الحوار" كانت لها جولة في أحد أسواق العاصمة، حيث وقفنا على الحركة غير عادية للنسوة اللواتي تزاحمن على مختلف الألبسة المعروضة، أين لمسنا الإقبال الكبير الذي أرجعه مختلف الباعة والزبائن إلى الأسعار المنخفضة مقارنة بالمحلات والمراكز التجارية، وأكدت لنا السيدة نبيلة أن نوعية الملابس المعروضة ليست نفسها النوعية في المحلات والمراكز التجارية، غير أنها تلجأ إلى هذه الأسواق التي تعرض الملابس بأسعار معقولة، لتضيف بالقول: "أشتري ملابس العيد لأطفالي من هنا لأن الأسعار معقولة بالرغم من أن نوعيتها رديئة، وقد تصبح قابلة للرمي من غسلة واحدة، لكن ماذا أفعل والمحلات الأخرى لا أستطيع حتى النظر إليها لتدهور القدرة الشرائية للعائلة". * العائلات الميسورة تبحث عن النوعية في أفخر المراكز التجارية زارت الحوار المركز التجاري "أريج" بدرارية، ووقفت على الإقبال الكبير للعائلات الجزائرية على هذا المركز بالرغم ما لاحظناه من أسعار خيالية خاصة ملابس البنات التي قد يصل الفستان الواحد لبنت في سن 3 سنوات فما فوق إلى 7000 آلاف دينار جزائري، تقربنا من السيدة عبلة التي قالت أنها تقتني ملابس العيد لأطفالها كل عام من هذا المركز بالرغم من غلاء الأسعار إلا أن النوعية رفيعة جدا لتضيف بالقول: "الألبسة التي اقتنتها من هنا في السنوات الماضية باقية على حالها بالرغم أنني أغسلها مرارا، لدى أفضل شراء نوعية جيدة بالرغم من غلاء الأسعار". * أطفال يبحثون عن الماركة و"الطاشة" * السلع الصينية الموجهة للعالم الثالث ليست نفسها الموجهة لأوروبا التقينا بالموظفة سامية وسألناها عن رأيها في أسعار ملابس العيد، حيث قالت لنا "قادتني جولتي الاستطلاعية إلى عدد من الأسواق والمحلات، وكانت البداية من حي الأبيار بأعالي العاصمة وبالضبط من محلات "قريفا" المعروفة والمتعددة الفروع، فهالني ما رأيته من ارتفاع لأسعار ملابس الأطفال التي بلغت سقفا خياليا، بحيث تجاوزت ملابس الرضع ال12000دج.مما أصابني كباقي الزبائن بالدهشة، خاصة وأنها أزياء بسيطة ولا شيء يميزها عدا "الماركة"، فيما استنتجت ذات الغلاء بالمركز التجاري "إيكوزيوم" والحقيقة أن الأسعار دائما وأبدا مرتفعة بهذا المركز التجاري أكثر من العادة، بالرغم من أنها لا تنتمي إلى ماركات كبيرة، فهي على الأكثر سلع تركية أو صينية موجهة إلى أوروبا، مما يسمح للتجار رفع أسعارها كما يشاءون، لم ألبث أن لاحظت فرقا شاسعا كما قال أحد التجار بين السلع الصينية الموجهة للعالم الثالث وبين السلع من نفس المنشأ الموجهة لأوروبا، لأن هذه الأخيرة ذات جودة عالية ومصنوعة بحرفية كبيرة، أطفال اليوم متطلباتهم كبيرة ولا يعجبهم العجب، عبارة ترددت كثيرا على ألسن أولياء أرهقتهم متطلبات الأطفال والأسعار الخيالية التي أصابتهم بالصدمة، فأطفال اليوم رغم صغر سنهم يعرفون "الماركة" ويبحثون عن "الطاشة، و من الصعب جدا إرضاء رغبات أطفال اليوم، جيلنا كان متواضعا وقنوعا ولم نكن نتشرط على أوليائنا، بل على العكس نفرح بكل ما يشترون لنا، أما اليوم فشروطهم كبيرة وإرضاءهم يكلفنا خراب البيوت، فتكلفة العيد لطفلين تتجاوز مرتبي بكثير، وسنفلس إذا ما استجبت لمتطلبات أبنائي، خاصة ابني المراهق حيث لا مجال لإقناعه بغير ما ينوي شراءه. * تجار" جشعين" ينتهزون أيام العيد ويرفعون الأسعار عز الدين هو الآخر قال إنه تعود على شراء ثياب جديدة فرحا بعيد الفطر، مضيفا "مع اقتراب هذه المناسبة الدينية، أقوم بعد صلاة التراويح بتقصى الأشياء التي أنوي شراءها، وإعداد الميزانية المطلوبة لذلك، وأعترف أن الأسعار أضحت مرتفعة جدا، وأشعر وكأن التجار قاموا برفعها فقط مع اقتراب موسم العيد. ومهما يكن فإني أعتبر نفسي محظوظا مقارنة بأرباب الأسر الذين يكونون مطالبين بشراء كسوة العيد لهم ولأزواجهم ولأولادهم تزامنا مع شهر رمضان الذي يتطلب مصاريف إضافية، وأتساءل أحيانا كيف لرب أسرة براتب شهري متواضع أن يتصرف؟ عائلات تشتري ملابس العيد لأطفالها قبل أشهر من جانبها سهام ترى أنه من الأفضل للعائلات الجزائريات اقتناء ملابس العيد في فترات بعيدة كشهر شعبان مثلا حتى تتمكن العائلة من شراء ملابس جميلة وبأسعار مناسبة، مردفة "ما لاحظته أن الكثير من العائلات بدأت في الأعوام الأخيرة تسير وفق هذه الخطة التي تضمن على الأقل راحة الوالدين خلال الشهر الفضيل والذي يعرف ارتفاعا في درجات الحرارة، يقابله ارتفاع جنوني في أسعار الملابس والشيء المثير أن نفس السلعة التي بيعت قبل شهر رمضان لا يزال جزء منها معروض وبأسعار مرتفعة جدا والفرق بينهما يتجاوز 2000 دينار يوجد تلاعب مفضوح بالأسعار من قبل التجار الذين ينتهزون فترة الأعياد لرفع الثمن وربح مبالغ كبيرة في ظل غياب تام للرقابة على مثل هذه التجاوزات التي تحدث عشية كل عيد ،في رأيي ما يقوم به التجار اليوم هو استغلال كبير وانتهازية وجد التصدي لها ووضع خطة لمراقبة الأسعار التي قفزت في اليومين الآخرين بشكل مبالغ فيه" غلاء أسعار ملابس العيد لا يتماشى مع القدرة الشرائية للمواطن أوضح رئيس المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، أن أسعار الملابس مرتفعة مقارنة بالعام الماضي، حيث قدرت نسبة الزيادة بما لا يقل عن 10 بالمائة، مضيفا أن ضعف الصناعة النسيجية وتأخرها أدت إلى تدهور سوق الملابس في الجزائر. وأكد زبدي في اتصال مع "الحوار"، أن غلاء أسعار ملابس العيد، لا يتماشى إطلاقا مع القدرة الشرائية للمواطن، في ظل الوضع الراهن وانخفاض قيمة الدينار. كما أشار ذات المتحدث إلى تفشي ظاهرة الملابس المستوردة والتي تحمل كتابات ورسومات تمس العقيدة وتتعارض مع عادات المجمع الجزائري، حيث أكد أنها مسؤولية مشتركة بين المستورد الذي كان عليه أن يدرك معاني الكتابات والرسومات من جهة، ومسؤولية أعوان الرقابة التي كان يجب عليها منع وحجز مثل هذه المنتجات التي تمس بمعتقدات وطابع الأسرة الجزائرية المحافظة، بالإضافة إلى دور المستهلك وحرصه على فهم معاني الكلمات والرسومات قبل اقتناءها. * أكثر من 50 بالمائة من الملابس المسوقة هي مخزون العام الفارط ضرورة استرجاع السوق الجزائرية التي اقتسمتها الصين وتركيا أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، أن أسعار ملابس العيد هي نفسها التي كانت العام الماضي، مضيفا أن أكثر من 50 بالمائة من الملابس المسوقة هي مخزون العام الفارط. وأفاد الطاهر بولنوار في حديث مع "الحوار"، إن نسبة الاستثمار في إنتاج الملابس والأحذية مازالت ضعيفة في الجزائر، حيث يمثل الإنتاج الوطني أقل من 20 بالمائة، بينما اكتسحت المنتجات المستوردة الأسواق بنسبة 80 بالمائة، وقد تصل إلى 90 بالمائة في بعض الأنواع، مشددا على دور وزارة التجارة في تشجيع المستثمرين للولوج في مجال إنتاج الملابس والصناعات النسيجية، لبعث الصناعة الوطنية واسترجاع السوق الجزائرية التي تقتسمها الصين وتركيا، هذه الأخيرة يقول بولنوار، أنها نافست المنتوج الصيني و اكتسحت الأسواق في السنوات الأخيرة لأن نوعيتها تنافس النوعية الأوروبية، وأسعارها ليست بالبعيدة عن المنتجات الصينية –حسبه-. وأشار ذات المتحدث، إلى أن الإقبال على الملابس المستعملة ارتفع خلال هذه السنة بسبب غلاء الأسعار في ظل تدهور القدرة الشرائية للمواطن، مضيفا بأن أكثر الملابس التي تعرف إقبالا كبيرا هذه الفترة هي ملابس الأطفال بنسبة 50 بالمائة، لتليها ملابس النساء ب نسبة 30 أو 35 بالمائة، أما النسبة المتبقية لملابس الرجال. وأرجع بولنوار الكتابات التي تحمل رسومات جنسية وغير أخلاقية تتنافى مع الدين الإسلامي وعادات المجتمع الجزائري إلى قلة وعي المستوردين، مشيرا إلى دور جمعية حماية المستهلك في التوعية والتحسيس بخطورة دخول هذه المنتجات إلى الأسواق. * عائلات المعوزة تتساءل استاء العديد من المواطنين من قرار وزارة التجارة والذي حددت فيه موعد التخفيضات الصيفية من الفاتح جويلية الى 11 أوت، متسائلين عن تاريخ موسم "الصولد الصيفي" الذي كان يأمله المواطن البسيط أن يتزامن مع عيد الفطر المبارك حتى يتمكن من اقتناء ملابس العيد لعائلته في ظل التهاب الأسعار الذي تشهده مختلف المحلات التجارية. سمية شبيطة