- فستان رضيعة بلغ 12 ألف دج بالمحلات شرعت غالبية العائلات المستغانمية خلال هذا الأسبوع في شراء ملابس العيد لأطفالها مع اقتراب هذه المناسبة ، حيث بدأت الوفود البشرية تتدفق ليل نهار على محلات بيع الملابس المتواجدة على الخصوص بوسط المدينة و هو ما أنجر عنه ازدحاما كبيرا أمام نقاط بيع الملابس المعروفة بالمدينة ، غير أن غالبية المتسوقين اكتفوا بالتفرج و آخرون اقتنوا القليل منها بسبب ارتفاع أسعار ملابس العيد على مستوى جل المحلات والمراكز التجارية مثلما كان الأمر عليه في السنوات السابقة في مثل هذه المناسبات.أجواء استثنائية طبعت وسط مدينة مستغانم أمس ، غلبها استياء غالبية السكان وتذمرهم من غلاء مختلف أنواع الملابس خاصة الموجهة للأطفال، حيث حال التهاب الأسعار بينهم وبين إدخال السرور على فلذات أكبادهم بكسوة العيد ووقوفهم عاجزين أمام هذه الأسعار الفاحشة التي حرقت جيوبهم خاصة محدودي الدخل والعائلات المعوزة. سلع تجار الأرصفة تستقطب الزبائن إذ و في نظرة خاطفة قادت «الجمهورية» إلى بعض المحلات وجدت عرضا وفيرا لمختلف الملابس للأطفال لكن علقت عليها أسعار بلغت سقفا خياليا فاقت أسعار ألبسة الكبار بأضعاف ، بحيث وصل ثمن فساتين رضع المستوردة إلى 12000 دج و الذي أصاب الجميع بالدهشة خاصة وأنها أزياء بسيطة ولا شيء يميزها باستثناء «الماركة». فيما عرضت فساتين أخرى بأقل جودة ب 7 آلاف و 8 آلاف دج . أما المنتوج المحلي فقد تراوح سعره بين ال 5000 و 6000 دج . في حين عرضت سراويل «الجينز» لأطفال لم يبلغوا الحلم بعد ب 2000 و 3000 دج و هي المستوردة طبعا بينما تراوح سعر الأحذية الرياضية بين 2500 إلى 4000 دج. ألبسة مستوردة تحمل كتابات ورسومات تتعارض و قيم مجتمعنا و الملاحظ أيضا أن ملابس جديدة، اكتسحت الأسواق والمحلات التجارية بمستغانم منها المستوردة من دول أوروبية وأخرى آسيوية تحمل كتابات ورسومات تتعارض مع عادات المجمع ، ومع مقومات وطبيعة المواطن الجزائري المحافظة و أخرى سراويل ممزقة تباع على اعتبار أنها من الموضة و التي شهدت بعض التهافت عليها من قبل شباب و بعض الأولياء لاقتنائها لأبنائهم دون وعيهم بمعانيها التي تحرض بشكل مباشر على الانحراف والفساد الأخلاقي. إقبال على السراويل الممزقة هذا الغلاء الفاحش في أسعار الملابس ، جعل بعض الأسر تستنجد بالمنتجات الآسيوية التي تعرض بأسعار منخفضة على حساب النوعية و بدرجة اقل الملابس التركية التي شهدت رواجا كبيرا في السنوات القليلة الماضية بالجزائر. في حين تلجأ عائلات بسيطة إلى باعة الأرصفة الذين يعرضون ملابس ذات نوعية متوسطة و بأسعار اقل لاسيما بسوق عين الصفراء الشعبي و المطمر ، حيث وجدوا متنفسهم هناك.خاصة من الأسر التي تملك العديد من الأطفال الصغار و التي لا تسمح لهم قدراتهم الشرائية بالذهاب إلى المراكز و المحلات التجارية . جيل اليوم يشترط ألبسة الماركة العالمية هذا و اجمع بعض الأولياء الذين تحدثت معهم «الجمهورية» أن ملابس العيد باهظة الثمن و أصبحت في غير الاستطاعة لاقتنائها لأطفالهم الذين أضحت متطلباتهم اليوم كبيرة و مرهقة لاسيما في ظل الأسعار الخيالية التي أصابتهم بالصدمة، و أضاف احدهم كان يتسوق رفقة أبنائه الصغار أن أطفال اليوم رغم صغر سنهم يعرفون «الماركة» و من الصعب جدا إرضاء رغباتهم، مشيرا أن جيلهم كان متواضعا وقنوعا ولم يكن يشرط على أوليائه ، بل على العكس يفرح بكل ما يشترون له و أضاف قائلا :«أما اليوم فشروطهم كبيرة وإرضاءهم يكلفنا خراب البيوت، فتكلفة العيد لطفلين تتجاوز مرتبي بكثير، وسنفلس إذا ما استجبت لمتطلبات أبنائي». ضعف الصناعة النسيجية وراء غلاء الأسعار هذا و أشار مصدر من منظمة حماية المستهلك أن أسعار الملابس تبقى مرتفعة و لا تتماشى إطلاقا مع القدرة الشرائية للمواطن في ظل انخفاض قيمة الدينار من جهة و ضعف الصناعة النسيجية و نسبة الاستثمار في إنتاج الملابس والأحذية في الجزائر من جهة أخرى. في حين ترى جمعية التجار و الحرفيين أن الإنتاج الوطني يمثل أقل من 20 بالمائة، بينما اكتسحت المنتجات المستوردة الأسواق بنسبة 80 بالمائة، وقد تصل إلى 90 بالمائة في بعض الأنواع. مشددة على ضرورة تشجيع المستثمرين للولوج في مجال إنتاج الملابس والصناعات النسيجية، لبعث الصناعة الوطنية واسترجاع السوق الجزائرية التي تقتسمها الصين وتركيا.