لا تزال الحرائق التي نشبت في العديد من ولايات الوطن تخلف خسار فادحة في الغطاء النباتي وحتى في الأرواح والممتلكات، حيث أثارت قلقا ورعبا في نفوس المواطنين خاصة أولائك المتضررين منها بشكل مباشر الأمر الذي أدى إلى تدخل السلطات العليا في البلاد على أعلى مستوى بوضع كل الإمكانيات للتحكم في موجة الحرائق، وبالموازاة شددت أن كل متسبب في نشوب أي حريق سيجد أمامه القانون والعدالة بعد أن سجلت توقيف العديد من الأشخاص حاولوا إلحاق أضرار بالثروة الغابية لأغراض شخصية. بدوي.. لا تعويض عن خسائر حرائق الغابات دون تحقيقات ميدانية أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، أنه لن يتم التعويض عن الخسائر التي انجرت عن حرائق الغابات الأخيرة دون القيام بتحقيقات ميدانية حتى "تذهب هذه التعويضات إلى مستحقيها". وقال بدوي خلال جلسة عمل جمعته بإطارات ومدراء مختلف مصالح ولاية الطارف خصصت لملف حرائق الغابات، أنه"لا تعويض عن الخسائر التي تسببت فيها حرائق الغابات دون تحقيقات ميدانية"، مشددا أن هذه التحقيقات "يجب أن تأخذ الوقت الكافي من قبل مصالح الشرطة والدرك الوطني حتى تذهب التعويضات إلى مستحقيها وهذا طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة". وأكد الوزير في ذات السياق أن"كل من تسبب في اندلاع هذه الحرائق سيجد أمامه القانون والعدالة"، مشيرا إلى أنه"تم توقيف عدد من الأشخاص حاولوا إلحاق إضرار بالثروة الغابية لأغراض شخصية". * بجاية أكبر الولايات المتضررة.. والدولة تسخر كل إمكانياتها وبعد أن ذكر أن ولاية بجاية هي "الأكثر تضررا" من حرائق الغابات، أكد بدوي أن"الدولة وتنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، وضعت كل الإمكانيات للتحكم في موجة الحرائق"، مشيرا إلى اتخاذ جملة من الإجراءات لمواجهة هذه الحرائق، منها على وجه الخصوص إنجاز وحدة للحماية المدنية ببلدية أم الطبول مجهزة بكل الوسائل، بالإضافة إلى فتح المسالك والطرق الغابية وكذا تعزيز وسائل الإخماد بولاية الطارف برتلين متنقلين من الولايات المجاورة. ودعا الوزير أيضا إلى التنسيق والتعاون بين الحماية المدنية في الجزائر ونظيرتها في تونس لمواجهة الحرائق التي تندلع على مستوى المناطق الحدودية. يذكر أن بدوي كان قد اطلع في وقت سابق على عمليات إخماد الحرائق ببلديات السوارخ وأم الطبول والعيون، حيث طمأن المواطنين ب"وقوف الدولة إلى جانبهم "ودعاهم إلى"مد يد العون إلى عناصر الجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية ومديرية الغابات التي تعمل على إخماد هذه الحرائق". وحيا الوزير بالمناسبة الجهود التي تقوم بها هذه المصالح في الميدان لإخماد هذه الحرائق. * الحماية المدنية تسجل في عدة ولايات شمالية: 150 حريق خلال ال24 ساعة الأخيرة كشف المدير المساعد المكلف بالإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية العقيد فاروق عاشور أنه تم تسجيل أكثر من 150 حريق خلال ال24 ساعة الأخيرة في عدة ولايات من شمال الوطن. وأوضح العقيد عاشور فاروق في ندوة صحفية خصصها لتقديم حصيلة نشاطات الحماية المدنية منذ بداية موسم الاصطياف أنه تم تسجيل خلال ال24 ساعة الماضية 51 حريقا بالغابات، 50 بالأدغال، 10حرائق مست المحاصيل الزراعية 41 حريقا بالحشائش اليابسة. وأشار المتحدث ذاته إلى أن ولايات الطارف، سكيكدة، جيجل، تيزي وزو وبجاية هي الأكثر تضررا من هذه الحرائق التي أتلفت بين الأمس واليوم أكثر من 888 هكتار من الغابات. وأكد في نفس السياق أنه تم إحصاء 1028 حريق في الفترة الممتدة بين ال 1 جوان وال26 جويلية تسببت في إتلاف 2423 هكتار من المساحة الغابية، 2682 هكتار من الأدغال، 2596 هكتار من الحشائش اليابسة والمساحة المتضررة من المحاصيل الزراعية تقدر ب 35. 1347 هكتار من محاصيل القمح و190 هكتار من الشعير و118.449 شجرة مثمرة. وأكد بخصوص سبب اندلاع هذه الحرائق أن ارتفاع الحرارة وسرعة الرياح ساهمتا بشكل كبير في اندلاعها وانتشارها بسرعة. وحسب المسؤول ذاته لقد تم تسجيل 78 حالة وفاة غرقا منذ بداية موسم الاصطياف 48 منها سجلت في شواطئ غير مسموحة للسباحة وتسجيل 63 حالة وفاة بالمجمعات المائية. وتحتل ولاية بجاية الصدارة بتسجيلها 18 حالة وفاة تليها ولاية بومرداس ب 11 حالة ثم مستغانم ب 10 وفيات.
* الحرائق تلحق أضرارا بالأسلاك الكهربائية إلى ذلك فقد ألحقت الحرائق أضرارا بالأسلاك الكهربائية خصوصا في المناطق الجبلية والمعزولة، فيما جندت مصالح سونلغاز إمكانياتها لإصلاح الأعطاب. وفي هذا الصدد قال مسؤول الاتصال بشركة سونلغاز إن الحرائق المسجلة أدت إلى عدة أعطاب خاصة بشبكة التوتر العالي، حيث كانت سببا في نقص الطاقة المتوفرة لمحطة التوليد، مشيرا إلى أن الحرائق أثرت على عملية التوزيع في كل من الطارف وقالمة وسوق أهراس وعزابة والقل وبجاية وتيزي وزو وتيبازة والبليدة والمدية والمناطق المحاذية لها. وأكد المتحدث ذاته أن شبكة التوصيل متصلة ببعضها قائلا إن فرق التدخل للشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء متواجدة عبر كل المديريات على المستوى الوطني ومتأهبة لأي طارئ رغم صعوبة المسالك خلال الحرائق. * إتلاف 08 آلاف شجرة زيتون و 9 هكتارات من الأشجار المثمرة ببومرداس وأتلفت الحرائق التي نشبت مؤخرا عبر ولاية بومرداس جراء موجة الحر الشديدة في حصيلة أولية ما لا يقل عن 8000 شجرة زيتون وما يزيد عن 9 هكتارات من الأشجار المثمرة، إلى جانب خسائر أخرى في القطاع الفلاحي حسبما أفاد به يوم الخميس مصدر من المصالح الفلاحية. وأوضح "مسعودي رشيد" المدير بالنيابة لمديرية المصالح الفلاحية بأن عملية الإحصاء لا تزال جارية عن الخسائر المنجرة عن الحرائق المذكورة التي انتشرت على وجه الخصوص عبر بلديات يسر وتيمزريت والثنية وتاورقة وأعفير وقدارة. وأتلفت زهاء 40 بؤرة حريق أحصيت عبر تراب الولاية كذلك استنادا إلى نفس المصدر نحو 3000 فرخ دجاج ببلدية تاورقة وإصطبلين لتربية الدجاج ببلدية الثنية ونفوق 12 رأس غنم بضواحي بلدية يسر وتلف نحو 100 خلية لتربية النحل منتشرة تقريبا عبر كل بلديات الولاية التي مستها الحرائق. كما أتلفت الحرائق المذكورة يضيف المصدر مساحة تقترب من 3 هكتارات مزروعة من مادة القمح عبر مناطق مختلفة من الولاية وإتلاف زهاء 3000 رزمة من الحشائش الموجهة لعلف الحيوانات. وحسب نفس المصدر فقد تم إحصاء الخسائر المذكورة بعد معاينة ميدانية إثر تقدم المتضررين بشكاوي للمصالح المعنية من خلال لجنة تضم ممثلين عن مديرية المصالح الفلاحية والغابات والغرفة الفلاحية وتتوج الخرجات بمحضر معاينة يسلم للمتضررين. ومن جهة أخرى ذكر النقيب "آيت قاسي أحمد" مسؤول خلية الاتصال بالحماية المدنية بالولاية في تصريح ل (وأج) يوم الخميس بأنه تم تسجيل في ال 48 ساعة الأخيرة (ما بين 31 جويلية و 2 أوت) 132 تدخل لأعوان الحماية المدنية في عشرة بؤر حرائق كبيرة وأخرى ثانوية متعددة. وأتلفت بؤر الحرائق المذكورة التي انتشرت عبر بلديات عمال وأولاد عيسي ولقاطة وزموري ويسر وأعفير وبرج منايل وشعبة العامر استنادا إلى نفس المصدر نحو 60 هكتارا من الغابات والأشجار المثمرة والمساحات الفلاحية ووفاة شاب في العشرين من العمر بعدما حاصرته النيران بغابة "كدية العرائس" بضواحي بلدية لقاطة.
* ..والنيران تأتي على 25 هكتارا من الغطاء النباتي بقسنطينة وأتت الحرائق خلال ال48 ساعة الأخيرة على 25 هكتارا من الغطاء النباتي وذلك بغابة الهداج ببلدية ابن باديس (جنوب شرق قسنطينة) حسب ما أفادت به يوم الخميس محافظة الغابات. وأوضح رئيس مصلحة حماية الثروة الحيوانية والنباتية بمحافظة الغابات خيرالدين سايغي بأن 10 هكتارات من أشجار بلوط الفلين و 15 أخرى من الأدغال قد التهمتها ألسنة اللهب، مشيرا إلى أن إخماد النيران تطلب تدخل 21 عونا تابعا لمحافظة الغابات وعناصر الحماية المدنية وآخرين تابعين لبلدية ابن باديس. وقد تم تسخير عتاد هام على غرار مركبتين للتدخل الأولي وشاحنتي إطفاء وسيارة للربط وشاحنة إمداد لتستغرق عملية الإطفاء 4 ساعات وفقا لما ذكره ذات المصدر. وأكد سايغي أن "جميع التدابير اتخذت لمواجهة أية حرائق محتملة عبر غابات ولاية قسنطينة"، مذكرا بأن الولاية تتوفر على ثروة غابية على مساحة ب18900 هكتار أي ما يمثل 8,49 بالمائة من المساحة الإجمالية. وأوضح ذات المسؤول في هذا السياق بأن جهاز الوقاية من حرائق الغابات بولاية قسنطينة يتشكل من 7 مراكز للمراقبة واليقظة و 5 فرق متنقلة مجهزة بشاحنات ذات صهاريج قادرة على الاقتراب إلى غاية 100 متر من مكان الحريق و 7 سيارات للربط و 5 مركبات للتدخل السريع وشاحنة إمداد ب6 آلاف لتر.
* 23 بؤرة حريق خلال يومين فقط بالبويرة سجلت مديرية الحماية المدنية بولاية البويرة خلال يومين فقط اندلاع 23 بؤرة حريق عبر مناطق متفرقة من الولاية خاصة ببلدية معالة (غرب الولاية) وهذا حسب الإحصائيات التي كشفت عنها يوم الأربعاء ذات المصالح. وأوضح المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية النقيب رؤوف رحماني لوأج أنه تم تسجيل خلال الفترة الممتدة ما بين 30 و 31 جويلية المنصرم 23 بؤرة حريق تسببت في إتلاف أكثر من مائة هكتار من الغابات والأحراش والأشجار المثمرة، وأضاف ذات المتحدث أن أخطر حريق تم التبليغ عنه مساء يوم الإثنين المنصرم بكل من قريتي بوقزين ولغوال التابعتين لبلدية معالة الواقعة بمنطقة جبلية مما أسفر عن إتلاف 110 هكتار من الغطاء النباتي. كما تسببت هذه الحرائق في إتلاف 4000 شجرة مثمرة و17 رأس غنم وستة رؤوس بقر و 12 خلية نحل، هذا إلى جانب نحو 15 منزلا ما بين أكواخ وبيوت هشة وكذا حظائر تربية الدجاج أتت عليها ألسنة النيران بالكامل يضيف ذات المسؤول. وإلى جانب الخسائر المادية أصيب نحو ثلاثين شخصا بحروق وحالات اختناق بسبب الدخان الكثيف الذي نتج عن هذه الحرائق حيث تم نقل جميع المصابين إلى مستشفيات متفرقة والمتواجدة بكل من البويرة والأخضرية في حين تم نقل امرأة تعرضت إلى حروق من الدرجة الثالثة إلى مستشفى الدويرة (الجزائر) يضيف النقيب رحماني.
* ..وإتلاف 85 هكتارا من الغطاء النباتي خلال يوم واحد في البليدة وأسفرت حرائق الغابات التي اندلعت عبر ثلاث مناطق متفرقة بولاية البليدة عن إتلاف 85 هكتارا من الغطاء النباتي حسبما كشف عنه رئيس مكتب الإحصاء والتوثيق والتوعية بمديرية الحماية المدنية الملازم محمد ناش. وأوضح الملازم الأول ناش لوأج أن مصالح الحماية المدنية سجلت نشوب ثلاثة بؤر حريق حيث تم تسجيل الحريق الأول بمنطقة تالايالي التابعة لبلدية بوعرفة في حدود الساعة الحادية عشر والنصف صباحا فيما نشب حريق آخر بمنطقة برغوث التابعة لنفس البلدية بعد وقت قصير ليتم تسجيل حريق آخر على الساعة الثانية زوالا بمنطقة جلالطة (بلدية البليدة). وأضاف ذات المصدر أن أعوان الحماية المدنية وجدوا صعوبة كبيرة في التحكم في هذه الحرائق بسبب سرعة الرياح التي ساهمت في اتساع رقعة الحريق وكذا صعوبة الوصول إليها بسبب الطبيعة الجغرافية للمنطقة مشيرا إلى تواصل عمليات التدخل طيلة 24 ساعة.
