بقلم: محمد مرواني إن الإبقاء على "الهشاشة" كصورة نمطية للمجالس المنتخبة، وجعلها مطية لمن هب ودب، والتفنن في إخراج أشباه من المنتخبين الذين لا يفقهون في أدبيات العمل السياسي المؤسساتي شيئا، والاعتقاد بأن الانتخابات المحلية هي انتخابات وعائها الانتخابي "العروشية والشعبوية" لن ينتج هذا الطرح الذي يحتفظ به الكثير من الساسة والمسؤولين في أذهانهم شيئا للعمل السياسي، وسيزيد الوضع السياسي سوءا. الإدارة تعترف أنها أسقطت قوائم الكثير من المترشحين الذين توبعوا قضائيا، وفي المقابل ترى كيف تتورط الأحزاب في انتقاء من لا يصلح لخدمة البلاد والعباد، وهؤلاء إما جاء بهم المال الفاسد، أو "البلطجة" التي تمارس اليوم كفن في أحزاب سياسية فقدت حتى احترام قواعدها النضالية. أي انتخابات محلية هذه التي تنظم في ظل الفشل الذريع الذي عرفته بلديات وولايات، سببه تقاعس المسؤولين في توظيف القدرات المالية التي كانت متاحة في سنوات مضت لتحريك التنمية المحلية. عندما يعود جلّ المنتخبين الذين سيّروا مجالس بلدية وولائية للترشح للانتخابات المحلية، وهم الذين فشلوا بالأدلة القاطعة في أيصال صوت مواطن أو المرافعة عن شأن محلي، أليست هذه العودة المللمة للوجوه الفاشلة عبثا ونتاج فوضى وتقزيم للعمل السياسي في البلاد الذي أنهتكته "ثقافة الرداءة ". لم تصل الحياة السياسية والمؤسساتية بالبلاد إلى مستوى من الجدية في الآداء والتعاطي مع احتياج الدولة الملح في أن تقود مجالسها المنتخبة إطارات وكفاءات تتمتع بالنزاهة والكفاءة، وأصبح مجال عمومي بأكمله في يد الفوضى والعبثية، وهذا سيضيّع وقت بناء دولة المؤسسات.