تخليدا لذكرى الفاتح نوفمبر 1954 نظم، أمس، أمن الولاية المنتدبة للمقاطعة الإدارية لبوزريعة احتفالية على شرف من صنعوا مجد الثورة التحريرية المظفرة وقدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن. وأكد عميد شرطة جمال مخلوف ورئيس أمن الولاية المنتدبة للمقاطعة الإدارية لبوزريعة في كلمته الافتتاحية قرأها نيابة عنه رئيس مكتب الإصغاء والاتصال ومفتش رئيسي للشرطة لذات المقاطعة السيد صادق حاوش، على أن هذه المبادرة المخلدة للذكرى ال 63 لاندلاع الثورة التحريرية الهدف من تنظيمها هو بناء جسر تواصل بين جيل الثورة الذي أعطى للإنسانية قاطبة درسا في معاني الكفاح والتضحية، وبين جيل الاستقلال وإرساء الروابط بينهما، وكذا تذكير الشباب بتضحيات قوافل الشهداء الأبرار الذين كرسوا حياتهم للكفاح ووقفوا في الطليعة منذ وطأت أقدام المستعمر أرض الجزائر الطيبة الطاهرة، انطلاقا من المقاومات الشعبية التي قادها أبطال الجزائر الأشاوس مرورا بمرحلة النضال السياسي وأعقبه الكفاح المسلح، وقادوا الثورة إلى الاستقلال. وأشار المسؤول ذاته إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني ممثلة في اللواء عبد الغني هامل حريصة كل الحرص على إحياء كل المناسبات المخلدة لتاريخ الثورة لتذكير الجيل اللاحق بما قدمه الشهداء والمجاهدون من أجل أن تحيا الجزائر حرة وجعلها سيدة بين الأمم، وأكد في الوقت ذاته أن تاريخ أول نوفمبر 1954 يحمل الكثير من المعاني وعمق الدلالة، ورمز من رموز الأمة الجزائرية، ففي مثل هذا اليوم الأغر يضيف ذات المتحدث انطلقت فيه أول رصاصة إيذانا بحرب حامية الوطيس، أريد لها أن لن تتوقف رحاها، حتى النصر أو الاستشهاد من أجل استرجاع الكرامة والسيادة على أرض اغتصبتها الإدارة الفرنسية قرن ونيف من الزمن، بإحياء هذه نكون قد وقفنا وقفة إجلال وإكبار واحترام لأبناء الجزائر الذين وهبوا أرواحهم الطاهرة وسقوا بدمائهم الزكية أرض الجزائر الحرة، في سبيل أن يسترجع هذا الوطن استقلاله وسيادته المسلوبة، وخلص السيد عميدة الشرطة جمال مخلوف إلى إيلاء الأهمية القصوى لتاريخ أول نوفمبر الذي غيّر مجرى تاريخ الثورة الجزائر المجيدة وأوجد جيلا من رجال ونساء الذين رفضوا العبودية والاستعمار فوضعوا صوب أعينهم هدفا أقسموا على تحقيقه وقيادة الجزائر نحو الاستقلال. للإشارة استهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت مفتش رئيسي للشرطة لذات المقاطعة السيد صادق حاوش، كما استمتع الحضور إلى النشيد الوطني بحناجر براءة متوسطة حمو عبد القادر، كما تم عرض شريط وثائقي استعرض باختصار مراحل الثورة الجزائرية. حضر الوقفة التي احتضنتها دار الشباب حسن الحسني ببوزريعة مجموعة من إطارات أمن المقاطعة لنفس الإقليم، إلى جانب الوالي المنتدب لدائرة بوزريعة إلى جانب الكشافة الإسلامية فوج عبدي يونس.
____________________________________ * فيما أثنوا على مبادرة الأمن الوطني أبطال الثورة الجزائرية يوصون بالحفاظ على رسالة الشهيد العطرة كرم أمن الولاية المنتدبة للمقاطعة الإدارية لبوزريعة وفي إطار الاحتفاء بالذكرى ال 63 لاندلاع الثورة التحريرية مجموعة من المجاهدين ويتعلق الأمر بكل من المجاهد قنز محمد، عبد الرحمن عيساني، صومعى الزهرة ابنة المجاهد أحمد صومعي أحمد، كما شمل التكريم أيضا الوالي المنتدب لدائرة بوزريعة إلى جانب الأستاذ ماكور مدير متوسطة حمود عبد القادر. وبالمناسبة أثنى هؤلاء الذين أناروا صفحات الثورة الجزائرية ببطولاتهم ونضالهم المستميت على هذه الالتفاتة التي حظيوا بها من طرف الأمن الوطني، مشيدين بدورهم الفعال في ربط حاضر الأمة بماضيها المجيد، حتى لا ينسى جيل اليوم نضال الشهداء والمجاهدين، داعين في الوقت نفسه كل المؤسسات الجزائرية إلى ربط حلقة تواصل بين من فجر الثورة الشباب الذي هو عماد مستقبل الجزائر حفاظا على رسالة الشهيد التي كتبت حسبهم بدماء الأحرار الذين أذاقهم زبانية فرنسا الاستعمارية أشد أنواع العذاب وتحملوه لإنقاذ الجزائر من بين براثن جنرالات الإدارة الفرنسية، وإحباط مخطط عدو الأمس والغد الرامي إلى محو أثر الجزائر وشعبها على خارطة العالم الحر، من جهتها ثمنت والي دائرة بوزريعة الجهود التي يبذلها عناصر الأمن الوطني الساهرة على خدمة الوطن وصناع المجد. ____________________________
* قال إن جيل الثورة وضع وثيقة جمعت كل الشعب الجزائري برمته الدكتور نايت قاسي إلياس: جيل الاستقلال عجز عن تأسيس وثيقة تكون نموذجا للتنمية استعرض الدكتور نايت قاسي إلياس أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة خلال المحاضرة التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 63 لاندلاع الثورة التحريرية التي نظمها أمن الولاية المنتدبة للمقاطعة الإدارية لبوزريعة أول أمس بعبقرية الثورة الجزائرية، حيث أكد أنها الثورة الوحيدة ضمن الحركات التحررية في العالم من تتوفر على نظام قضائي بحيث لا يخطو الثائر خطوة ولا ينفذ عملية ما دون اللجوء إلى القرار الصادر عن جبهة التحرير الوطني، كما كانت سببا في إعطاء فرنسا لأحد عشرة دولة إفريقية استقلالها، وهي التي استفادت من الوضع الدولي آنذاك دون تكون طرفا فيه، واستطاعت أن تتقدم نحو الأمام رغم الظروف الدولية الحرجة، ولم يثبط ذلك من عزيمة الثوار. هذا وعاتب الدكتور نايت قاسي جيل اليوم الذي عجز عن خدمة الجزائر كما فعل الشهداء والمجاهدون إبان الاحتلال الفرنسي، الذين صنعوا مجدا من العدم، وأسسوا وثيقة جمعت الشعب الجزائري برمته ووقفوا وقفة رجل واحد وتنبض بقلب موحد، ولم نستطع نحن جيل اليوم تأسيس وثيقة على شاكلة بيان نوفمبر الجليلة، تكون نموذجا للتنمية، وواصل يقول إن العيب ليس في تاريخنا إنما العيب فينا ونحن من تنكر لأمجادنا وننسب كل ما هو جميل لغيرنا والدليل على ذلك يضيف ذات المتحدث نسب السيادة الجزائرية على حوض البحر الأبيض المتوسط خلال القرن الخامس عشر والسادس عشر والثامن عشر للميلاد إلى الإمبراطورية العثمانية، بدل نسبها إلى رجال الجزائر الأحرار أسياد البحرية الجزائرية الذين فرضوا سطوتهم على البحر المتوسط ووقفوا في وجه كل من تسول له نفسه التفكير في العبور إلى الضفة الجنوبية منه. هذا وقال نايت قاسي إني أشعر دوما بالدنو، حين أتحدث عن الثورة الجزائرية في حضرة الكبار من صنعوا مجدها، وأسسوا لمستقبل الجزائر المستقلة، حقا لنا أن نشعر بالخجل حين نتحدث عن هذه الثورة التي تعد احتفالية العالم كله، ولم نقدم نحن جيل الاستقلال شيئا لهذا الوطن، علينا أن نبرهن يوما لمن سبقونا أننا قادرون على صنع مستقبلنا ونضيف له عبقرية جديدة موصولة بالعبقرية النوفمبرية، تكون متجددة ومثمرة، مليئة بالمواقف الحاسمة، إن تاريخ الجزائر يضيف نايت قاسي مقدس وله أبعاد متعددة حافل بالإنجازات العظيمة. نصيرة سيد علي