كانت المؤامرة الغربية الاستعمارية على فلسطين منذُ زُهاء أربعة قُرون خلت!، وصولاً لحملة نابليون بونابرت التي تحطمت وفشلت بصمود أهل فلسطين عند أسوار عكا، ولكن الاستعمار لم ييأس واستمرت المحاولات، والحملات، وبدأ المخطط الاستعماري الغربي ينجح من خلال العمل على زرع كيان دخيل لهم في فلسطين يتماشى مع مصالحهم وينفذها، ليكون ككلب حراسة في المنطقة العربية!، واليوم نرى التغول الصهيوني والأمريكي على فلسطين، فبعد مُضِّيّ أكثر من قرن على الاحتلال البريطاني لفلسطين، وتسليمها لليهود بعد صدور وعد بلفور المشؤوم في الثاني من نوفمبر عام 1917م، وقيام دولة الاحتلال عام 1948م، وصولاً لإعلان ترمب المعتوه، القدس عاصمة لدولة الاحتلال في السادس من ديسمبر 2107م، "وهي وعود من لا يملكون لمن لا يستحقون"!، وصولاً للفاسد المتطرف نتنياهو وحكومة اليمين العصابة الفاشية المتطرفة، ومشروعها الاستيطاني القدس الكبرى، ضمن خطة لتهويد القدس ديمغرافياً وطبوغرافياً، وجغرافياً، بحيث يكون هناك سكان من المحُتلين الإسرائيليين تفوق أعدادهم الفلسطينيين من سكان القدس، وذلك عن طريق ضم التجمعات الاستيطانية الكبيرة كلها للقدس الشريف، وإخراج المناطق التي يسكنها فلسطينيون من خريطة القدس والعمل علي ترحيلهم عن مدينة القدس، وهو مشروع مُتّمم لإعلان ترمب!، والهدف واحد، وهو السيطرة على القدس، وتهويدها بشكل نهائي!، تلا ذلك المخطط المدروس والممنهج لشطب الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في فلسطين ومقدساته إنهاء ما كان يعرف بقضايا الحل النهائي للصراع العربي الإسرائيلي!، فبعد قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان، وصفعة أوصفقة العصر أو القرن!!، جاء قرار آخر من ترمب بتقليص وتجميد أكثر من نصف المساعدات الأمريكية المقدمة ل"الأونروا"، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين!، لتستوفي بذلك المسرحية فصولها وينُهي الممثلون أدوراهم ببراعة!، لأن المؤامرة المحاكة على قضية اللاجئين الفلسطينيين تهدف لشطب حق العودة للاجئين من أجل توطينهم ودمجهم حيثما وأينما كانوا في بقاع الأرض!!، من خلال مؤامرة دمج "الأونروا" بمفوضية اللاجئين الدولية، ليذوب بعد ذلك ويندثر مُسمى اللاجئين الفلسطينيين!!؛ وسيتم التعامل معهم عبر مفوضية اللاجئين، ووضعهم علي الهامش، بحجة أن الأولوية الآن للاجئين الجدد المُهجرين في دول العالم!! وكأن الشيطان الأمريكي والصهيوني الذي يخطط لتلك المراحل المتعاقبة والهادفة لشطب الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية نسي أو جهل من هو شعب الجبارين!، من هو شعب فلسطين!!، فإن من لا يعرف الشعب الفلسطيني وحقوقه القانونية والتاريخية الثابتة في القدس عاصمة فلسطين، هو إنسان مشكوك في قواه العقلية، بل معتوه ومجنون وأرعن!!، ففلسطين قضية أزلية كونية ربانية خالدة، لأن المسجد الأقصى فيها، وجعلها الله مباركة ومقدسة، وبمكانة مكة المشرفة للمسلمين، وهي كانت وستبقي العاصمة الأبدية السياسية والدينية والتاريخية والروحية للعرب والمسلمين، ولشعب فلسطين، بمسلميهِ ومسيحييهِ، فهذا الحق كفله الله عز وجل في السماء، رب وخالق الكون سبحانه وتعالى، قوله الفصل، وما هو بالهزل، وسطر ذلك الحُكم في كتابه قرآنه العظيم الباقي والخالد إلى يوم الدين في سورة الإسراء، وهذا يتطلب منا نحن العرب والمسلمين، والفلسطينيين على وجه الخصوص العمل الجاد لتحرير القدس الشريف، كلُ منا حسب مقدرتهِ واستِطاعتهِ لأن عروبة القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير وهي ثابتة تاريخيًّا منذ آلاف السنين، وكل قرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة لن تتجاوز أن تكون حبرًا على ورق، ولا تساوي الحبر الذي كُتبت بهِ!!، وإن القضية الفلسطينية تعاني من احتلال استيطاني احتلالي مجرم غير شرعي، وليس مسألة نزاع دولي بين طرفين، فالاحتلال بشكل صريح وواضح وبممارساته على الأرض أنهى اتفاقية أوسلوا، ولذلك يجب علي مجلس الأمن العاجز أن يطبق ما اتخذهُ من مئات القرارات ضد الاحتلال الإسرائيلي، وبالقوة، وفقاً للفصل أو البند السابع، وفق المادة (41). وكما يجب محاكمة الاحتلال للمخالفات والجرائم التي ارتكبها على أرض فلسطين، يجب سحب الاعتراف الفلسطيني من قبل منظمة التحرير بالكيان الغاصب، وإعلان نهاية أوسلوا، وعدم العودة للمفاوضات والتي تم استنزافها بالكامل، وأثبتت عدم جدواها، مع تفعيل المقاومة الشعبية بكافة أشكالها وصولاً للمقاومة المسلحة لتحرير فلسطين، لأن هذا الاحتلال وهذا العالم الظالم لا يفهم لغةً إلا لغة القوة!، وستبقى فلسطين هي القضية المركزية والكونية والمحورية في العالم، حتى الوصول لوعد الآخرة ومعركة هار مجدو، ثم نزول سيدنا المسيح عيسي عليه، وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، في مدينة اللد الفلسطينيةالمحتلة سنة 1948م، وقتلهِ المسيخ الأعور الدجال، زعيم اليهود المُجرمين والنصارى الكافرين، ومن كان معهم وحالفهم في ذلك الوقت، وحتى ذلك الحين ستتواصل معاناة وآهات الأسري والجرحى والثكالى من شعب فلسطين، وسوف يستمر شلال الدم الطاهر النازف من أهل فلسطين أرض الرباط، دفاعاً عن القدس الشريف مسرى ومعراج النبي، وزهرة المدائن، وذرة التاج، وصُرة الكرة الأرضية، بوابة الأرض إلى السماء ومفتاحها. وبالرغم من كل المعاناة والألم، يجب أن يعلم العالم وكيان الاحتلال أن للبيت ربٌ يحميه، وإن طبع المطبوعون، وانبطح المنبطحون، وخان الخائنون!!، وسيبقى أهل فلسطين أهل الرباط إلى يوم الدين مرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، مدافعين عن القدس الشريف العاصمة الأبدية لكل العرب والمسلمين وعاصمة دولة فلسطين المستقلة، فالقدس ليست فقط مُجرَّد أرض محتلة، أو قضية وطنية فلسطينية، أو قضية قومية عربية، بل هي أكبر من كل ذلك، فهي حرم إسلامي مسيحي مقدس، وقضية عقدية إسلامية ومسيحية، وأن المسلمين والمسيحيين بفلسطين يعملون على تحريرها من الاغتصاب الصهيوني الغاشم، ودفع المجتمع الإنساني إلى تخليصها من الاحتلال الصهيوني، وإنَّ عروبةَ القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير، وهي ثابتة تاريخيًّا منذ آلاف السنين، ولن تفلح محاولات الصهيونية العالمية في تزييف هذه الحقيقة أو محوها من التاريخ، ومن أذهان العرب والمسلمين وضمائرهم، فعروبة القدس ضاربة في أعماقهم لأكثر من خمسين قرنًا، حيث بناها العرب اليبوسيون في الألف الرابع قبل الميلاد، أي قبل ظهور اليهودية التي ظهرت أول ما ظهرت مع شريعة موسى –عليه السلام– بسبعة وعشرين قرنًا، كما أن الوجود العبراني في مدينة القدس لم يتعد 415 عامًا، على عهد داود وسليمان –عليهما السلام – في القرن العاشر قبل الميلاد، وهو وجود طارئ عابر محدود حدث بعد أن تأسَّست القُدس العربية ومضى عليها ثلاثون قرنا من التاريخ-. وأختم مقالي موضحاً فلسطين إلى أين؟، إلى النصر والتمكين والتحرير بإذن الله، من خلال كتاب الله، وكذلك حديث النبي صل الله عليه وسلم، فعن أبي أُمَامَةَ قال: "قال رسول اللَّهِ لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ من أمتي على الدِّينِ ظَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ من خَالَفَهُمْ إلا ما أَصَابَهُمْ من لأْوَاءَ حتى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ، قالوا يا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قال بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ"، فهنيئاً لكم يا أهل الرباط في فلسطين عامةً، ولأهل القدس خاصةً، فنحن ننتظر الزمن، والذي سيأتي قريباً إن شاء الله لينطق وقتها فيهِ "الشجر والحجر قائلاً: "يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال واقتله"، وننتظر وعد الآخرة لنسوء وجوه اليهود الظالمين المُحتلين ومن حالفهم ومن معهم، ولندخل المسجد الأقصى كما دخله الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول مرة، وكما فتحهُ صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، "ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً". الكاتب الصحفي والباحث المحلل السياسي الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل الأستاذ والمحاضر الجامعي، عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية.