عندما وددت زيارتها لإجراء حوار معها كان عيد المرأة الدافع الحقيقي، ومسؤوليتي تجاه الحدث إثراؤه بإحدى صانعات النجاح اللواتي حفل تاريخهن بتحديات جمة، امرأة صنعت مكانة سامية بين مواطني الجلفة، بل واحتلت مكانا آخر بين أرقى وأرفع سيدات الجزائر، ودعوة رئيس الجمهورية لها لحضور الحفل الرسمي بالعاصمة لدليل على تألقها ونجاحها... بكلمات راقية وبمستوى أرقى حدثتنا عن الوطنية متفننة بكلام رائع لا يخلو من التواضع.. إنها السيدة رشيدة قاسم مديرة الإذاعة الجهوية بالجلفة. الحوار : استطاعت الإذاعة الوطنية أن ترتقي إلى مصاف الكبار وأن تنتزع العديد من الجوائز في المحافل الدولية والأكيد أن المرأة ساهمت بشكل كبير في هذا النجاح، فكيف ترى السيدة رشيدة هذا النجاح؟ السيدة رشيدة قاسم: أكيد أن للمرأة نصيب هام في هذا النجاح الذي احرزته الاذاعة الوطنية، فمنذ ان استرجعت الاذاعة وهي تبذل جهدا تلو الآخر، وقد تألقت العديد من الاسماء التي صنعت اسم المراة الجزائرية على غرار السيدة ليلى ونوارة جعفر إلى جانب زميلها هلوب، وكذا المتألقة خديجة بن ڤنة وهي زميلتي التي شرفت الساحة الاعلامية الجزائرية والعربية على حد سواء، وقد كسبن هذا النجاح بالعمل الجاد سيما في فترة العشرية السوداء. وفي الكثير من المناسبات نجد نساء صحفيات قمن بإجراء تحقيقات عجز عن القيام بها الرجل الصحفي، وبصفتي واحدة منهن أحاول ان ابرز وطنيتي التي كانت الدافع الحقيقي وراء نجاحي كامرأة إعلامية وكمسيرة في نفس الوقت. أكيد اهتماماتك لا تقل عن طموحك الإعلامي؟ - أكيد.... كما حلمت دوما في صغري أن تتجسد لغة الحوار والاتصال في المجتمع وهذا الذي أستند عليه في جانب تسييري لهذه المؤسسة الإعلامية التي تحتاج الكثير من الجهد، وكذا فتح مجالات الاتصال بداية من الأفراد إلى الجماعات إلى المجتمع العميق، أما اهتمامي كامرأة جزائرية فهو إعطاء الصورة الأمثل للمرأة التي تستطيع ان تحدث نقلة نوعية في مكان تواجدها والتي لا تؤمن بالفوارق الجنسية بين الرجل والمرأة والتي تتحدى جميع العقبات وتحاول أن تخلق مناخا ومحيطا تطور فيه قدراتها. طبعا هذا ليس بالأمر السهل، أمام العراقيل التي تواجهك أثناء تأدية مهامك الإعلامية من جهة والتوفيق بين حياتك الشخصية من جهة أخرى؟ - هي في الحقيقة ليست عراقيل انما هي اقرب للتحدي الذي يصاحب صناعة النجاح، فقد تكون مسيرا جيدا لقناة وطنية ولكن ان تسير قناة محلية مع مجتمع محلي لم يتعود بعد على هذا الفضاء فالأمر صعب للغاية، لابد من بذل جهد كبير لتغيير الذهنيات. الإذاعة بالنسبة لي هي فضاء اعلامي اولا وبيت حقيقي لي ولكل الجلفاويين مع هذا أقول لك إن الامر ليس صعبا في التوفيق بين الحياة المهنية كإعلامية وبين حباتي الشخصية كربة بيت أسهر على تربية ابنائي وتوفير كل ظروف الراحة لعائلتي. أكيد هناك طموحات كثيرة ورهانات أكبر تودين تحقيقها؟ - نعم طموحاتي تعانق السماء، ومنها أن يكون مقر الاذاعة اكبر واوسع من مقرنا الحالي الذي يبقى ضيقا بالمستوى الذي عليه وأن ينطلق صوتنا من منبر عالٍ يليق بما نقدمه، كما أراهن بالنسبة لطاقم الاذاعة أن يكون في مسيرة اكثر تقدما. نرجع سيدتي للبرامج التي تقدمينها والتي لاقت نجاحا مميزا وسط المجتمع الجلفاوي، ما هي الأسس والمعايير التي تضعها رشيدة صوب أعينها لضمان هذا النجاح؟ - قبل ذلك أود أن اشير إلى نقطة هامة وهي انني لست جلفاوية الأصل، جئت إلى الجلفة وتقربت من مجتمعها وغصت في أعماقه لأكتشف الوسط الذي ساكون فيه بين اخواني الجلفاويين والإعلاميين في الاذاعة المحلية. وقد ساعدني في معرفتهم أكثر والتقرب منهم ذلك الزخم الثقافي والسياحي والتاريخي الذي تتمتع به منطقة الجلفة. والإذاعة هي الفضاء القادر على إبراز هذه الثروة، بالنظر لشساعة الولاية، وقد انتهجنا الطريق السهل والفعال والمتمثل في المواطن الجلفاوي فهو من يساهم مباشرة في اختيار البرامج، لهذا قمنا بمشاركة كل الأطراف من حركة المجتمع المدني إلى السكان إلى المسؤولين وقد أعددنا برامج رائدة استطاعت أن تشد إليها المستمع كحصة ''مير على الخط'' الخاصة بتلبية طلبات سكان الجلفة من مساعدات مالية أو مادية أو غيرها. كلمة أخيرة سيدتي؟ - أولا أود أن أتقدم بشكري الخالص ليومية ''الحوار'' التي أتنبأ لها بمستقبل واعد وأقدم تهاني الخالصة لكل طاقمها وقرائها بمناسبة المولد النبوي الشريف، وتمنياتي لكل النساء عيدا سعيدا بكل مستوياتهن ونحن بحاجة إلى كل امرأة جزائرية كما احتاجت الثورة لهن من قبل، على غرار جميلة بوحيرد وحسيبة بن بوعلي وأخريات صنعن كفاحا يبقى يروى للأجيال ونتمنى أن تكون المرأة دائما في المستوى الذي يشرف الجزائر، وأنا جد متفائلة بما قدم للمرأة ومازال يقدم لها من حقوق على مستوى الدستور وهذا يعتبر الرهان الأساسي بالنسبة لكل النساء الجزائريات، خاصة وأن المرأة الجزائرية سجلت حضورها وبقيت رمزا.