يجتمع الجمال الداخلي والخارجي ويشكل امرأة متمكنة، راقية وواعية، هي إعلامية تملك من الحضور ما يمنحها تذكرة لدخول قلوب الجمهور تاركة عبقا مميزا، امرأة حسناء وأنثى راقية تترك أثرا وسحرا في خاطر من يتعامل معها، دخلت غمار المهنة لتكون من بين الإعلاميات الرائدات في القطاع الخاص بالجزائر، جاءت بدايتها مع قناة الشروق بعد أن نجحت في "كاستينغ" لمذيعي الأخبار، لتحدثنا في حوار شيق عن تفاصيل قصة نجاحها. * بداية حدثينا عن فكرة دخولك للإعلام ؟ – بداياتي الأولى مع الإعلام كانت منذ بدايات إدراكي، رأيتني في وظائف كثيرة من بينها "مذيعة بالتليفزيون"، مع مرور الوقت أخذ الإعلام المساحة الأكبر في دفتر أحلامي وتيقنت أني لا أصلح سوى أن أكون صحفية، وبهذا الخصوص أنا مدينة لوالديّ اللذين لقناني اللغة التي أعشق كونهما معلمين بالمدرسة الابتدائية فكان حرصهما الأكبر أن أتقن لغة الضاد وربما اختصرا بذلك عليّ نصف الطريق رغم أنهما عارضا في البداية فكرة دخولي كلية الإعلام بحكم تخصصي العلمي في الثانوي، لكن مع إصراري وفي سنتي الثالثة أعلنت قناة الشروق في صيف 2012 عن إجراء "كاستينغ" لمذيعي الأخبار فتقدمت لإجرائه وتحديدا بعد أحد عشر يوما تلقيت اتصالا من مديرة الأخبار آنذاك الإعلامية "ليلى بوزيدي" تخبرني فيه أنه تم اختياري وثلاثة من الزملاء للعمل على إطلاق النشرات الأولى على قناة الشروق.
* ما هي أكبر التحديات التي واجهتك وكيف تجاوزتها ؟ – أصعب مرحلة في كل شيء هي البدايات، الرهان الأكبر هو كيف تثبتين نفسك أنت الطالبة الجامعية في سنتك الرابعة وتكسبي ثقة أساتذة كنت -إلى وقت قريب- تحلمين بلقائهم، أذكر أني كنت أذهب إلى الجامعة صباحا إلى غاية الثانية زوالا وألتحق بمقر العمل عند الثالثة، كنت أشتغل ستة أيام في الأسبوع بين إعداد التقارير الميدانية وتقديم النشرة الليلية وكذا إعداد وتقديم برنامج أسبوعي للقصص التلفزيونية. تحصلت على شهادتي نهاية ذلك الموسم وتلقيت خبر نقلي إلى فريق برنامج "هنا الجزائر" ولكِ أن تتخيلي ما الذي يعنيه لصحفية متخرجة حديثا الانضمام لفريق أكبر برنامج سياسي وأكثره مشاهدة في ذلك الوقت، انتقالي ذاك كان أهم خطوة في مسيرتي المتواضعة لحد الساعة.
* الإعلام في الجزائر يعتبر حديث الولادة. ما هو تقييمك للفترة الآنفة؟ – صراحة لا أجدني في موقع يسمح لي بالتقييم، لكن من خلال احتكاكنا بإعلاميين كبار ومخضرمين عاشوا ما قبل وبعد التعددية في الصحافة المكتوبة وهم يعاصرون بداية انفتاح السمعي البصري، هؤلاء يجدون كثيرا من أوجه الشبه بين نهاية الثمانينيات وما بعد ما اصطلح على تسميته "بالربيع العربي" وهم يؤكدون أنه مخاض لا بد منه قبل أن تصل القنوات الخاصة إلى المقاييس العربية. مع ذلك لا يجب إنكار إيجابيات هذا الانفتاح، في ظرف قصير أصبح المشاهدون يجدون أنفسهم لأن القنوات الخاصة تشبههم إلى حد بعيد، الإعلام الجواري أصبح أقوى، كاميرا هذه القنوات وصلت إلى ذلك المواطن المنسي في أبعد نقطة من تراب الجزائر.
* في رأيك لما لم نصل اليوم للمنافسة على الصعيد الدولي في مجال الإعلام ؟ – لا أعتقد أن الحديث عن المنافسة الدولية مناسب الآن، في البداية هذه القنوات حددت جمهورها المستهدف وهو الجمهور المحلي وأشبعت متطلباته إلى حد بعيد لكنها في المقابل أغفلت بعض الأساسيات في الإعلام التي تجعلها بعيدة نوعا ما عن المنافسة، وربما أبسط مثال على ذلك أنه في كل دول العالم يتحدثون عن "القصة التلفزيونية" أو "the story" لكننا في الجزائر لازلنا نتحدث عن تقارير إخبارية. الإعلام مجال متصل بعدة مجالات أخرى منها والمفروض أنه يواكب تطورات التكنولوجيا وأساليب التسويق ويجدد دراسات الجمهور الذي أصبح متطلبا خصوصا مع المنافسة التي تفرضها مواقع التواصل الاجتماعي…..
في الجزء الأول من الحوار ذكرت لنا الإعلامية الجزائرية ياسمين موسوس أهم التحديات التي واجهتها في بدايتها وكيف استطاعت أن تواجهها، كما صرحت لنا أن أبويها كانا ضد فكرة دخولها لعالم الإعلام، كما ذكرت لنا في نفس الحديث أن الكلام عن المنافسة الدولية فيما يخص الإعلام الجزائري ليس مناسبا، و في الجزء الثاني من حوارنا معها كشفت لنا ذات المتحدثة رغبتها في التكفل بطفل، التفاصيل ستجدونها في الحوار الآتي:
* تحدي الثلج الذي قمت به، كيف جاءت الفكرة وهل ترين أنه فعلا خدم هدفك ؟ – أعتقد أن سؤالك هذا له علاقة مباشرة مع ما كنت أقصده بمواكبة الإعلام لتطورات التكنولوجيا ومتطلبات الجمهور، هنا تصبح الغاية أقوى من الوسيلة ما دامت لا تضر بأحد، صاحب فكرة "تحدي الثلج" أطلقها من أجل التوعية بمرض "التصلب الجانبي الضموري" والذي لم يكن معروفا لدى الكثيرين لكنهم انتبهوا إليه وإلى من يعانون منه من خلال فكرة تبدو طريفة في الظاهر لكنها تحمل الكثير من المعاني الإنسانية. بمجرد أن دعيت للتحدي قرأت عنه وتعرفت على المرض ومشاركتي به كانت لذات المقصد أن يقرأ ويشعر كل من يشاهد الفيديو عن معاناة مرضى التصلب.
* إذا فكرت في تبني قضية إنسانية، ما هي القضية التي ترينها الأجدر بالدعم؟ – صراحة أؤمن جدا بالمثل الجزائري القائل "ما يحس بالجمرة غير لي كواتو" لكن بالرغم من ذلك أشعر بحزن عميق كلما سمعت أحدا من مجهولي النسب يتمنى معرفة هوية والديه، كل من صادفتهم يكررون نفس القصة عن رحلة البحث عن الذات، ما أصعب أن لا تعرف جذورك، ما أقسى أن يسألك أحد عن أصولك فلا تجد إجابة عن سؤاله. أتمنى فعلا لو أني أقدم لهؤلاء شيئا ولو معنويا.
* موضوع التبني يعتبر من أكثر القضايا الجدلية، هل فكرت فيه يوما وهل يمكن أن تقبلي على الخطوة؟ – نعم .. باختصار. فكرت كثيرا بالتكفل قبل الآن لسبب أجهله، تأخرت في اتخاذ هذه الخطوة وأسأل الله أن يوفقني إليها، لكنني هنا أتحدث عن التكفل المادي والمعنوي، عن التبني أجبت بنعم من حيث المبدأ ثم الظروف هي ما يحدد قراراتنا في النهاية.
* ما هي مشاريعك القادمة ؟ – أشعل شمعتي السابعة مع الشروق قريبا، مستمرة في اجتهادي لتقديم ما أرضى به لنفسي ولمشاهدي القناة.
* الحب في كلمات ؟ – وهل تختصر الحياة؟ الحب مرادف للحياة، مرادف للفرح، مرادف للقوة حتى في عز إيلامه لنا. الحب هو ذلك الذرع الذي يقينا نوبات الدنيا أو يخففها على الأقل. أنا شخص يحب الحب بكل أشكاله ومستعدة له في كل حين.
* النجاح في كلمات ؟ لا أوافق من يقدم للنجاح ذلك المفهوم المطلق، النجاح مفهوم على المقاس لا يختلف من شخص إلى آخر فحسب وإنما حتى بالنسبة للشخص نفسه. فما كان يعد نجاحا باهرا في الأمس هو الآن مجرد خطوة مهمة في مرحلة ما من الحياة. باختصار النجاح هو تحقيقك للأهداف التي سطرتها في الفترة التي تحددينها.
* رسالتك عبر جريدة "الحوار" ؟ – رسالتي اخترت أن أوجهها إلى طالب لا يزال في مقتبل الحلم، لا يكفي أن تحب الإعلام لتصل، نعم عليك أن تحبه لتقدم أكثر، لكن أوصيك بالاجتهاد فكلما اجتهدت أكثر أصبحت ثقتك بنفسك أكبر وتكبر معها قدرتك على إقناع الآخر، احرص على كل ما يجعلك مميزا لأن كثيرين يشاركونك الحلم، واطرح على نفسك دوما ذات السؤال: ما الذي يجعلني أحق من غيري بهذا المكان؟ في الأخير أشكرك جزيلا على هذا الحوار الجميل وكل التوفيق أتمناه لك وللزملاء في جريدة "الحوار". حاورتها: سارة بانة