في الحوار الثاني لمجموعة ميديا سبايس والتي كان ضيفها نجم برنامج "شروق مورنينغ" محمد فاتح الخوخي، تطرقنا إلى أهم الخطوات التي تجعل المذيع متألقا وذلك نظرا لأهمية الموضوع من جميع جوانبه وأملا في تطوير مهارات الإعلاميين ودعمهم من أجل الوصول لمستوى احترافي يسمح لهم بالتميز في هذا المجال. ضيفنا أيضا بدأ الحوار بعرض تجربته الشيقة التي تعكس وجود موهبته منذ الصغر الأمر الذي يعتبر ركيزة أساسية قبل اختيار المجال إلى جانب حب المهنة. * بداية نرجع معك إلى البدايات من صحفي في جريدة الخبر إلى مراسل ثم مذيع، حدثنا أكثر عن هذه التجربة وهل للصحافة الورقية دور في تطوير مهاراتك ؟ – بدايتي في عالم الإعلام كانت منذ طفولتي، حيث كان معروفا عني في سن الخمس سنوات أني أسأل كثيرا لدرجة أنهم كانوا يقولون لي إنك ستصبح صحفيا عندما تكبر أو تكون قاضيا, أعتبر أن حب الصحافة ولد معي حتى في المرحلة الابتدائية والمتوسط كنت أنشط كل الفقرات في النشاطات وحتى البحوث كنت ألقيها, في سنتي الأولى ثانوي كنت علميا ثم نصحتني المستشارة بأن أغير للآداب كي أقطع أشواطا كثيرة في هذا المجال, بعد تحصلي على البكالوريا سجلت في كلية الإعلام والاتصال, (يتذكر) وحتى كنت أستخدم في طفولتي مشط مجفف الشعر لكن فور التحاقي بجامعة العلوم والاتصال بدأت البداية الحقيقية, لما التحقت بكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية كان هناك نوع من الإحباط كنت أتخيل أن القسم عبارة عن احتكاك بالصحافيين وتطبيقات لكن فوجئت أن الموضوع ممل لأنه كان فقط محاضرات، وبالتالي كنت أبحث عن هذا الاحتكاك كنت أقوم بكل البحوث التي تطلب منا وأقوم بحوارات مع رؤساء التحرير وغيرها, التحاقي بجريدة الخبر جاء بعد ولوعي بها منذ الصبا, كنت أحفظ الأسماء التي تعمل بها عن ظهر قلب حتى البحوث التطبيقية التي كنت أقوم بها في الجامعة كنت أذهب فيها لجريدة الخبر, أتذكر أن رئيس التحرير آنذاك لأول مرة سمح لطالب أن يحضر اجتماع, وكانت فرصة لم أحلم بها ليزيد الحب، فعلا كنت أشعر أن الخبر منزلي الثاني، لما وصلت للثالثة جامعي كانت هناك خيارات، الجميع كان ينصحني بالعلاقات العامة بسبب نقص الفرص وقتها لكني كنت أرد بأني ولدت لأكون إعلاميا, بالنسبة للصحافة المكتوبة هي مدرسة يجب على كل إعلامي أن يمر بها لأنها تعطي زادا كبيرا له، هي تعلمه الانتقاء والاهتمام بالخبر، كما تعلمه صناعة المادة الإعلامية.
* كنت تتكلم عن شخص كان موهوبا انتقل إلى الاحترافية، ما هو الاختلاف في صناعة المحتويات الإعلامية والصحافية؟ – هناك اختلاف في صناعة المحتوى للصحافة المكتوبة والمرئية وحتى الالكترونية, اليوم نرى كما هائلا من المنصات الالكترونية المدعومة بالفيديوهات مثلا تجربة الجزيرة بلاس, هذه كلها هي تجارب ستؤسس لمستقبل الاعلام, الصحافة المكتوبة قبل ظهور القنوات التلفزيونية كانت هي مصدر المعلومة خصوصا الصحافة الخاصة للمتلقي الجزائري, لكن بعد ظهور القنوات والشريط العاجل قضى هذا النوع على المعلومة, الصحافة الورقية أصبحت تركز في مضامينها على التفاصيل أو تتفرد بالحوارات أو الروبورتاجات، أما بالنسبة لصناعة المحتوى في السمعي البصري فيرتكز على الخبر، اليوم المنافسة شديدة في مجال الأخبار فالسرعة في النقل هي أداة مهمة لأن السباق للعرض هو من يحقق المشاهدة، أما في ما يخص بلاتوهات النقاش والتحليل فالمحتوى مبني على صناعة الأخبار والحدث من خلال استقطاب المسئولين، مثلا برنامجي شروق مورنيغ ينافس برنامج الزميل في النهار "قهوة وجرنال" الأشطر فينا من يأتي بالخبر ومن يجلب المسئولين أيضا. * بخصوص المحتوى الجيد أولا ما هو تعريف المحتوى الجيد ؟ – المعايير أصبحت غامضة، هل النهج الذي انتهجته بعض القنوات الشعبوية في استقطاب المشاهدة أم ربما الحكمة والتوازن في عرض هذه المادة، ربما، للأسف اكتشفنا أن الجمهور الجزائري يحبذ الأمور المتعلقة بالإشاعة والأمور المتعلقة بالقضايا الاجتماعية وبالتالي الكثير من القنوات أصبحت هي الطبعة التلفزيونية لمواقع التواصل الاجتماعي. * ننتقل معك إلى دور صناعة الهوية البصرية في صناعة تألق المذيع حيث أن المظهر الخارجي للمذيع أول ما يرتبط ببصر المتلقي، حدثنا عن أهم المعايير لاختيار اللبس المناسب، الألوان المحبذة والتي يجب تفاديها، القصات التي لا يجب للمذيع اعتمادها؟ _ البصمة البصرية مهمة جدا, دراسات تقول إن المشاهدة أثناء تغييرك للقنوات لديك ثمان ثواني للاحتفاظ به, ثمان ثواني تعتمد فيها القنوات على أشياء أساسية, ولذلك القنوات لجأت للأش دي, بعد جودة الصورة شكل المذيع أو المذيعة الذي يجب أن يكون وجهه محببا للكاميرا, وأيضا الأستوديوهات الفاخرة والمفتوحة التي تجلب المشاهد وتتناسب مع ذوقه, بخصوص اختيار اللباس يختلف من مذيع لآخر, مثلا عند تقديم الأخبار تختلف الهيئة التي أكون بها على برنامج صباحي, بعد اختيار المذيع يجب أن نختار هوية المذيع، أي نوع من البرامج يصلح هذا المذيع أن يكون فيه؟ أحيانا المذيع لا يوافق قلب برنامج معين ويصلح لآخر, هذا بالنسبة للمضمون, بالنسبة للشكل تحدثت على اللباس والمايكب وهذا مهم جدا بالنسبة للقناة التي تحترم نفسها, للأسف في الجزائر نعتبرها من الكماليات لأن المذيع هو من يجلب لك المشاهد, كل القنوات المحترفة تملك قسما خاصا, بخصوص الألوان يجب أن تتلاءم مع الأحداث والبرنامج, مثلا نشرة الأخبار لا يجب أن تكون فيها ألوان زاهية ويحبذ أن تكون متعدلة, مناسبات العزاء يجب أن تتلاءم مع البدلة, بينما اللباس حسب نوعية البرنامج. سياسي بدلة مضبوطة, برنامج صباحي يستطيع أن يكون كاجويل يغير أحيانا ويصنع تنويعا ولكن يجب أن يحترم اللباس المشاهد, المذيعة لبسها وتسريحتها يجب أن تتلاءم مع المجتمع لأنه في النهاية سيدخل عند عائلات متدينة, محافظة وعند كل العقليات. نذكر أن قنوات تجبر المذيع في حياته الخاصة على مراعاة بعض الأمور، وهناك قنوات تحاسب على زيادة الوزن, ممكن في الجزائر هناك تساهل ولكن نتمنى أن نتطرق لها لأنها تصنع النجاح. * نقطة مخارج الحروف والتي هي مهمة أيضا، الكثير يعاني من مشاكل في النطق رغم وجود الطموح إلا أنهم يتفادون دخول المجال بسبب ذلك. بشكل عام ما هي المشاكل التي يمكن أن تعالج من خلال تدريبات معينة، وما هي أهم المهارات والتدريبات التي يقوم بها المذيع لتحسين مخارج الحروف؟ – تحدثنا على الشكل والآن نتنقل إلى المضمون، هناك مشكل كبير فعلا في مخارج الحروف, نلاحظ أيضا أن اللهجة المحلية تطغى على الكثير من الجزائريين اليوم. هناك أيضا من ينطق الراء واو أيضا, يجب أولا القراءة بصوت مرتفع أكثر من مرة قبل التسجيل أو نشرة الأخبار وأحاول أن أدقق في تشكيل الحروف, بعض المهارات أيضا تطبيق السيالة حيث توضع بين الفك العلوي والسفلي للفم ويعض عليها ويقرأ الأخبار حتى يتعلم عدم التنفس من الفم أثناء القراءة وبالتالي لا يتعب ويصبح له نفس طويل, أيضا طرق التنفس, أيضا من يحذف الحروف هذا يجب أن يتعلم التأني, وأيضا أنصح بالإلقاء المسرحي لتحسين مخارج الحروف. * من التحكم في شيء داخلي إلى التحكم الخارجي وإدراة الحوار بشكل عام, كيف يمكن أن تكون الإدارة الجيدة للحوار, وما هي الإرشادات التي تقدمها لاحتواء ارتباك الضيف ؟ – بخصوص الضيوف أتحدث عن تجربتي في شروق مورنينغ , برنامجنا يستضيف أربع ضيوف يوميا, عندما يكون لديك أكثر من ضيف في أكثر من مجال يصعب الأمر جدا وهو تحدٍ كبير, المجال جديد في الجزائر وحتى الضيوف غير متعودين, ارتباك الضيف هو أمر طبيعي, أنا يوميا عندي برنامج ودائما الدقيقة الأولى أعيش رهبة الكاميرا, لا أعلم لماذا، لكن بعد تلك الدقيقة يزول كل شيء وأصبح أتعامل بأريحية من وظيفة المحاور أن يضع ضيفه في أريحية حتى يحقق هدفه, ورغم أن المذيع يقوم بذلك الا أن هناك ضيوفا يظلون مرتبكين ونلاحظ مرات إجابات مختصرة جدا منهم تصل لنعم فقط أولا ويصبح الضيف في موقف لا يحسد عليه, وهناك من يرتبكون وعندما يوضعون في قالب مريح يسترسلون ويطالبون بوقت أكبر, أصبحت اليوم أجلس مع ضيوفي قبل البرنامج حتى نتحكم أكثر, هناك ضيوف ينفعلون وفي هذه الحالة المذيع ملزم بتخفيف حدة الحوار, المذيع باختصار هو من يقوم بقيادة سفينة الحوار, حين يلاحظ أنه سيدخل في ملل يحاول أن يستفز الضيف على الأقل لتفعيله. حاورته: سارة بانة