هناك عادة يقدم عليها أرباب البيوت منذ زمن طويل في شهر رمضان، وهي جمع المال والاستعداد لشهر رمضان، وأخذ عطلة من العمل والتنافس في الأسواق مع أصدقائهم على مصاريف البيت، بل يجعل من بيته مطعما للرحمة كل يوم هو عائلته، أكثر من 50 قطعة خبز، أكثر من 50 كلغ لحم، أكثر من 120 مشروب وغيرها من اللوازم التي يحتاجها المطبخ، ثم بعد صلاة التراويح تجد أبناءه يرمون الطعام المتبقي في سلة المهملات، في الآونة الأخيرة لاحظت أحد الجيران قام برمي 12 قطعة خبز، وحينما سألته عن هذا السبب قال "راها بايتة يا جمال" يعني يستطيع شراء 12 أخرى ليوم آخر من شهر رمضان، وليس فقط الخبز وإنما ظاهرة رمي الأكل في رمضان معدلها يرتفع أكثر من شهور الإفطار، فلماذا لا يقيم أرباب البيوت نظاما يمشون عليه للحد من ظاهرة التبذير، خصوصا أنه مكروه ومحرم في شرعنا الإسلامي، وقد وصف الله سبحانه وتعالى المبذرين أنهم إخوة للشيطان، فقد نقل عن الإمام ملك -رحمه الله- أن التبذير حرام لقوله -تعالى-: [إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ]. الأفضل أن نشكر الله سبحانه تعالى على الخير، ونقوم بالصداقات من هذا الخير لقوله تعالى :[وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً] ينقصنا وعي ديني واجتماعي للرفق بأنفسنا وتعلم نظام كامل من أجل تجسد احترافي لأرباب البيوت لصرف أموالهم بطريقة ترضي الله سبحانه تعالى، خصوصا أن مجتمعنا يحمل الطبقة المتوسطة والغنية والفقيرة، وكم من فرد أقام مأدبة ملوك لعائلته في رمضان، وجاره لا يملك قطعة خبر للأكل. فأتمنى أن يلاحظ الجميع ما ينفق في هذا الشهر الفضيل.