اكد الداعية عائض القرني على أهمية إنشاء هيئة أدبية شرعية تختص بمطالعة ورقابة الكتب الأدبية التي تثار حولها الشبهة، مشيرا إلى أنه ينبغي ان يعرض ما تنتجه قرائح أهل الأدب على متخصصين، مستشهداً باستدعاء عمر بن الخطاب حسان بن ثابت، بعد ان عرضت عليه قصيدة فيها همز ولمز، ليقرأها عليه ليحكم عليها. وأضاف القرني: «نحن في بلد يوجد به جامعات ومتخصصون قادرون على القيام بالدور الرقابي، وأنا ضد أن يقال لا تحاكموا أي نص لننفتح على العالم، وأيضا لست مع إقصاء أي أحد بحجة ان لدينا خصوصية»، موضحا أن هذا لا يعني أن نتماهى كليا، فنحن في بلد فيه خطوط حمراء، لكن لا ينبغي ان نجحف حق أي شخص بل علينا الإنصاف والقراءة والتمحيص ومحاكمة النص من قبل هيئة مختصة. وحول الإقبال على الروايات الممنوعة ونفادها في الأيام الأولى لمعرض الرياض الدولي للكتاب، قال الشيخ القرني: «أحب شيء للإنسان الممنوع نتيجة حبه للفضول، فهناك مناطق حساسة تتحفظ في جانب ولا يجد القارئ البديل إلا في هذا النوع من الكتب»، مضيفا ان هناك مؤلفين روائيين منبهرين ببيع عشرة آلاف نسخة من كتبهم، معتبرا ان هذا ليس دليلا على ان الناس يريدون التفلت من العقيدة بل يحبون الفضول، لأن هناك كتابا إسلاميا طبعت منه أكثر من مليون نسخة. وأضاف ان المنع لا يصبح ترويجا للسلع دائما، فللمنع تأثيره على السلع، لكن بلا شك ان بعض الفضوليين يسعون لشراء الكتاب الممنوع حتى في اسرائيل، التي منعت كتبا لتعرضها لرموزها، فهل هم يغارون على رموزهم ونحن لا نغار؟وعن معرض الرياض الدولي للكتاب، قال الشيخ د.عائض القرني : «المكان متميز في التنظيم والحضور عن المعارض السابقة، لكن مع الأسف الشباب مازالوا مقصرين في القراءة»، لافتا إلى ان الشاب السعودي يحتاج إلى تنبيه للقراءة، فأول كلمة نزلت من قبل وحي الله سبحانه «اقرأ»، لكن «أمة اقرأ لا تقرأ». وأوضح أن ظاهرة الشراء تختلف عن ظاهرة القراءة .. ظاهرة الشراء للتكديس، داعيا الشباب إلى القراءة وعدم التسويف، لأنه ليس منهجا إسلاميا فحسب، بل إن القراءة أثبتت مكانتها في التاريخ، فالأمة التي لا تقرأ متخلفة.