قرأت باستغراب خبرين جاءا متزامنين تقريبا، الأول جاء منسوبا بالصوت والصورة إلى من يطلق عليه بقائد الجيش الليبي خليفة حفتر عندما هدد بنقل الحرب مع الجزائر بدعوى توغل قوات جزائرية داخل التراب الليبي، وقد أسعدني عدم رد الخارجية الجزائرية على هذا الكائن البشري الذي يقتل أحرار ليبيا إعداما وقتلا وإرهابا ويتحدى شرعية الحكومة الليبية القائمة في طرابلس، ثم أسعدني الاتصال الذي تم بين وزير الخارجية الجزائري ونظيره الليبي والذي فحواه أن تصريح المدعو حفتر لا يلزمه إلا هو لأنه لا يعبر عن موقف الحكومة الشرعية القائمة في ليبيا والمعترف بها دوليا وبالتالي فإن المغزى من ذلك أن المدعو حفتر مجرد مغتصب للشرعية في ليبيا، وها هو يريد التطاول على الجزائر التي يهمها تسوية القضية الليبية لينعم أشقاؤنا هناك بالأمن والسلم. أما الخبر الثاني فيتعلق بانسحاب فريق عراقي لكرة القدم من مباراة كان يجريها مع فريق اتحاد العاصمة نتيجة هتاف بعض المناصرين للرئيس العراقي الراحل صدام، ثم ما تناقلته الأنباء عن احتجاج رسمي عراقي على ما هتفت به تلك الجماهير. أي مستوى وصل إليه حال السياسة العربية عندما يطلب بعض الأشقاء منا أن نكمم الناس ونمنعهم من الهتاف لشخص مات منذ أكثر من عشرة أعوام ؟!! هل يريدون من السلطات الجزائرية أن تجلب كمامات للملاعب الجزائرية لتمنع عشاق الكرة حتى من الهتاف. نحن في الجزائر لا نكمم الناس لا في المقاهي ولا في الشارع ولا في وسائل الإعلام فما بالك في الملاعب. أذكر إخوتنا العراقيين أن الجماهير الجزائرية صرخت حتى قبل دخول التعددية ضد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد وضد شقيقه الذي كان واليا على الولاية التي كان على رأسها، ومع ذلك لم ينزعج لا الرئيس ولا أخوه من هتاف الجماهير ضدهم. عيب يا اخوتنا العراقيين الذين نكن لهم كل الحب أن تنزعجوا من مجرد هتاف لشخص هو تحت التراب منذ أكثر أكثر من عشرة أعوام.. لا تجعلوا الغرب يردد مستهزئا قول الشاعر العربي، يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. محمد بوعزارة