– المتعاملون الاقتصاديون المحليون مسؤولون عن سلامة الجزائريين مع حلول فصل الشتاء نجد الكثير من العائلات الجزائرية تقتني أجهزة التدفئة بما فيها أنابيب توصيل الغاز، حيث يحرص الكثيرون على تغييرها وتجديدها كل سنة، فيما يصطدم الكثيرون بأجهزة مقلدة الصنع تكون بمثابة قنابل موقوتة تهدد الكثير من العائلات وخطر يتربص بحياتهم. وكما هو معلوم غالبا ما يحرص المواطن الجزائري المحدود الدخل على اقتناء أجهزة التدفئة منخفضة الثمن دون علمه أن هذه الأخيرة قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، فهذه المدفأة قد تتحول بين لحظة وضحاها إلى خطر يتربص بهم بالنظر لكونها مقلدة الصنع أو مصنوعة من مواد مغشوشة لا تراعى فيها أدنى شروط أو المقاييس المعمول بها عالميا، تسوق في الأسواق الجزائرية ويقبل عليها المواطنون بشكل كبير لأسعارها الزهيدة من دون الأخذ بعين الاعتبار الأضرار التي قد تنجم عنها والخطر الذي قد تسببه لمستعمليها، فمع اقتراب كل موسم الشتاء تعرف محلات الأجهزة الكهرومنزلية إقبالا كبيرا من طرف العائلات الجزائرية التي تحرص على اقتناء أجهزة التدفئة بأرخص الأثمان دون الأخذ بعين الاعتبار إن كانت مقلدة أم أصلية. روبورتاج: سناء بلال ثاني أكسيد الكربون يتسبب سنويا، ومع بداية فصل الشتاء، في زهق الكثير من الأرواح بسبب الحوادث المنزلية المتعلقة بالاختناق، ولعل أهم هذه الحوادث الاختناق الذي ينتج عن سوء استخدام المدافىء، خاصة منها التي تعمل بالغاز، والتي لها دور كبير في عمليات الاختناق بسبب عدم تفقد الخرطوم الواصل بين الأسطوانة والمدفأة كل فترة، واستبدال مانعة التسرب واستبدال الأسطوانة والتأكد من صلاحية الصمام الرئيسي، ووضع المدفأة في غرف جيدة التهوية، تركيب سخانات الغاز داخل الحمام أو في الأماكن المغلقة داخل المنزل، كل هذه العوامل تؤدي إلى عملية الاختناق بسبب إمكانية تسرب الغاز الخانق ما يؤدي إلى وفاة الأشخاص الموجودين هناك أثناء عملية الاستخدام، إضافة إلى أن سوء استخدام أسطوانات الغاز أثناء الطهي له دور كبير ومهم في عملية الاختناق، حيث يكثر استخدام وسائل التدفئة المختلفة وخصوصا تلك التي تعمل بالوقود من طرف بعض الأشخاص، والتي تتطلب الحذر الشديد في اتباع الطرق السليمة في كيفية تشغليها وإطفائها وكيفية تزويدها بالوقود، كل هذا يشكل خطرا على حياة الأشخاص، وكذلك الممارسات الخاطئة في استخدام المدافىء ووضعها داخل الحمام أثناء الاستحمام يؤدي إلى زيادة نسبة الغازات السامة والخانقة الناتجة عن عملية الاحتراق، وكذلك ترك المدفأة مشتعلة أثناء النوم كلها تعد سببا رئيسيا في حدوث عملية الاختناق، فضلا عن مواقد الحطب كون أن البعض يلجأ إلى تركها مشتعلة داخل المنزل دون القيام بعملية التهوية اللازمة والمناسبة لتجديد الهواء داخل المنزل، وهو ما يؤدي إلى اختناق الأشخاص، وكذلك قدم أجهزة التدفئة والأجهزة المقلدة، كلها سبب رئيسي في تسرب الغاز، حيث أن المستشفيات الجزائرية تستقبل مع حلول فصل الشتاء أعداد كبيرة من المواطنين الذين تعرضوا لحوداث الاختناق نتيجة الإهمال أو عدم جودة أجهزة التدفئة التي تحصد مع أولى أيام الشتاء أرواح الكثير من المواطنين في مختلف مناطق الوطن. الإهمال وراء أغلب حوادث الاختناق بالغاز إن الاهمال في كثير من الأحيان تكون عواقبه وخيمة، فهي إلى جانب أنها تتسبب في مقتل أشخاص بصورة درامية، فقد قضت وفي كثير من الأحيان، على أسر بأكملها أو أفراد منها نتيجة الإهمال أو الجهل بخطورة الغاز الذي يؤدي تسرب القليل منه وفي ساعات فقط إلى نتائج لا تحمد عقباها. ورغم الحملات التحسيسية التوعوية التي تقوم بها مختلف الأجهزة من الحماية المدنية والدرك وغيرها، إلا أن أخبار الموت بالغاز تطل علينا مع بداية كل فصل شتاء، باختناق عائلات بأكملها أو انفجارات في منازل نتيجة تسرب الغاز الذي يغفل الكثير عن مراقبته كل ليلة قبل النوم. وتنجم حوداث الاختناق عن استنشاق الغازات السامة والخانقة، مثل أول وثاني أكسيد الكربون الهيدروجين والامونيا الناجمة عن الاحتراق وغيرها من الغازات السامة والخانقة، والتي عندما يصل تركيزها إلى حد معين فتصبح سامة وقاتلة. ويعتبر الاختناق بالغاز بأنه نقص أو عدم وصول الأوكسجين إلى أنسجة الجسم نتيجة انسداد مجرى التنفس، ومن أسباب الاختناق بالغاز هو شلل العضلات والتقيوء والإسهال وفقدان الذاكرة. أجهزة تدفئة مغشوشة تفتقد إلى المواصفات الأمنية أخطار حوادث الاختناق بالغاز والتعرض إلى الاختناق بغاز أكسيد الكربون تتسبب فيه وسائل التدفئة التي لا تخضع للمقاييس أو المراقبة الدورية، وكذلك أغلبية المساكن تفتقد إلى نظام التهوية التي يعرض ساكنيها إلى خطر استنشاق غاز أوكسيد الكربون السام، والذي يعرض الشخص الذي يستنشقه إلى الموت. والأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الاخنتاق بالغاز، طبيعة أجهزة التدفئة المغشوشة التي تفتقد إلى المواصفات الأمنية، وتظهر عيوب هاته الأجهزة خلال تركبيها، والأكثر والأخطر من هذا تركبيها من قبل أشخاص غير مختصين يؤدي إلى تسرب الغازات المحترقة، إلى جانب عدم تنظيف بعض العائلات قنوات صرف الغاز المحترق، والتي تتسبب في كثير من الأحيان في سدها، كما تتسبب أشغال التحويلات في السكنات، في كثير من الأحيان، في غلق فتحات التهوية التي تبقى ضرورية جدا. الوقاية أسلم من العلاج توعية المواطنين بضرورة التفطن والحذر من مخاطر تسرب الغاز، الذي كثيرا ما أودى بحياة الكثير في مواسم الشتاء، تبقى هي الغاية للوقاية منه، حيث تلجأ الكثير من العائلات في أيام البرد القاسية إلى استعمال أجهزة التدفئة كمدفأة الكهرباء أو الغاز ، ويلجأ آخرون إلى إشعال الفحم أو الحطب لغرض التدفئة، وكل هذه الوسائل لها مخاطرها، فمثلا مدفأة الكهرباء لا تكون فعالة إلا إذ كانت قربية، وقد تصل الحرارة إلى جزء من الأغطية التي تغطي النائم أثناء النوم، مما يتسبب هذا في حدوث حريق، أو يحدث التماس في توصيلة الكهرباء أو أسلاك المدفأة نفسها. كما أن استخدام الفحم والحطب أثناء النوم لهما مخاطر متعددة، منها ما يؤدي إلى استهلاك كمية الأوكسجين الموجود في الغرفة، وهذا ينتج عنه فقدان الوعي للنائمين، ولهذا من الأحسن دائما ترك جزء من النوافذ مفتوحا لكي تتم عملية التهوية بالمكان الذي فيه وسيلة التدفأة. مدير التجارة لولاية المدية.. هارون داودي في تصريح ل”الحوار”: سجلنا 250 تدخلا وحجزنا 264 وحدة غير مطابقة من حيث الوسم وتم تحرير 11 محضرا رسميا ضد المخالفين في تصريح خص به “الحوار”، تحدث هارون داودي، مدير التجارة لولاية المدية، عن تسطير مديرية التجارة لبرنامج خاص حول أخطار الاختناق بالغاز، وهذا بحلول كل موسم شتوي. ويشمل هذا البرنامج حسبه خرجات تحسيسية لأعوان الرقابة وقمع الغش رفقة أعوان الحماية المدنية إلى المؤسسات التعليمية لفائدة العمال والطلبة، من خلال تقديم محاضرات حول أخطار غاز أكسيد الكربون ومطابقة ووسم المدافىء، حيث انطلقت هذه الحملة يوم 31 أكتوبر 2018 وتدوم إلى غاية 31 مارس 2019، والتي ستجوب المؤسسات التعليمية بمختلف بلديات الولاية. كما سوف يتم تنشيط حصص إذاعية وعدض ومضات إشهارية حول الموضوع، وكذا تخصيص خرجات ميدانية لأعوان الرقابة رفقة اعوان الحماية المدنية وقمع الغش لمحلات بيع أجهزة الكهرومنزلية مدافىء ومخفضات الغاز. وأشار السيد داودي، إلى أنه تم تسجيل خلال الفترة الشتوية للسنة الماضية، الممتدة من شهر أكتوبر لسنة 2017 إلى غاية شهر فيفري 2018، على مستوى تجار أدوات الكهرومنزلية، 250 تدخلا وحجز 264 وحدة غير مطابقة من حيث الوسم، وتحرير 11 محضرا رسميا ضد المخالفين. المديرية العامة للحماية المدنية: غاز أكسيد الكربون يبيد 223 شخصا خلال 20 شهرا تعكف المديرية العامة للحماية المدنية، رفقة فروعها بالولايات، على تنظيم حملة تحسيسية واسعة النطاق لتفادي أخطار غاز أكسيد الكربون تزامنا وفصل الشتاء، وما تستدعيه هذه الفترة من ضرورة استغلال أجهزة التدفئة التي تعد المصدر الأساسي في وفاة المئات من الأشخاص سنويا، حيث تشير الإحصائيات إلى أن الغاز المحترق تسبب في إبادة 223 جزائريا، في فترة 20 شهرا الأخيرة. وتشير الإحصائيات المعدة من قبل المديرية العامة للحماية المدنية، إلى أن سنة 2017 سجل فيها وفاة 134 شخصا، مع إسعاف 2928 آخر، تم إنقاذهم من موت محقق، في حين تشير البيانات الأخيرة لسنة 2018 إلى غاية نهاية أوت الماضي، إلى وفاة 89 شخصا دون احتساب الأشهر المتبقية من السنة، التي تعتبر عادة الأكثر تسجيلا لحوداث مماثلة لتزامنها وفترة الشتاء والبرد. البروفيسور سليم نافثي رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى مصطفى باشا: الأجهزة المغشوشة تسبب أمراض القلب وتقتل في صمت حذر البروفيسور سليم نافثي، من مخاطر أجهزة التدفئة في الشتاء، مشيرا إلى أنها تحصد أرواح عائلات بأكملها بسبب سوء الاستخدام من جهة وعدم مطابقتها لمعايير السلامة من جهة أخرى. وقال ناقثي إن الأجهزة التي تعمل بالمازوت تمتص الأوكسجين من البيت كما تسرب مادة ثاني أوكسيد الكربون، وحينما يحدث هذا في منزل مغلق تنعدم فيه منافذ الهواء يواجه الشخص مخاطر التسمم بالغاز والموت في صمت، لأنه لن يشعر حتى بما يحدث له. وتبدأ أعراض التسمم حسبه بالدوخة ثم الدخول في غيبوبة وبعدها الوفاة، و أسوء ما في الأمر أن هذه الأجهزة لا تتسرب منها رائحة، وبالتالي لا يكتشف خطرها إلا بعد فوات الأوان ونهاية مأساوية للأسف، يدفع ضربيتها الفقراء والزوالية. وحتى وإن لم تحدث وفاة بسبب عدم كثافة نسبة التسريب، يتعرض الشخص لمخاطر صحية أخرى على المدى الطويل، على غرار أمراض الدم، حيث يؤثر أكسيد الكربون سلبا على الكريات الحمراء وتسبب الأنيميا واضطراب نبضات القلب، ذلك أن الأوكسجين هو الحياة وهو وقود الإنسان وإذ قل يسبب الأمراض وإذ انعدم تحدث الوفاة تماما كالسيارة التي لا تمشي من دون وقود. وشدد نافثي على الجهات الوصية فرض رقابة صارمة للحد من دخول هذه الأجهزة المغشوشة، والتي تنعدم فيها المعايير العالمية إلى السوق الجزائرية. كما دعا وسائل الإعلام والمجتمع المدني، إلى إطلاق حملات تحسيس وتوعية لإرشاد المستهلكين حول اختيار أجهزة التدفئة المطابقة لمعايير السلامة المتعارف عليها عالميا، وذلك لأن الجهاز المغشوش يسرب الغاز الفحمي ويمتص الأوكسجين، خاصة في حال غلق منافذ التهوية، وهو ما تلجأ إليه الأسر الجزائرية خلال فصل الشتاء، والأسوء أنها تتركها وهي نائمة، وكثيرا ما لا تستيقظ من نومها للأسف. رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك مصطفى زبدي ل”الحوار”: الأجهزة غير الآمنة تسرب الغاز المحروق والغاز القابل للاحتراق أوضح رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، في تصريح ل”الحوار”، وجود أجهزة مغشوشة وغير مطابقة لمعايير الأمان بالأسواق، وحتى وجود قطع غيار لهذه الأجهزة مقلدة ومغشوشة، مشيرا إلى غياب أجهزة الرقابة والتقنيات التي تسمح بالتأكد التام من سلامة الأجهزة، وأيضا إلى افتقاد معايير الرقابة المخبرية التي تسمح بغربلة ما يدخل إلى الأسواق من أجهزة التدفئة، مشيرا إلى الخطر الكبير والداهم الذي تشكله الأجهزة المغشوشة وغير الآمنة على حياة المواطنين، حيث تتسبب في وقوع حوداث الاختناق والانفجار، وعليه نصح مصطفى زبدي المستهلكين بالتوجه إلى المنتج الوطني، موضحا بأن أجهزة التدفئة التي يصنعها المتعاملون الإقتصاديون المحليون تكون آمنة، وذلك لأن المصنع يكون معروفا وحريصا على جودة منتجاته وعلى حياة الجزائريين. كما دعا المتحدث ذاته، المستهلكين إلى الحرص على اقتناء أجهزة التدفئة التي تحتوي على قنوات صرف الدخان لأنها أكثر آمنا. وأوضح في السياق ذاته، عدم إمكانية تعرف المستهلك عن الأجهزة المطابقة لمعايير السلامة من غيرها، موضحا أن هذه الأمور تقنية ولا يمكن تميزها. وأضاف رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، أن خطر أجهزة التدفئة غير الآمنة، يتمثل إما في تسربيها للغاز القابل للاحتراق، والذي من الممكن أن ينجم عنه حوداث انفجار أو تسرب الغاز المحروق المعروف بالقاتل الصامت، الذي يسبب حالات الاختناق والوفاة.