ربط رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الأزمة العالمية الاقتصادية الحالية التي يتخبط فيها العالم بأسره بأزمة أخلاق، قائلا''الأزمة الحضارية العالمية هي في جوهرها أزمة أخلاق'' ، مشيرا إلى أن ''البشرية غارقة في فراغ الروح وهلهلة القيم وضياع الأخلاق''، وأشعل بوتفليقة النار في المنظمات الدولية التي العالمية التي تسوق لنفسها على أنها تحمل مشاريع حضارية ''قائلا إن عدم الوفاء هو ما تلتزم به هذه المنظمات وان لم يشر إليها، إلا انه لمح لذلك قائلا'' أن هذه المنظمات تحدث شرخا بين القول والسلوك". وراح القاضي الأول في البلاد في رسالة وجهها إلى حضور الأسبوع العاشر للقرآن الكريم بدار الإمام بالمحمدية قرأها عنه بالنيابة وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم إلى اعتبار الأزمة العالمية التي تمر بها البشرية جمعاء هي أزمة أخلاق بالدرجة الأولى، مبررا ذلك بالقول''حدث هذا الأمر لأن البشرية لم توازن بين المادة والروح، وأنها تخص الرخاء المادي، على المعنوي''، معتبرا أن ''الروح هي الأصل وأن المادة ماهي إلا وسيلة فقط ". ولاحظ أن الأزمة في العالم هي في جوهر أزمة أخلاق العالم ''من حيث أن العالم حقق مراده من خلال بلوغ تطور تقني و تقدم مادي جعل العالم شبيه بقرية الكترونية لا حدود لها'' لكن في الوقت نفسه - كما أضاف- البشرية ''لا زالت تعاني من فراغ الروح و خلخلة القيم وانقلاب الموازين و ضياع الأخلاق شدد ا على أنه من ''واجب'' الإنسانية أن تعترف للرسول محمد صلى والله عليه و سلم بمقامه و أن تقدره حق قدره و من ''واجب'' المسلمين أن يقدموا سيرته النقية في أسلوب جذاب و حكمة بالغة و العمل من غير إكراه و لا عنف ولا تصادم مع الغير لان ذلك من شانه - كما أوضح- ''أن يشوه صورة الإسلام في أعين غير المسلمين". وقال في السياق ذاته أن الإسلام ''ليس عنفا صارخا و لا صداما كاسرا ولا تطرفا ماحقا بل هو سلم للرقاء و عنوانا للقاء يحقق للإنسانية السعادة و يخرجها من الضيق إلى السعة في حاضرها و مستقبلها". وأوضح رئيس الجمهورية أن ''الإنسانية اليوم بحاجة إلى الضمير الحر''، ودافع الرئيس بكل شدة عن الإسلام من الهجمات التي يتهجم فيها عليه من قبل بعض الأطراف هنا وهناك حيث قال''الإسلام ليس عنفا ولا تطرفا بل هو ملمح العطاء وسلم الرقاء وعنوان الوفاء". وعن الوضع في الجزائر أبرز بوتفليقة أن ''البلاد اليوم في كامل عطائها وترفع رأسها بثبات و بثقة هي الآن تعمل طامحة لإقامة مجتمع عصري أصيل يقوم على مبادئ الحرية والعدل و التضامن و يضمن لأفراده التعايش و التلائم ينعم بالأمن والاستقرار بعد أن تجاوزت الأزمة النكراء التي كادت أن تعصف به و خرجت من ذلك الامتحان العسير منتصرة متلاحمة بفضل جميع المخلصين من أبناء الأمة الذين وضعوا المصلحة العليا للجزائر فوق كل اعتبار".