-بن بريكة: إذا كان الاستيراد غايته الاستهلاك الآدمي فهو حرام -مشرية: النفوس الطيبة تتعفف من التطرق لهذه القضية -شمس الدين: تحريم أي لحوم تستورد من البلدان الغربية يعيش الشارع الجزائري حالة من عدم الارتياح والريبة بعد قرار وزارة التجارة الذي يجيز استيراد لحوم البغال والحمير دون تحديد الوجهة، ويأتي هذا الشعور بعدما اجتاح طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية الوطن والخسائر الفادحة التي ألحقها بالثروة الحيوانية التي تحوزها الجزائر، حيث ان وباء كهذا اثر بدرجة كبيرة على تأمين احتياجات المواطنين من اللحوم الحمراء والتي ارتفع سعرها في الأسواق بنسب متفاوتة، استيراد لحوم الحمير والبغال في هذا التوقيت بالذات دون تحديد الوجهة يفتح الباب على مصراعيه أمام الكثير من التساؤلات التي أرقت ذهن المواطن البسيط والذي يبقى أهمها هو موقف الشريعة والدين من استهلاك هذا النوع من اللحوم. المذهب المالكي يحرم أكل لحم الحمير والبغال في السياق، قال البروفيسور محمد بن بريكة إن المذاهب الثلاثة بما فيها المذهب المالكي تحرم أكل لحوم البغال والحمير. وفي تصريح ليومية ”الحوار” قال بن بريكة إن القاعدة الفقهية تفيد أن كل آكلات العشب حلال، واكل ذات المخالب حرام، لكن هذه القاعدة تسقط في هذه الحالة لقول الله تعالى ”والخيل والحمير والبغال لتركبوها” حيث أوضح أستاذ التصوف أن الغاية منها هي الركوب وآلة للجهاد. وأضاف بن بريكة أن لحوم البغال والحمير التي منحت وزارة التجارة الضوء الأخضر لاستيرادها هي حلال إذا كانت موجهة للكلاب البوليسية أو حدائق الحيوانات وشيء من هذا القبيل، لكن إذا تمت عملية الاستيراد بسبب الاستهلاك الآدمي فهي حرام بصريح العبارة، سواء كان هذا المستهلك جزائريا أو مقيم بالجزائر للعمل آو السياحة. النفوس السليمة تعاف التطرق لهذه القضية من جهته، قال عالم الدين والإمام يوسف مشرية إن النفوس السليمة والطباع السوية تعاف التطرق للقضية نظرا لوضوحها من ناحية المنطق قبل التطرق لتعاليم الدين الحنيف. وفي تصريح ليومية ”الحوار” قال مشرية إن لحم الحصان هو مكروه إلا بالنسبة للفئة التي يوصف لهم كدواء لعلة ما، أما فيما يخص لحم البغال فالموقف واضح لأن الله عز وجل خلق كل دابة او مخلوق لوظيفة معينة، ولا يصح أن تكون كلها مباحة للاستهلاك البشري، ومنه أكد المتحدث أن لحوم البغال والحمير هي حرام. وقال الإمام ان شيئا مثل هذا لم يكن ليتحدث عنه الناس في المجتمع ويحدث صدى لولا العمالة الصينية التي تستبيح شيئا مثل هذا. حيوانات الحدائق تأكل اللحوم المستوردة وفي نفس السياق، استغرب الشيخ شمس الدين الجزائري قرار وزارة التجارة المجيز باستيراد لحوم الحمير والبغال، كما تساءل عن مصير الثروة الحيوانية التي تزخر بها الجزائر. ومن الناحية الشرعية، ضم الشيخ شمس الدين صوته لصوت المشايخ والعلماء الذين حرموا تسويق واستهلاك هذه اللحوم من الطرف الآدمي بحجة توافر البديل الطيب. وعن الجنسيات والعمالة الأجنبية التي تستهلك هذا النوع من اللحوم، قال الشيخ شمس الدين إن السلطة الجزائرية يجب ان تقوم بما تقوم به نظيرتها من الحكومات الأوروبية التي أنجزت مذابح خاصة بالمسلمين بإنشاء مذابح مراقبة بصفة مشددة. وذهب الشيخ شمس الدين لأبعد من هذا، حيث أكد على تحريم أي من اللحوم التي تستورد من البلدان الغربية، سواء كانت للبقر أو الأغنام أو الحمير أو البغال بحكم عدم توفر الشروط الإسلامية في ذبحها. نبيل فرشة