رغم أنني لست من الذين يتوقفون عند قراءة الشعارات ولا من الذين يؤمنون بها كثيرا أو يولونها أهمية أكبر من الغرض الجمالي الذي أوجدت لأجله، إلا أني استوحيت من الشعار المرفوع في الصالون الدولي للبناء في طبعته ال 12 شيء مما يختلج في نفسي من أحاسيس في رؤية الجزائر تخطو كل يوم عتبة جديدة ليوم جديد ''يارب كبر، يارب بارك، يارب زيد'' كما قال الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم. لقد اقترح منظمو الصالون الدولي للبناء شعار ''بعد المليون سكن، الوجهة نحو إنجازات جديدة''، وهو شعار لا يعني فقط أن الجزائر تتحرك في ورشة مفتوحة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب ولكنها دخلت في ديناميكية مع النمو والإنعاش الاقتصادي لا يمكنها أن تتوقف بالرغم من أن الكثير من دول العالم تجد نفسها اليوم مشدودة إلى تداعيات الأزمة المالية العالمية واقتصادياتها معرضة للانكماش أكثر من تطلعها إلى شيء آخر. وما جعلني أتوقف عند الشعار المرفوع هذه السنة في الصالون الدولي للبناء دون غيره من القطاعات الأخرى، هو أن الكل يعلم أنه ''عندما يتحرك قطاع البناء كل شيء يتحرك معه'' كما يعترف بذلك الخبراء الاقتصاديون، وهو ما يعني أن القاطرة التي تجر الجزائر نحو محطات أخرى من الإنجازات ونحن عشية الاحتفال بالذكرى ال 47 لعيد النصر 19 مارس، تسير بسرعة فائقة خصوصا بعدما نجحت في تشييد مليون سكن، وهو رقم ليس من السهل حتى نطقه باللسان فما بالك وقد تحول إلى واقع ملموس. إن البحث عن آفاق أخرى جديدة التي يطالب بها المقاولون والبناءون ومؤسسات الإنجاز الوطنية والدولية، من خلال الطبعة ال 12 للصالون الدولي للبناء، يعني أن الجزائر وضعت خطا فاصلا لمرحلة اليأس والقنوط وتثبيط العزائم التي كان يتمنى بعض الحساد الوقوع فيها، وخرجت إلى فضاء أوسع ورحب هو أشبه بخلية نحل لا مكان فيها للتفرج أو لمكتوفي الأيدي. ومن هذا المنطلق فإن هذه الديناميكية التي دخل فيها البلد تقتضي للحفاظ على مسارها وتطويرها، استمرار نفس الروح التي نفخت فيها والتي يعود الفضل الأكبر فيها للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو المغزى وراء ترشحه لعهدة أخرى ولا شيء غيره مما يروجه أولئك الذين قال عنهم الوزير الأول أحمد أويحيى ''لي خانو سعدو ما يقول بيا السحور'' والحديث قياس..