خصصت صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحيتها للتوتر الحالي بين إيرانوالولاياتالمتحدة وطلبت من الرئيس دونالد ترامب البحث عن مخرج دبلوماسي للأزمة. وقالت إن وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت وصف يوم الإثنين خطرين في التوتر بين أمريكاوإيران. الأول هي مواجهة تحدث بشكل مفاجئ بين الطرفين الذي يحاول كل منهما التصعيد. أما الخطر الثاني فهي عودة إيران إلى الطريق النووي. وما لم يقله هانت هو أن الخطرين نتجا بسبب التصعيد والضغط الذي تمارسه إدارة ترامب على النظام الإيراني في الأشهر الماضية- وهي سياسة تصفها الصحيفة بأنها بدون هدف واضح وبلا نتيجة إيجابية. وفي الوقت الذي يؤكد فيه ترامب ومساعديه أنهم لا يريدون حربا ولكن الإجراءات التي اتخذوها في الأشهر الماضية بما في ذلك محاولة وقف تصدير النفط الإيراني والعقوبات على الفولاذ والرصاص وبقية المنتجات وضعتهم وبشكل خطير على ذلك الطريق. وردت الجمهورية الإسلامية، كما هو متوقع بالتهديد واستئناف عمليات تخصيب اليورانيوم وبكميات كبيرة. وهي الخطوات الخطيرة التي توقفت بعد توقيع الإتفاقية النووية التي اتخذ ترامب قرارا حكيما وألغاها. وبحسب المسؤولين الأمريكيين فإن طهران تحضر لهجمات ضد القوات الامريكية في الشرق الأوسط أو ضد السفن التجارية والعسكرية في الخليج. ولم تتم نسبة الهجمات على أربع ناقلات نفط في فم الخليج يوم الأحد إلى إيران. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو إنهم لا يزالون يحققون في الأمر. ولو ثبت أن إيران هي التي نفذت عمليات التخريب فعندها سيجد بومبيو نفسه أمام ضغوط لكي ينفذه وعيد "عن مشكلة سيئة لإيران لو حدث أمر". وفي الوقت نفسه حضرت وزارة الدفاع (البنتاغون) خططا إضافية للتعامل مع التطورات في المنطقة، كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" وإرسال عشرات الألاف من الجنود الأمريكيين. وذكرت الصحيفة أن المخابرات الأمريكية قدمت تقارير عن محاولات إيران استفزاز إدارة دونالد ترامب للقيام بعمل عسكري. وتحذر الصحيفة من أن الولاياتالمتحدة ليست جاهزة لنزاع جديد في المنطقة. فهي لا تحظى بدعم أي من دول حلف الناتو، ولا حتى بريطانيا كما أشار هانت. كما أن استخدام القوة لن يوقف إيران عن استئناف نشاطاتها النووية أو تغيير النظام إلا إذا شنت الولاياتالمتحدة غزوا عسكريا شاملا. ولن يجد ترامب دعما لحملته من الأمريكيين والسبب هو أن إيران حتى بداية ترامب تصعيده كانت ملتزمة ببنود العقد ولم تشكل تهديدا على الولاياتالمتحدة. ويقول ترامب إنه مهتم بالتفاوض مع المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي ولا يعرف إن كان مساعدي الرئيس يتفقون معه. ووضعوا سلسلة من المطالب التي يعرفون أن إيران لن تلبيها. واعترف بومبيو قبل يوم أن استراتيجية أمريكا لن تدفع إيران على تقديم تنازلات. ولكنه أشار " ما سيتغير هو أن الشعب هو الذي سيقوم بتغيير الحكومة". وتنتظر الولاياتالمتحدة ومنذ عقود حدوث ثورة في إيران. وكما أشارت الصحيفة في السابق، فترامب قد يجد نفسه محشورا في زاوية يختار فيها بين استخدام القوة العسكرية ذات النتائج السلبية وبين السماح لإيران تجاوز الخط الأحمر. وللخروج من المأزق عليه العودة للدبلوماسية بالتعاون مع حلفائه الأوروبيين "وعلى الرئيس الحد من سلطة مساعديه الصقور والمضي في ذلك الطريق قبل أن يفوت الأوان". وكالات