قدمت مجموعة من علماء الجزائر وعلى رأسهم الشيخ الطاهر آيت علجت، مبادرة للخروج من الأزمة، تتضمن الدعوة لتفعيل المادتين 7 و8 من الدستور. وأصدر أعضاء مجموعة علماء تتكون من 16 شخصا، على رأسهم الشيخ آيت علجت، بيانا، تحوز النهار أون لاين، على نسخة منه. وقال أصحاب المبادرة في بيانهم "نحن علماء الجزائر، من مختلف أقاليمها، وعلى تنوّع مدارسها الفقهية، والعقدية، نتوجه إلى عموم شعبنا الجزائري بمختلف أطيافه، إيماناً منا بأن الجزائر وطننا الواحد الموحّد، هو الذي يجمعنا، من تلمسان إلى تبسة، ومن تيزي وزو إلى تمنراست". وأضاف العلماء "وعياً منا بأن وطننا الجزائري يعيش تحولات وتطلعات في نطاق الهبّة الشعبية التي يصنعها أبناؤه، وشعورا منا بوجوب احتضانها، وحمايتها، عملاً بواجبنا نحو الله، ونحو الوطن، وبعيداً عن أي تكتّل سياسي أو حزبي ضيّق". وناشد علماء الجزائر، الشعب الجزائري، للمحافظة على الوحدة الوطنية، والسلوكية السلمية، والثبات على الثوابت السيادية. كما أهاب علماء الجزائر، بشبابنا الواعي، الذي أثبت للعالَم أجمع مدى التحضّر في حراكه الشعبي السلمي، أن يحميه من المندسّين، والمتسللين، والوصوليين، الذين يريدون أن يحولوا نهره الوطني الفيّاض، عن مصبّه الصحيح. وحيا علماء الجزائر المؤسسة العسكرية العتيدة سليلة جيش التحرير الوطني، المنبثقة من رحم الشعب، مثمنين صمودها لحماية الوطن، ومرافقة الحراك الشعبي، والمحافظة على أمنه وسلامته، وتفهم مطالبه وتطلعاته. وخاطب علماء الجزائر في النخبة السياسيّة، الروح الوطنية، كي ترقى إلى مستوى مطالب الحراك، في وجوب القطيعة مع ممارسات الماضي، بكل مفاسدها ومفسديها، وتقديم التضحيات من أجل فتح صفحة جديدة نحو المستقبل الأفضل. وفي هذا السياق، رفع علماء الجزائر أصواتهم عالية، بأن المرحلة قد بلغت من الخطورة والتأزم، ما يتطلب التدخل العاجل، والسلمي، والتوافقي. وأكد علماء الجزائر على تفعيل المادتين 7 و8 من الدستور، اللتين تجعلان من الشعب مصدرا للسلطة، وأن الاستفتاء الذي قدمه الشعب في مختلف جمعات حراكه ليغني عن أي استفتاء آخر. ودعا الموقعون على البيان، بإسناد المرحلة الانتقالية، لمن يحظى بموافقة أغلبية الشعب لتولي مسؤولية قيادة الوطن، نحو انتخابات حرة ونزيهة، وذات مصداقية. وأهاب العلماء الموقعون على هذا النداء، بمن سيتولى هذه المسؤولية، أن يعين حكومة من ذوي الكفاءات العليا، وممن لم تثبت إذانتهم في أية فترة من فترات تاريخنا الوطني. كما دعا علماء الجزائر الى تعيين لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات المقبلة، وتنظيمها، ومراقبتها، من البداية إلى النهاية. كما طالب أصحاب المبادرة بتنظيم ندوة حوار وطني شامل، لا تُقصي أحداً، تكون مهمتها وضع أسس معالم المستقبل. وشدد أصحاب المبادرة على وجوب فتح خارطة طريق لرسم سياسة جديدة تحصّن الوطن والمواطن، من الوقوع من جديد في التعفن السياسي، أو الاقتصادي، أو الثقافي، أو الاجتماعي، وإنقاذ الوطن من كل أنواع التبعيّة أو الولاء لغير الشعب". كما دعا علماء الجزائر الى فتح المجال التنافسي أمام كل الشرفاء، النزهاء، الذين يتوقون إلى قيادة الوطن، بعزة وإباء، نحو الغد الأفضل، التزاما بالحفاظ على وحدة الوطن، وحماية مكاسبه، وتنمية مواهبه، وحسن استغلال طاقاته وموارده. وأشار علماء الجزائر، أن إقدامهم على هذه المبادرة، لا يحتكرون الصفة العلمية، بل إنهم يفتحونها أمام كل من يشاركهم القناعة، ويلتزم بالانخراط في المساهمة من ذوي الكفاءات العلمية. وأكد أصحاب المبادرة أن الهدف الأسمى هو الالتقاء على صعيد المصلحة العليا للوطن. كما أعلن العلماء عن كامل استعدادهم لبذل ما يطلب منهم من مساع حميدة، للوصول إلى تحقيق وحدة الصف، ونبل الهدف. وفيما يلي قائمة بأسماء الموقّعين على البيان… – فضيلة الشيخ محمّد الطاهر آيت علجت، عميد علماء الجزائر. – فضيلة الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. – فضيلة الشيخ بلحاج شريفي، عضو مجلس عمي السعيد الإباضي، وعضو حلقة العزابة بالقرارة. – فضيلة الشيخ سعيد شيبان، عالِم ومفكّر، ووزير سابق. – فضيلة الشيخ عبد الحميد أبوالقاسم، عضو مجلس عمي السعيد، وناظر رئيسي للأوقاف الإباضية. – فضيلة الشيخ محمّد الصالح صديق، عالِم ومفكّر. – فضيلة الشيخ محمّد المأمون القاسمي، شيخ زاوية الهامل ببوسعادة، ورئيس رابطة الزوايا العلمية الرحمانية. – فضيلة الشيخ محمّد سعيد كعباش، رئيس حلقة العزابة بالعطف وادي ميزاب. – فضيلة الشيخ محمّد الهادي الحسني، داعية ومفكّر. – فضيلة الشيخ عبد القادر عثماني، شيخ الزاوية العلمية العثمانية بطولقة. – فضيلة الشيخ محند أمقران آيت عيسى، من علماء زواوة. 5 – فضيلة الشيخ الحاج محند الطيّب، من علماء زواوة، مترجم القرآن الكريم إلى الأمازيغية . – فضيلة الشيخ لخضر الدهمة، عالم وداعية متليلي، ذو التصانيف العديدة. – فضيلة الشيخ لخضر الزاوي، عالِم وفقيه، المدية. – فضيلة الشيخ التواتي بن التواتي، مفسّر وفقيه، الأغواط. – فضيلة الشيخ الدكتور هشام بويجرة، إمام مختص في القراءات، سيدي بلعباس.