أصدر اليوم الخميس مجموعة من علماء الجزائر مبادرة للخروج من الأزمة التي تعرفها البلاد. وجاء نص البيان كاملا على النحو التالي: – وعياً منا بأن وطننا الجزائري يعيش تحولات وتطلعات في نطاق الهبّة الشعبية التي يصنعها أبناؤه، وشعورا منا بوجوب احتضانها، وحمايتها. – عملاً بواجبنا نحو الله، ونحو الوطن، وبعيداً عن أي تكتّل سياسي أو حزبي ضيّق، نحن الموقّعين أدناه، نتوجه إلى عموم شعبنا الجزائري بمختلف أطيافه بالنداء التالي: 1- نناشد شعبنا، المحافظة على الوحدة الوطنية، والسلوكية السلمية، والثبات على الثوابت السيادية. 2- نهيب بشبابنا الواعي، الذي أثبت للعالَم أجمع مدى التحضّر في حراكه الشعبي السلمي، أن يحميه من المندسّين، والمتسللين، والوصوليين، الذين يريدون أن يحولوا نهره الوطني الفيّاض، عن مصبّه الصحيح. 3- نحيي مؤسستنا العسكرية العتيدة سليلة جيش التحرير الوطني، المنبثقة من رحم شعبنا، نحيي فيها صمودها لحماية الوطن، ومرافقة الحراك الشعبي، والمحافظة على أمنه وسلامته، وتفهم مطالبه وتطلعاته. 4- نخاطب في النخبة السياسيّة، الروح الوطنية، كي ترقى إلى مستوى مطالب الحراك، في وجوب القطيعة مع ممارسات الماضي، بكل مفاسدها ومفسديها، وتقديم التضحيات من أجل فتح صفحة جديدة نحو المستقبل الأفضل. وفي هذا السياق، فإن علماء الجزائر يرفعون أصواتهم عالية، بأن المرحلة قد بلغت من الخطورة والتأزم، ما يتطلب التدخل العاجل، والسلمي، والتوافقي. ومن أجل هذا فهم يؤكدون على مايلي: 1- تفعيل المادتين 7 و8 من الدستور، اللتين تجعلان من الشعب مصدرا للسلطة، وأن الاستفتاء الذي قدمه الشعب في مختلف جمعات حراكه ليغني عن أي استفتاء آخر. 2- إسناد المرحلة الانتقالية، لمن يحظى بموافقة أغلبية الشعب لتولي مسؤولية قيادة الوطن، نحو انتخابات حرة ونزيهة، وذات مصداقية. ويُهيب العلماء الموقعون على هذا النداء، بمن سيتولى هذه المسؤولية، أن يُقدم على اتخاذ الخطوات العاجلة التالية: أولا: تعيين حكومة من ذوي الكفاءات العليا، وممن لم تثبت إذانتهم في أية فترة من فترات تاريخنا الوطني. ثانيا: تعيين لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات المقبلة، وتنظيمها، ومراقبتها، من البداية إلى النهاية. ثالثا: تنظيم ندوة حوار وطني شامل، لا تُقصي أحداً، تكون مهمتها وضع أسس معالم المستقبل، وفتح خارطة طريق لرسم سياسة جديدة تحصّن الوطن والمواطن، من الوقوع من جديد في التعفن السياسي، أو الاقتصادي، أو الثقافي، أو الاجتماعي، وإنقاذ الوطن من كل أنواع التبعيّة أو الولاء لغير الشعب، مستلهمة قيمها من قيم نداء أول نوفمبر ومبادئ العلماء الصالحين المصلحين. رابعا: فتح المجال التنافسي أمام كل الشرفاء، النزهاء، الذين يتوقون إلى قيادة الوطن، بعزة وإباء، نحو الغد الأفضل، التزاما بالحفاظ على وحدة الوطن، وحماية مكاسبه، وتنمية مواهبه، وحسن استغلال طاقاته وموارده. إن علماء الجزائر، إذ يُقدمون على هذه المبادرة، لا يحتكرون الصفة العلمية، بل إنهم يفتحونها أمام كل من يشاركهم القناعة، ويلتزم بالانخراط في المساهمة من ذوي الكفاءات العلمية، فالهدف الأسمى هو الالتقاء على صعيد المصلحة العليا للوطن، كما يعلن العلماء عن كامل استعدادهم لبذل ما يطلب منهم من مساع حميدة، للوصول إلى تحقيق وحدة الصف، ونبل الهدف. ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾[سورة التوبة، الآية 105]. 4 ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾[سورة هود، الآية 88]. والله من وراء القصد. الموقّعون: – فضيلة الشيخ محمّد الطاهر آيت علجت، عميد علماء الجزائر. – فضيلة الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.– فضيلة الشيخ بلحاج شريفي، عضو مجلس عمي السعيد الإباضي، وعضو حلقة العزابة بالقرارة. – فضيلة الشيخ سعيد شيبان، عالِم ومفكّر، ووزير سابق. – فضيلة الشيخ عبد الحميد أبوالقاسم، عضو مجلس عمي السعيد، وناظر رئيسي للأوقاف الإباضية. – فضيلة الشيخ محمّد الصالح صديق، عالِم ومفكّر. – فضيلة الشيخ محمّد المأمون القاسمي، شيخ زاوية الهامل ببوسعادة، ورئيس رابطة الزوايا العلمية الرحمانية. – فضيلة الشيخ محمّد سعيد كعباش، رئيس حلقة العزابة بالعطف وادي ميزاب. – فضيلة الشيخ محمّد الهادي الحسني، داعية ومفكّر. – فضيلة الشيخ عبد القادر عثماني، شيخ الزاوية العلمية العثمانية بطولقة. – فضيلة الشيخ محند أمقران آيت عيسى، من علماء زواوة. 5 – فضيلة الشيخ الحاج محند الطيّب، من علماء زواوة، مترجم القرآن الكريم إلى الأمازيغية . – فضيلة الشيخ لخضر الدهمة، عالم وداعية متليلي، ذو التصانيف العديدة. – فضيلة الشيخ لخضر الزاوي، عالِم وفقيه، المدية. – فضيلة الشيخ التواتي بن التواتي، مفسّر وفقيه، الأغواط. – فضيلة الشيخ الدكتور هشام بويجرة، إمام مختص في القراءات، سيدي بلعباس.