* لن أجيب الرئيس الفرنسي.. وعليه أن يروج لبضاعته في بلاده. * متشوق لزيارة تيزي وزو وبجاية. * نبني دولة قوية ونطهرها من الفساد. * لا تهميش ولا إقصاء.. ولا توجد لدي أي نزعة انتقامية. أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن وقت العمل قد حان بعد انتهاء الانتخابات وإعلان النتائج، متعهدا بتجسيد كل الالتزامات التي تقدم بها في حملته الانتخابية، وفتح حوار جاد مع الحراك للنظر في كل مطالبه، رافضا في ذات السياق الرد على الرئيس الفرنسي، مؤكدا أن همه الجزائر والجزائريين، كما توجه تبون بالشكر للشعب الجزائري وللجيش ودوره، مؤكدا أنه سيزور كل المناطق، ويعمل على التكفل بانشغالات الشعب. عبد الرؤوف حرشاوي
جئت جامعا لكل الجزائريين: وفي السياق، أوضح تبون، أمس في أول ندوة صحفية عقدها بعد إعلان النتائج الأولية الرسمية للعملية الانتخابية، قائلا: “هاهي قد انتهت الانتخابات، وحان وقت العمل لتكريس الالتزامات وكل ما سبق وصرحت به خلال الحملة الانتخابية، دون تهميش ولا إقصاء وللمّ الشمل دون أي نزعة للانتقام كما يروج لها هنا وهناك”. وأضاف تبون قائلا: “ساعمل جاهدا على الجمع بطيّ صفحة الماضي، وفتح صفحة جمهورية جديدة، بعقلية جديدة وبأخلاق جديدة ومنهجية جديدة”. ووجه تبون الشكر للشعب الجزائري بمناسبة فوزه بالرئاسيات حيث قال: “أوجه شكري لكافة الشعب الجزائري، وبخاصة الشباب الذي تأثرت كثيرا بحماسه الفياض وثقته بشخصي المتواضه وكافة المجتمع المدني والأحزاب السياسية، وأوجه التحية للرفقاء الأربعة الذين كان لي الشرف أننا أحيينا هذا العرس الانتخابي، تحياتي لهم الخالصة وأتمنى لهم كل النجاح في مسارهم السياسي”. سأجسد التزاماتي مع الشباب: وقدم بدوره رئيس الجمهورية وعوده للشباب الجزائري بدعمهم في كافة المجالات، حيث جدد التزاماته قائلا: “ألتزم للشباب بأن أنحاز دوما لهم بالعمل على إدماجهم الفعلي بالحياة السياسية والاقتصادية وتمكينهم من استلام المشعل، كما أؤكد أنه ستكون هناك مفاجآت بإدماج شباب لا تتعدى أعمارهم الثلاثين سنة في الحكومة الجديدة”. ولم ينس رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون توجيه التحية للمصوتين ومقاطعي الرئاسيات، حيث قال: “أحيي من صوتوا لغيرنا وقاطعوا العملية، محترمين مواقفهم وخيارهم”. هذه رسالتي للحراك الشعبي: وتحدث تبون في خطابه المطول عن الحراك الشعبي، حيث تعهد بفتح باب الحوار أمامه، وأضاف: “أتوجه للحراك الذي قلت في كل مرة إنه حراك مبارك، أمد له يدي لحوار جاد من أجل الجزائر، هذا الحراك الذي انبثقت منه آليات الحوار وإنشاء السلطة المستقلة الانتخابات، مما أعاد الجزائر للسكة الشرعية، مع الابتعاد عن المغامرات والمؤامرات التي كادت تعصف بالشعب”. أثمن كل العمل الذي قام به الجيش وقيادته: وتوجه تبون بالتحية لأفراد الجيش وقيادته على الدور الذي قامت به، حيث قال: “أحيي أفراد الجيش، وعلى رأسه قيادته المجاهدة، الفريق أحمد ڤايد صالح، وقوات الجيش التي سيرت الأحداث بحنكة وتبصر والحماية للحراك، دون أن أنسى أسلاك الأمن، كفانا فخرا بعد عشرة أشهر لم تسقط قطرة دم من دم الجزائريين رغم أنف كل من كان يخطط في الخفاء أو في الداخل أو في الخارج والخفاء للقضاء على بلدنا وحلم الشهداء لبناء دولة ديمقراطية مواصلة محاربة “العصابة” وأذنابها أينما كانوا”. تحياتي لرئيس الدولة بن صالح: وفي سياق مغاير، أعرب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن احترامه وتقديره لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح، ووجه له التحية على ما تحمله من تجريح واستهداف، وهو الذي كرس حياته –يقول تبون- لخدمة البلد، ومنه لرئيس السلطة الوطنية للانتخابات محمد شرفي، ومن خلاله لكل أعضاء الهيئة في الدخل والخارج التي في ظرف وجيز جدا جسدت بجهدها تسييرها لنتخابات حرة ونزيهة”. أحيي رجال الأعمال: بدوره، توجه رئيس الجمهورية بالتحية لرجال الأعمال وعديد الفئات من المجتمع، حيث قال: “أحيي رجال الأعمال الشرفاء خالقين للثروة ومناصب الشغل والمدعمين لخزينة الدولة، أؤكد أنهم جزء لا يتجزأ من الجزائر الجديدة لأنهم مساهمون في صنع مجدها، كما أحيي المرأة الصامدة، وأجدد التزامي لها بحمايتها وحماية حقوقها”. هكذا ستكون الجامعة مستقبلا: وحول الجامعة، قال تبون: “سأعمل على إعادة الجامعة لمكانتها الرائدة بالمشاركة في صناعة القرار الاقتصادي والسياسي، وأن تكون القاطرة لقيادة كل تطور ونمو”. ملتزم مع كافة فئات المجتمع: وتابع رئيس الجمهورية قائلا: “أجدد التزامي مع كل فئات المجتمع التي ما تزال تطالب بمستحقاتها المادية والمعنوية، سواء كانوا متقاعدين أو معطوبين أو مفصولين، وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة التي ألتزم أن أبذل قصارى جهدي لتمكينهم من العيش الكريم”. تعديل دستوري عميق.. أولى الأولويات وفي إجابته عن أسئلة الصحفيين، وبخصوص أول قرار سيتخذه، قال تبون: “في الأشهر الأولى يجب أن يشعر الشعب بالصدق في الالتزامات، أولا سنذهب بسرعة نحو التغيير وما يجسده هو الاتجاه نحو تغيير عميق للدستور مع كل من يهمهم الأمر، وعن قريب سأدعو العائلة الجامعية والقانون الدستوري والطبقة المثقفة وكل من يهمهم الأمر في المشاركة في إثراء الدستور”، متابعا في ذات السياق: “مسودة الدستور التي سيتم الخروج بها ستطرح داخل الوطن وعلى جاليتنا في الخارج ثم استفتاء شعبي، ولما يوافق الشعب عليه نكون قد دخلنا في الجمهورية الجديدة”. قانون انتخابات جديد وفي نقطة ثانية، أكد تبون أن: “قانون الانتخابات لا يؤدي دوره، ثانيا قانون الانتخابات يتوجب علينا الذهاب لقانون انتخابات جديد نبعد من خلاله المال عن السياسة والانتخابات، وهذا فرصة للشباب أن يتقدموا للانتخابات، وستكون مصاريف الحملة الانتخابية على عاتق الدولة حتى لا يستغلهم أي كان”. رفع الظلم عن المظلومين من “العصابة” وواصل تبون حديثه بالتأكيد أن: “من بين الأولويات رفع الظلم عن من ظلموا من طرف العصابة نرجع لهم حقوقهم، إن كان قانونيا من خلال طلبنا للقضاء بمراجعة ما يجب مراجعته لما يكون هناك ظلم من العصابة”. ماكرون.. هذه إجابتي عليه: وحول موقف رئيس فرنسا ماكرون حول اختيارهم لرئاسة الجزائر من الدور الأول، وتمنياته أن يكون هناك حوار بين السلطة والحراك دون تهنئتكم، رفض رئيس الجمهورية الرد مكتفيا بالقول: “لن أرد على ماكرون، هو حرّ يسوق البضاعة التي يحب في بلاده، ولا أعترف إلا بالشعب الجزائري”. أنا متفتح على الحوار.. ومرحبا بالجميع: أما عن الحوار مع الطبقة السياسية، ومنافسيه في الرئاسيات، أجاب تبون قائلا: “أنا متفتح تماما للحوار مع كل من له نية إطفاء نار الفتنة والفرقة والتفرقة وحتى المترشحين إن كانت لهم نظره في كافة الميادين”. وحول ما حدث من تجاوزات على حملته الانتخابية، قال رئيس الجمهورية: “لا أعلق على ما حدث في الحملة، كل الأمور تقيم بخواتيمها وختامها مسك، ما جرى من شأن مؤسسات أخرى”. الاقتصاد متقهقر ولا بد من معالجة الوضع: وأكد تبون في ندوته الصحفية أن: “الاقتصاد من بين الأولويات والنهوض به ووضع حد لتقهقر الاقتصاد والقدرات المالية للبلاد لا يمكن ترك اقتصادنا على هذا الوضع، الكثير متخوف على مرتبه ومصيره، ما أقوله إننا في ظرف قصير سنضع آليات تجعلنا نسترجع أموال الدولة في الداخل والخارج”. حكومة شبانية دعما لمصداقية التغيير: أما فيما يخص التعديل الحكومي والحكومة الجديدة، قال تبون، اعترف تبون بصعوبة المهمة، حيث قال: “أصعب مهمة هي تعيين حكومة لأنها تمر عبر مجهر الإعلام والشعب كونها النقطة المحددة لمصداقية التغيير، أعدكم أنه ستكون مفاجأة بوضع وزراء شباب لا تتجاوز أعمارهم ثلاثين سنة في مناصب وزارية”. أما فيما يخص إمكانية إشارك المتنافسين الأربعة في حكومته القادمة، قال تبون إنه منفتح على الجميع، شريطة ان تكون البرامج متقاربة. لن أنشئ حزبا جديدا: أما عن دعم الأفلان لميهوبي وإمكانية خروجه من جبهة التحرير وإنشاء تشكيل سياسي يكون بمثابة حزب السلطة، قال تبون: “ليس في نيتي أن أخلق أي حزب أو حركة سياسية، مهمتنا هي استرجاع هيبة الدولة ونزاهتها ونظافتها ومصداقيتها لدى الشعب، أما من ساند أو لا أنا ترشحت باسم المجتمع المدني والشباب”. وعن أول دولة أجنبية سيزورها، أجاب رئيس الجمهورية: “إذا كانت هناك رزنامة دولية سيكون من واجبي الذهاب، وإلا فإن أولويتي هي داخل الوطن، لأنني التزمت أن أزور الولايات كلها بكل مناطقها”. تشريعيات ومحليات مسبقة: وكشف رئيس الجمهورية عن إجراء تشريعيات ومحليات مسبقة، حيث أوضح أنه: “متى توفر لدينا قانون انتخابات جديد يتماشى والظروف الحالية، سيتم حل البرلمان والذهاب لتشريعيات مسبقة ومحليات مسبقة”. “””””“ لا مجال للتراجع عن محاربة الفساد: وأفاد تبون أنه لا مجال عن التراجع عن محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين، مؤكدا أن كل القضايا ستتواصل، وأن قانون محاربة الفساد سيبقى ساري المفعو. منطقة القبائل.. متشوق لزيارتها: وفي رده عن سؤال “الحوار” فيما يخص مقاطعة منطقة القبائل، قال تبون: “أنا متشوق لزيارتها، وما جرى هو من الماضي، فهي منطقة من مناطق الجزائر التي تتسع للجميع”. هذه التزاماتي أمام جاليتنا بالخارج: من جانبه، شكر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الجالية الجزائرية المتواجدة في كل أنحاء العالم، مؤكدا أنهم هم كذلك أبناء الجزائر وجزء لا يتجزأ منها، مثمنا مشاركتهم في الرئاسيات وتجاوزهم لكل المصاعب التي صادفتهم أثناء العملية الانتخابية، كما وعد تبون بالتكفل بالعديد من انشغالاتهم، وعلى رأسها تكاليف نقل الجثامين، التي قال تبون إنها ستكون على عاتق الدولة مستقبلا، بالإضافة إلى استعداده إلى مناقشة كل النقاط في إطار قانوني دون أية مشاكل.