فخامته..! بقلم:علاء الدين مقورة خلال مراسيم حفل تنصيب الرئيس المنتخب، عبد المجيد تبون، تكررت كلمة فخامته كثيرا، وهي كلمة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحقبة البوتفليقة السابقة، والتي سقطت للأبد، فهذه الكلمة تثير اشمئزاز الشعب الجزائري، وهذا لذوبان معنى الفخامة الراقي في تصرفات وممارسات البعض التي استعملوها للتقرب من السلطة ومن الرئيس ومحيطه، فلقد تحولت لكلمة سر طيلة العشرين سنة المنقضية. فاجأ الرئيس عبد المجيد تبون الجميع لحظة قال: عليكم أن تسحبوا كلمة فخامة الرئيس وتحويلها لرئيس الجمهورية وفقط، وهذه الخطوة لاقت استحسانا كبيرا لدى الأوساط الشعبية، لا لشيء، فقط هي لما لها من دلالات واضحة على بداية القطيعة مع الفترة السابقة، فترة الصلاحيات الإمبراطورية “الفرعونية” والحكم الفردي التي تميزت بها العهدات الأربع. وأيضا من المفاجآت التي أعدها الرئيس تبون بعد إسقاط “فخامته” قبول استقالة الوزير الأول لحكومة الربع ساعة الأخير لبوتفليقة نور الدين بدوي، وعين خلفا له وزير الخارجية صبري بوقادوم كوزير أول بالنيابة، بينما يتم التحضير لرئيس حكومة جاد وقوي يرقى لتطلعات الشعب الجزائري، والأهم من هذا يملك مفتاح التخلص من الريع نهائيا والذهاب نحو إقلاع اقتصادي حقيقي يتم فيه تبني استراتيجية تؤسس لاستغلال عقلاني فعّال للموارد الطبيعية والبشرية و استغلال الكفاءات والطاقات الشابة في تسيير المرحلة القادمة التي لا تشبه في شيء المرحلة السابقة. فهاته المرحلة حلّت والرقابة الشعبية لصيقة بممارسات السلطة مطالبة إياها بتحقيق مطالبها، فعودة الشعب لصناعة القرار يعني الكثير، فعهد التفرد بالسلطة المطلقة انتهى، وأظن هذا ما أدركه الرئيس المنتخب حين قال: سأقلص من صلاحيات رئيس الجمهورية، وأعمل على أخلقة العمل السياسي، فقد تعفنت الساحة السياسية الجزائرية وتعكّرت سماؤها بالتقرب من الكهنة على حساب الكفاءات والقدرات الحقيقية، فخطوة إسقاط العظمة والفخامة خطوة جيدة جدا تدل على أننا في الطريق الصحيح، وذاهبون نحو القطيعة الفعلية بخطى ثابتة ترسخها وحدتنا وترسم طريقها جهودنا المتظافرة، ينيرها تاريخنا الحافل بردع الخونة وصد الرعاديد وتحويلهم عن تقرير مصيرنا، فرأب الصدع ضرورة، وتحقيق الإقلاع ضرورة ملحة.