رفع درجة التأهب القصوى واجب * خياطي: لا توجد مصلحة للحجر الصحي في الجزائر * بقاط: لا يجب زرع الهلع.. والسلطات اتخذت الإجراءات اللازمة * فورار: مصلحة العزل بالقطار جاهزة لاستقبال الرعايا القادمين من الصين قدمت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات عدة خطوات استباقية للوقاية من فيروس كورونا بعد إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ، واتخذت السلطات المعنية جملة من الإجراءات وعلى رأسها إجلاء الرعايا الجزائريين المتواجدين في مدينة ووهان الصينية الموبوءة مع تنصب كاميرات حرارية وفرق طبية في المطارات، خطوات يراها المختصون غير كافية مع تزايد خطورة الوباء وسرعة انتشاره، وزيادة مخاوف المواطنين من انتقاله إلى الجزائر مع القادمين من الصين وعواصم أخرى ظهر فيها الفيروس. وفي هذا السياق كشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور مصطفى خياطي، أن الجزائر لا تملك مصلحة للحجر الصحي، مؤكدا في تصريح ل”الحوار” أن التعقيدات الإدراية حرمت الجزائريين من هذه المصلحة التي تجاوزت نسبة إنجازها 80 بالمائة لكنها توقفت، وأضاف أن الإجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا غير كافية وأن الأمور لحد الآن معقدة وغير مضبوطة بصفة كلية، وهو ما لاحظناه من خلال تصريحات المسافرين القادمين من الصين الأسبوع الماضي وامتعاضهم من الطريقة البسيطة التي تم التعامل بها معهم على مستوى مطار الجزائر، رغم احتمال إصابتهم بالفيروس، وأضاف خياطي أنه كان من الأجدر بالسلطات المعنية عزل المسافرين وإخضاعهم للرقابة لمدة 14 يوما، بما أن الجزائر لا تملك التحاليل المطلوبة للكشف عن الفيروس. وأشار خياطي أن ما قامت به الجزائر لحد الآن من تثبيت للكاميرات الحرارية عبر المطار أو مراقبة القادمين من الصين وبعض العواصم غير كاف دون أن يعقب هذه الإجراءات حجر صحي لمدة أسبوعين على الأقل مع رفع حالة التأهب القصوى لمراقبة الوباء.
المصالح الاستشفائية تراقب القادمين من الصين من جهته، قال رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، محمد بقاط بركاني، إن وزارة الصحة تكفلت بمراقبة تطورات فيروس كورونا منذ الإعلان عنه مع مراقبة من يأتي من الصين ومن بعض العواصم على غرار دبي، الدوحة واسطنبول مع متابعة حالتهم الصحية وتسجيل معلوماتهم الشخصية للتواصل معها. وفيما يخص الطلبة القادمين من مدينة ووهان الصينية الموبوءة قال بقاط إن السلطات اتخذت قرارات بإجلائهم إلى أرض الوطن رفقة تونسيين وليبيين موجودين في المدينة. وأشار بقاط إلى أن الطائرة حملت معها طاقما طبيا متكون من طبيبين وممرضين يملكون جميع وسائل الوقاية من أقنعة وألبسة مخصصة للحماية تمنع تنقل الفيروس، كما سيخضع الطلبة للفحص الأولي ومنحهم أقنعة وألبسة واقية وحسب توصيات منظمة الصحة العالمية سيتم عزل الطلبة أربعة عشر يوما في مستشفى القطار الذي هو على أهبة الاستعداد لاستقبالهم. وفيما يخص الاستعدادات دائما قال بقاط لا يجب زرع الهلع في المطار خاصة وأن احتمال خلو الطلبة من الفيروس كبير جدا كما أن هناك إجراءات تتخذ على مستوى المطار ومستشفى القطار.
المعتمرون والقادمون من بعض العواصم يخضعون للمراقبة فيما أكد المدير العام للوقاية وترقية الصحة الدكتور جمال فورار أن الطائرة المتجهة إلى الصين أمس، تقل على متنها طاقما طبيا متخصصا سيرافق الجزائريين ال 36 المقيمين بمقاطعة ووهان التي تفشى بها فيروس كورونا والتي لا تزال تحت عزلة تامة لتفادي انتشاره إلى بقية المقاطعات. كما اتخذت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إجراءات احترازية للوقاية من الفيروس من خلال تنصيب كاميرات حرارية على مستوى المطارات الرئيسية لمراقبة المسافرين القادمين من مطارات الدوحة والبقاع المقدسة والقاهرة واسطنبول ودبي وهي مطارات عبور بالنسبة للصينيين العاملين بالجزائر. كما هيأت الوزارة مصالح خاصة لاستقبال هؤلاء الطلبة بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض الفيروسية “الهادي فليسي” بالقطار بالعاصمة، حيث سيسهر على إقامتهم بهذه المؤسسة فريق طبي متخصص لمدة 14 يوما كاملة وهي الفترة التي يحتضن فيها الجسم الفيروس قبل ظهوره حماية لصحتهم وصحة المواطنين. وتجدر الإشارة إلى أن طائرة جزائرية أقلعت، فجر أمس الأحد، باتجاه الصين لإجلاء الرعايا الجزائريين المقيمين بمدينة ووهان وعددهم 36 أغلبهم من الطلبة رفقة 10 طلبة تونسيين وعدد آخر من الليبيين. وحسب بيان تابع لرئاسة الجمهورية فإن الطائرة أقلعت فجر أمس الأحد باتجاه جمهورية الصين الشعبية لترحيل الرعايا الجزائريين المقيمين في مدينة ووهان وعددهم 36 أغلبهم من الطلبة، كان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد أمر بإعادتهم إلى أرض الوطن حفاظا على سلامتهم. كما “سيعود على متن نفس الطائرة عشر رعايا تونسيين وليبيين بناء على طلب من سلطات بلادهم”، وفي نفس الإطار تحمل الطائرة المغادرة هبة من الجزائر لمساعدة السلطات المحلية على مواجهة انتشار حمى فيروس كورونا الجديد في مقاطعة وهان”، وتتألف هذه الهبة من “500 ألف قناع ثلاثي الطبقات و 20 ألف نظارة وقائية و 300 ألف قفاز”. سهام حواس