الرهان الفلاحي ..من أجل أمن غذائي مستدام الفلاحة والثورة التقنية الجديدة المهندس و الخبير الفلاحي احمد مالحة في عصرنا الراهن تتجدد التقنيات الفلاحية باستمرار وبتسارع ، وهي تحقق في بعض ميادينها تطورا نوعيا مدهشا ، وأصبحت تغطي مراحل النشاط الانتاجي الفلاحي كافة ،وماقبله ، وما بعده ، بدءا برصد العوامل المناخية والبيئية ،والموارد الارضية والمائية ، مرورا بالعملية الانتاجية نفسها ،بطرقها ومراحلها ومستلزماتها وتوليفاتها المختلفة ،وانتهاء بحفظ المحاصيل وتسويقها وتصنيعها فأصبح بالإمكان الان ،تصميم واستنباط سلالات نباتية محسنة ( جمع أفضل الصفات المتوفرة في بذور مختلفة في بذرة واحدة ) وفي غضون أشهر وسنوات قليلة ، وقد أنشئت بنوك وشركات لجمع وحفظ وتداول الجينات هناك أيضا تقنيات الري المتطورة وتقنيات انتاج واستخدام الادوات والآلات والأجهزة الفلاحية الحديثة ومن النماذج المهمة للتقنيات الحديثة المستخدمة أو التي يمكن توظيفها في تنمية وتطوير الفلاحة ، تقنيات الاستشعار عن بعد التي يمكن من خلالها رصد العوامل المناخية والتغيرات البيئية ومسح الموارد الارضية والمائية ، السطحية والجوفية ، وتصوير الغطاء النباتي، ومتابعة تطوره ، وكذا رصد المساحات التي تعاني مشاكل الجفاف والملوحة والتصحر عموما وتقنيات أشعة الليزر التي تستخدم في تطوير التلقيح الاصطناعي وفي حفظ الاغذية ، وتقنيات المعلومات والنظم والحواسيب الالكترونية التي تساعد في ضمان ادارة فلاحية حديثة وفعالة ان التغيير التقني نحو الافضل والأنسب في المستقبل سوف يشكل أحد المتغيرات الرئيسية لمعدل النمو الفلاحي في الجزائر هناك معاهد فلاحية هامة متخصصة في مختلف المجالات الفلاحية أنشئت بعد الاستقلال كانت منذ عقدين تلعب دورا هاما في تطوير الفلاحة ، واليوم أصبح حالها عكس ذلك بسبب اهمال السياسات التي انتهجتها وزارة الفلاحة خلال الفترة الماضية ،حيث لم تولى بالاهتمام اللازم يشريا وماديا حيث حان الوقت في الجزائر الجديدة أن تولي الدولة لها اهتمام وليس وزارة الفلاحة فقط لأنه الدولة الجزائرية ، منها المعهد التقني للمحاصيل الكبرى،المعهد التقني للخضروات والبقوليات ، المعهد التقني للأشجار المثمرة والكروم ،المعهد الوطني لحماية النباتات ، المعهد التقني لتربية الحيوانات ، معهد الارشاد الفلاحي ، المعهد الوطني للأبحاث الغابية زيادة على بعض المخابر منها مخبر قلال وتيارت لإنتاج بذور البطاطا ، هذه المعاهد بفروعها الجهوية كنز كبير للجزائر بإمكانها أن تلعب دورا كبيرا في تطوير الفلاحة علميا وتقنيا تحقق الامن الغذائي الذي نطمح اليه ، في هذه الايام نسمع بتأسيس وحدات بحث بوزارة الفلاحة مع قطاعات أخرى لترافق وتدعم النشاط الفلاحي علميا هذا شىء جميل ، ولكن الافضل هو اعادة الاعتبار للمعاهد التقنية الموجودة التي معظمها يموت في صمت ، أقصد التدعيم من كل الجوانب البشرية بالا طارت والمختصين خاصة الشباب المتخرج وكذا ماديا ( تجديد المخابر ، الرواتب ، وسائل التنقل و….) ،علما أن بعض المعاهد تحتوي على ارث جيني نباتي وحيواني نادر في العالم لابد أن نحافظ عليه ونثمنه من أجل أمننا الغذائي والذي سنتناوله في الاعداد القادمة. الحلقة الخامسة