كشفت الدكتورة بن حماد أخصائية في جراحة العيون بمستشفى مصطفى باشا الجامعي عن إصابة 49 بالمائة من مرضى السكري بأمراض في شبكية العين، مطالبة إياهم بضرورة الخضوع للفحوصات الدورية، في انتظار أن تجد دعوة تأسيس وحدة لمعالجة الحالات المعقدة لسرطان شبكية العين، اهتماما من طرف السلطات المعنية. أكدت بن حماد أول أمس خلال الندوة الصحفية التي أقيمت بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالجزائر العاصمة، أن عدم الخضوع للفحوصات الدورية للكشف عن مرض انفصال الشبكية لدى مرضى السكري يؤدي في غالبية الأحيان إلى فقدان البصر. 30 بالمائة يعالجون في الخارج بتكاليف باهظة قالت الدكتورة في الرد على أسئلة الصحافة الوطنية حول تكلفة العلاج وطرقه على مستوى المستشفى، إن 70 بالمائة من الحالات تتلقى العلاج اللازم في بلادنا غير أن ما بين 25 إلى 30 من الحالات المتبقية تستدعي المعالجة في الخارج بتكاليف باهظة، مع العلم أن الحصول على النتائج الإيجابية أمر غير مضمون. وفي هذا الصدد، أشارت إلى أن مصلحة طب العيون بالمستشفى ذاته تستقبل عشرات المرضى في اليوم، وقوائم العمليات الجراحية طويلة، مقارنة بعدد المختصين الذي يعد جد ضئيل ولا يسد حاجة المصلحة، خاصة وأن أكثر من 49 بالمائة من مرضى السكري من الفئتين الأولى والثانية مصابون بمرض شبكة العين المتصلة بهذا الداء. ودعت المختصة جميع المصابين بداء السكري إلى مراجعة طبيب العيون المختص بأمراض الشبكية، وذلك للفحص والمتابعة مرة كل ستة أشهر، علما أن العلاج في الحالات المبكرة يحافظ على صحة النظر بشكل أفضل، أما فى الحالات المتقدمة فيؤدي إلى تدهور النظر، ما يستدعي تكرار العلاج بأشعة الليزر وفقا لحالة الشبكية، ما يبرز أهمية التشخيص المبكر والذي يساهم بنسبة 90 بالمائة في الشفاء. تجهيزات جديدة بقيمة 31 مليار سنتيم كشف مدير مستشفى مصطفى باشا لدى إشرافه مراسيم افتتاح أشغال المؤتمر الطبي، تزويده مصلحة طب العيون بأحدث التجهيزات بميزانية قدرت ب 31 مليار سنتيم كتقنية ''أو .سي. تا'' و''جي. دي .إكس''، اللتين تسمحان بتشخيص المرض وتسهيل العلاج. باعتبار مصلحة طب العيون تعتبر أكبر مصلحة على المستوى الوطني كونها تحتوي على 123 سرير و7 قاعات للعمليات الجراحية، تمكنت من استقبال 63 ألف و520 مريض العام الماضي وإجراء 12 ألفا و236 عملية جراحية مختلفة. وفي سياق منفصل في إطار الندوة الصحفية المنظمة على هامش المؤتمر، أوضحت المختصة في جراحة العيون لدى الأطفال، الدكتورة قمري، أن سرطان الشبكية أحد أمراض العين المنتشرة بكثرة في بلادنا، إذ يظهر في السنوات الأولى من العمر وقد يصيب عيناً واحدة أو العينين معاً. ويبدأ ظهوره بأن يلاحظ الوالدان صعوبة التركيز عند الطفل أو عدم رؤيته لما حوله بشكل جيد، أو ملاحظة حوَل في العين ثم بعد ذلك يبدأ ظهور الحدقة البيضاء، عندها يكون السرطان قد انتشر في جزء كبير من العين، وفي حالات قليلة يظهر على هيئة التهاب أو نزيف في العين، وهو ينتقل من جيل إلى آخر بالوراثة. أما عن أساليب العلاج، فقد أضافت المتحدثة ذاته أنه يتم باستئصال عين واحدة وعلاج الأخرى، خاصة في حالة استفحال المرض، علما أن العلاج بالمحافظة على العين غائب ببلادنا بسبب افتقار مصالح طب العيون إلى ''اللازير ديود''، كما دعت المتحدثة ذاتها السلطات المعنية إلى تأسيس وحدة خاصة لمعالجة مثل هذه الحالات المعقدة التي تستدعي العلاج بالخارج.