* المياه المخزنة في السدود تبلغ 8,657 مليار م3 بنسبة 57,26% * 81 سدا في إطار الاستغلال وطنيا * نشرف على 90 دراسة خاصة بالسدود والتحويلات الكبرى * غرسنا مليون شجرة على ضفاف السدود بإمكاناتنا الخاصة * غرس 2 مليون شجرة في برنامج 2019-2020 * تهيئة مساحات للراحة والاستجمام لاستقطاب العائلات على ضفاف السدود * 400 طن معدل الإنتاج السنوي لأسماك المياه العذبة، خاصة في السدود * تسجيل 15 حالة غرق على مستوى بعض السدود سنة 2019
حاوره: نورالدين علواش كشف المدير العام للوكالة الوطنية للسدود والتحويلات، الوردي بن علي الشريف، في لقاء خاص مع "الحوار"، أن الحجم الإجمالي من المياه المخزنة في السدود المستغلة يبلغ 8,657 مليار م3 على مستوى 81 سدا، أي بنسبة 57,26% من الطاقة الإجمالية للاستيعاب التي تقدر ب 9 مليار م3، كاشفا أن الوكالة تشرف على 90 دراسة خاصة بالسدود والتحويلات الكبرى، بعد أن تطرق كذلك إلى تدابير عديدة لمكافحة ظاهرة التوحل، منها غرس مليون شجرة على ضفاف السدود بالإمكانات الخاصة، مع غرس 2 مليون شجرة في برنامج 2019-2020، ملفتا النظر إلى تهيئة مساحات للراحة والاستجمام لاستقطاب العائلات على ضفاف السدود، بعد أن حذر من مخاطر السباحة في السدود، كاشفا عن تسجيل 15 حالة غرق سنة 2019، إضافة إلى تطرقه على عديد المحاور والنقاط ستجدونها في هذا الحوار. * بداية، لو تعطينا نظرة شاملة عن قطاعكم، وهل ترون أن عدد السدود كاف مقارنة بالتزايد الديمغرافي في الجزائر؟ تعمل الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات، تحت وصاية قطاع الموارد المائية، على تجسيد المخططات والبرامج الوطنية من دراسات، إنجازات واستغلال منشآت حشد الموارد المائية، وهي السدود وتحويل المياه السطحية نحو مناطق مختلفة عبر أنظمة تحويل جد ضخمة كنظام تحويل مياه سد بني هارون نحو 6 ولايات لتغطية حاجيات سكانها من مياه الشرب وسقي أكثر من 42 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية. أما نظام تحويل الهضاب العليا بسطيف فينقسم إلى شطرين: النظام الغربي، ويمتد من سد إغيل أمدة (بجاية) إلى غاية سد محوان (سطيف)، عبر قنوات طولها أكثر من 22 كلم، يسمح هذا النظام بتموين مدينة سطيف والمدن المجاورة لها، عباسة، عين الروى، الأوريسية، عموشة، أولاد عدوان، بوعنداس، يمدها ب 56 مليون م3 سنويا وحوالي و66 مليون م3 موجهة إلى سقي 15.800 هكتار من الأراضي الفلاحية، وبالنسبة للنظام الشرقي، فيتم تحويل مياه سد طابلوط بجيجل إلى سد دراع الديس بسطيف لتزويد بمياه الشرب 33 بلدية ب 40 مليون م3 سنويا و151 مليون م3 موجهة سنويا لسقي 20.000 هكتار من الأراضي الفلاحية. * الجزائر عاشت موسما استثنائيا بفعل قلة الأمطار هذه السنة.. ما تأثير ذلك على السدود؟ وما هي نسبة الامتلاء في الوقت الحالي؟ حاليا، يبلغ الحجم الإجمالي من المياه المخزنة في السدود المستغلة 8,657 مليار م3 على مستوى 81 سدا، أي بنسبة %57,26 من الطاقة الإجمالية للاستيعاب، والتي تقدر ب 9 مليار م3. في الناحية الغربية تم تسجيل 48,44% من نسبة امتلاء السدود، منطقة الشلف 49,42%، 39,46% بمنطقة الوسط، أما في الناحية الشرقية فقد تم تسجيل 76,78% من نسبة امتلاء السدود. * كيف يتم استغلال السدود وطنيا؟ استغلال السدود يكون على النحو الآتي، أكثر من مليار م3 من المياه المخزنة توجه إلى الشرب، في حين تستفيد الفلاحة من 700 مليون م3 من المياه الموجهة للسقي، 16 سدا توجه مياهها خصيصا للشرب، 12 سدا لسقي الأراضي الفلاحية، 31 سدا من أجل الشرب والسقي. * هل هناك مشاريع لإنجاز سدود جديدة للرفع من طاقة تخزين المياه؟ فيما يخص المشاريع قيد الإنجاز لدينا سد بوخروفة (الطارف)، سد جدرة (سوق أهراس)، سد بوزينة (باتنة)، سد سوق التلاتة (تيزي وزو)، كما تم إطلاق عملية إنجاز سد سيدي خليفة (تيزي وزو) في أواخر 2018 وسد بوحديد (عنابة) في فيفري 2019 الذي يهدف إلى حماية مدينة عنابة من الفيضانات.أما فيما يخص التحويلات، لدينا نظام تحويل الحضنة بسطيف حيث تم الانتهاء، هذا العام، من إنجاز الشطر الغربي والمتعلق بتحويل مياه سد إغيل أمدا (بجاية) نحو سد محوان بسطيف. تتواصل الأشغال في الشطر الشرقي للنظام، والذي يتم من خلاله تحويل مياه سد تابلوط نحو سد دراع الديس بسطيف أما بالنسبة للدراسات، تشرف الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات على 90 دراسة تخص السدود والتحويلات، منها: 33 دراسة جدوى، 45 دراسة معمقة، 12 دراسة خاصة كدراسة تثمين مياه وادي الناموس نحو عين الصفراء -النعامة ومشرية-سعيدة، وتثمين مياه غرداية نحو المسيلة، بوسعادة، بسكرةوباتنة. * ما هي خطة الوكالة للقضاء على مشكل توحل السدود؟ فيما يخص نزع الأوحال، والتي تشمل السدود القديمة التي يتعدى عمرها 50 سنة مثل سد بوحنيفية (معسكر) حيث تم نزع 6 مليون م3، انتهت العملية في 2018، 8 مليون م3 من سد فم الغرزة، و2 مليون م3 من سد زردازة (سكيكدة) حيث تتواصل عملية نزع الأوحال إلى غاية أوت 2020، سد فرقوق (معسكر) 500.000 م3، سد مرجة سيدي عابد 3 مليون م3 من الأوحال. دائما في هذا الإطار، تمَ إطلاق مشاريع أخرى لسنة 2020، لنزع الأوحال، و تشمل 10 سدود، أولاها سد زردازة (سكيكدة)، إطلاق الشطر الثاني من عملية نزع الأوحال التي تقدر ب 5 مليون م3، سد فرقوق (معسكر) 3 مليون م3، سد جرف التربة (بشار) 5 مليون م3، سد مرجة سيدي عابد (غليزان) 5 مليون م3، سد فم القيس (خنشلة) 5 مليون م3، وسد بوحنيفية (معسكر) 5 مليون م3 وكذلك سد غريب (عين الدفلى) 5 مليون م3، وسد زرالدة (الجزائر)، عملية نزع الأوحال 6 مليون م3 وحماية ضفتي السد، وكذلك سد الحميز (بومرداس) 5 مليون م3. * هل من تدابير أخرى في هذا السياق، كون التوحل في السدود إن لم تتم معالجته سيؤثر على نسب تخزين المياه، خاصة فيما يخص برامج التشجير على حواف السدود؟ نعم.. هناك كذلك تدابير عديدة لمكافحة ظاهرة التوحل، أهمها إطلاق حملات مكثفة على مستوى السدود المستغلة، والتي في طور الإنجاز، حيث تم غرس ما يفوق 1,8 مليون شجرة في 2018، أما البرنامج المسطر ل 2019-2020 فيقدر ب 2 مليون شجرة، ولتحقيق الاكتفاء الذاتي من الشجيرات، قامت الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات، منذ 5 سنوات، بإنشاء مشتلات على مستوى 4 سدود مستغلة وهي سد كراميس (مستغانم)، سد سيدي محمد بن طيبة (عين الدفلى)، وسد قدارة (بومرداس)، إضافة سد عين زادة (برج بوعريريج). وبفضل نجاح هذه المبادرة، تقرَرَ دعم المشتلات بخلق 4 أخرى على مستوى سد بني هارون (ميلة)، سد كودية الرصفة (تيسمسيلت)، سد الدويرة (الجزائر) وسد مأخذ الشلف (مستغانم). * درست الوزارة الوصية مشروعا لاستغلال السدود كفضاءات ترفيهية.. أين وصل المشروع؟ فيما يخص النشاطات الترفيهية حول السدود، هناك لجنة مشتركة تضم عديد القطاعات، حيث تم ضبط دفتر شروط خاص بهذا الموضوع، وهناك تطلعات كبيرة لتهيئة مساحات للراحة والاستجمام لاستقطاب العائلات والشباب على ضفاف المسطحات المائية، حيث تم تهيئة سد أولجة ملاق كنموذج أولي تليه بقية السدود في الأيام المقبلة، إذ تمَت تهيئة أحد ضفاف السد الكثيفة بالأشجار بملعب لكرة القدم، ملعب للكرة الحديدية، ألعاب ترفيهية للأطفال وغيرها من النشاطات، وقد تم افتتاح هذا الفضاء الترفيهي يوم 21 مارس على هامش الاحتفال باليوم العالمي للماء تحت شعار "الماء وتغير المناخ". وفي هذا الإطار، احتفلت الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات، على غرار مؤسسات المياه تحت وصاية الموارد المائية، بهذا اليوم ابتداء من 22 إلى غاية 24 مارس 2020، عبر كافة التراب الوطني. الأبواب مفتوحة لكافة المواطنين لزيارة السدود وفهم طريقة استغلالها ودورها الفعال في التنمية الاقتصادية للبلاد. حاليا، هناك مشاريع مقترحة من قِبَلِ بعض المستثمرين الذين أودعوا ملفاتهم على مستوى الموارد المائية لكل ولاية، تمَ تحويلها بعد الدراسة الأولية إلى اللجنة المشتركة لدراستها وتقييمها قبل إعطاء الموافقة على تحقيقها على أرض الواقع. * ما هي التسهيلات التي تقدمونها للشباب الراغبين في الاستثمار في تربية المائيات على مستوى السدود؟ من بين المشاريع التي تعمل عليها الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات هي خلق فرع خاص بتربية المائيات من أجل التصنيع لإنتاج الأسمدة للفلاحة، تعليب الأسماك وتحضير المستردة (pâté de poisson)، تحضير المكملات الغذائية لما فيها من فوائد كبيرة لصحة الإنسان، مكملات غذائية أيضًا للأسماك والحيوانات. هذا النوع من الاستثمار يساهم في التنمية الفلاحية وفي إنعاش الاقتصاد الوطني، حيث وصل معدل الإنتاج السنوي لأسماك المياه العذبة، خاصة في السدود، إلى 400 طن. * ما هي خطتكم لمجابهة إشكالية السباحة في السدود تزامنا وموسم الاصطياف؟ للأسف، سجلت الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات، الجمعة المنصرم، وفاة ثلاثة أشخاص، الضحية الأول سجل بسد غريب بعين الدفلى، عمره 24 سنة، وآخر بسد لكحل بعين بسام بولاية البويرة عمره 21 سنة، وإخز بالحاجز المائي سقانة بباتنة عمرة 22 سنة حل ضيفا من ولاية غرداية. وخلال 8 سنوات الأخيرة، سجلت الوطالة حصيلة ثقيلة لضحايا الغرق جراء السباحة في السدود أو إثر حوادث مؤلمة، إذ وصل عدد الغرقى في السدود إلى غاية ماي 2020، 160 حالة، حيث تمَ تسجيل 3 ضحايا من جنس ذكر على مستوى سد أولجة ملاق بمنطقة لعوينات في ولاية تبسة، وسد واد شارف بولاية سوق أهراس. بأولجة ملاق وهو سد جديد استلم عام 2018 سجل ضحيتان تبلغان من العمر 20 و24 سنة، حاولتا السباحة في السد الذي يخزن حاليا 142 مليون م3 من طاقة استيعابه التي تقدر ب 160 مليون م3،وبواد شارف الضحية الثالثة شاب يبلغ من العمر 31 سنة، كان يصطاد السمك رفقة أصدقائه، حاول إخراج الصنارة التي علقت في مكان ما فابتلعته الأوحال. في سنة 2019، تمَ تسجيل 15 حالة غرق على مستوى بعض السدود، من بينها سد الحميز حيث سجلنا وفاة شاب يبلغ من العمر 21 سنة، وحالتين بسد أولجة ملاق، غريقين آخرين بسد بني سليمان بالمدية، وطفل يبلغ من العمر 15 سنة في سد كاف الدير بولاية تيبازة. ويجب أن نؤكد أن شروط السباحة في مياه السدود صعبة جدا، حتى على أمهر السباحين، بسبب ثقل المياه التي تتعب السباح وبرودتها الشديدة التي تسبب الشلل وتعيق السباحة فتكون النتيجة الحتمية الغرق في أعماق المياه أو الأوحال إذا كان السد قديما، يفوق عمره 50 سنة. هناك حراسة ورقابة أمنية شديدة على مستوى جميع السدود، لكن مع الأسف، الأشخاص الذين يغامرون بأنفسهم يحاولون السباحة بعيدا عن أنظار الحراس، أي بعيدا عن المحيط الأمني للسد. * هل تقومون بحملات توعية من خطر السباحة في السدود؟ يجب أن نؤكد أن التواصل والحوار مع الأبناء هو أفضل طريقة لحثهم على عدم المجازفة بالسباحة والمخاطرة بحياتهم. الحملة التحسيسية انطلقت هذه المرة بشكل أبكر من السنوات الماضية، أي في 26 ماي الفارط، بسبب الضحايا الثلاثة الذين غرقوا في سدي أولجة ملاق وواد شارف في شهر ماي، هذه الحملة التحسيسية تتواصل بقوافلها المحلية التي تجمع ما بين مديري وأعوان السدود، بالتعاون مع السلطات المحلية، أعوان الحماية المدنية، الجمعيات والكشافة الإسلامية والأسرة الإعلامية لنشر الوعي وإعطاء المعلومات الضرورية حول أخطار السباحة في السدود والمسطحات المائية، بالإضافة إلى الرسائل النصية عبر مختلف متعاملي الهواتف النقالة، و كذلك الملصقات والمنشورات التوعوية، والحملات الإعلامية المكثفة التي ينشطها المسؤولون بالوكالة الوطنية للسدود والتحويلات و مسؤولون بكافة قطاع الموارد المائية من أجل إنجاح هذه الحملة. كما بادرت الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات بإنشاء صفحة خاصة على موقع الفايسبوك بعنوان حملة تحسيسية وتوعوية حول خطر السباحة في السدود من أجل التفاعل الاجتماعي، التواصل وتبادل الأفكار والإسهام في نشر الوعي في هذا المجال. من بين الإجراءات المتخذة كذلك القيام بدوريات مكثفة بالقوارب على مستوى كافة السدود من قِبل أعوان السدود بالتعاون مع الحماية المدنية.