المجاهد لخضر بورقعة يوارى الثرى في جوّ جنائزي مهيب نصيرة سيد علي بقلوب دامية يعتصرها الألم، ونفوس اختلجها الشجن، ودعت نهاية الأسبوع جموع منقطعة النظير، المجاهد الكبير لخضر بورقعة المكنى بأسد الجبال…قلعة الأحرار…ورمز النضال… والحامل للقيم الإنسانية … الرجل المكافح الذي قض مضجع العدو الفرنسي.. عمي بورقعة… المجاهد المنافح الذي ترتاح إليه النفوس بطيبته… وبتواضعه… وحبه وعشقه لوطن اسمه الجزائر، ترجّل المناضل…الفارس المغوار إلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى بمقبرة سيدي يحيى بأعالي حيدرة، وسط أجواء جنائزية شعبية مهيبة، هتف السائرون في موكب تشييع فقيد الجزائر بنضاله الكبير وبروحه الأبية التي تعلقت بوطنه المفدى إلى آخر رمق من حياته… حضر مراسيم تشييع جنازة قائد الولاية التاريخية الرابعة، الرائد لخضر بورقعة، بالإضافة إلى الحشود الشعبية التي غصت بها الطريق المؤدية إلى مقبرة حيدرة، كبار المسؤولين في الدولة، حمل نعشه الطاهر على أكتاف رجال الحماية المدنية والأسلاك الأمنية.
جراد: الجزائر تفقد رجلا ظل يدافع عن قناعاته وفي السياق، اعتبر الوزير الأول عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك قائلا: "برحيل المجاهد والقائد السابق للولاية التاريخية الرابعة، الرائد سي لخضر بورقعة تفقد الجزائر مناضلا مدافعا عن قناعاته من أجل التغيير ووفيا لها في حياته".
شنقريحة: أتمنى أن يتغمد الله روح الفقيد برحمته الواسعة من جهته، قدم رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنڨريحة، التعازي في وفاة المجاهد لخضر بورقعة، باسمه الخاص وباسم كافة أفراد الجيش الوطني الشعبي. وجاء في رسالة التعزية: " أتقدم بأصدق التعازي القلبية الخالصة إلى عائلة المجاهد الراحل لخضر بورقعة راجيا من المولى العلي القدير أن يتغمد روح الفقيد برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جنانه مع الشهداء والصديقين، وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل".
زيتوني: الجزائر تفقد أحد رجالاتها المخلصين أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، في رسالة تعزية إلى عائلة المجاهد، أنه "برحيل الرمز سي لخضر بورقعة، تكون الجزائر قد فقدت أحد رجالاتها المخلصين وأحد قادة ورموز الثورة التحريرية".
بلحيمر: الرائد بورقعة الثائر بالأمس واصل نضاله بعد الاستقلال وفي الإطار ذاته، أبرق وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، برقية تعزية إلى عائلة الفقيد المجاهد لخضر بورقعة، أشاد فيها بشجاعة ووطنية المجاهد لخضر بورقعة، مبرزا مساره النضالي ودفاعه عن الحقوق والحريات. وجاء في برقية التعزية أن "شجاعة ووطنية وكفاءة الفقيد كانت عاملا حاسما في تدرجه في العمل العسكري خلال حرب التحرير إلى أن بلغ بكل جدارة واستحقاق رتبة رائد في صفوف جيش التحرير الوطني". وأشار بلحيمر إلى أن "الفقيد الذي وهب شبابه للنضال ضد المستعمر الفرنسي الغاشم واصل مساره النضالي بعد الاستقلال وإلى آخر رمق من حياته الطيبة مدافعا عن الديمقراطية وعن الحقوق والحريات". لقد كان المرحوم –يضيف الوزير– "شاهدا على أبرز محطات حرب التحرير المجيدة وعلى أبطالها، كما كان دوما من دعاة الحوار والتوافق، داعيا إلى تجاوز الخلافات الضيقة والحسابات الشخصية من أجل مصلحة الوطن وفقط". و"رغم المضايقات التي تعرض لها في محطات من حياته النضالية إلا أنه ظل وفيا لمبادئه النوفمبرية ولقيمه الإنسانية التي لم يحد عنها طوال حياته وما نصرته للحراك الشعبي المبارك إلا تأكيد على وفائه لقناعته وتشبثه بقيم الحرية والعدل والمساواة"، كما كتب السيد بلحيمر في برقيته، وقال في ذات البرقية إن "الحفاظ على السجل التاريخي المنير لهؤلاء العظماء وتوريثه للأجيال المتعاقبة، مسؤولية وطنية تحرص الدولة على إتمامها على أكمل وجه وما إطلاق محطة +الذاكرة+ التلفزيونية مؤخرا إلا إحدى دعامات تحقيق هذا الإنجاز". كريم يونس ينعي أسرة الفقيد والعائلة الثورية قدم وسيط الجمهورية كريم يونس للأسرة الثورية ولعائلة الفقيد الراحل المجاهد لخضر بورقعة تعازيه الخالصة سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
شنين: الرائد لخضر بورقعة قدم زهرة شبابه فداء للوطن قدم رئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين، هو الآخر تعازيه الخالصة إلى أسرة الفقيد المجاهد لخضر بورقعة، إثر المصاب الجلل الذي ألم بها وبالجزائر، لفقدانها هذا المجاهد الرمز. وفي برقية تعزية بعثها شنين إلى عائلة الفقيد، قال فيها: "بنفس راضية بقضاء الله وقدره وقلب يملأه الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة المغفور له بإذن الله المجاهد لخضر بورقعة الرائد في صفوف جيش التحرير الوطني، الذي وافته المنية والتحاقه بالرفيق الأعلى بعد مسيرة حافلة بالجهاد في سبيل سيادة الجزائر وتحرير شعبها من براثن الاستعمار الغاشم". وأضاف رئيس المجلس: "لقد التحق اليوم المجاهد لخضر بورقعة برفقاء دربه بعد أن قدم زهرة شبابه فداء للوطن ونافح من أجل عزة الجزائر وسؤددها، وتشاء الأقدار أن تقبض روحه الطاهرة في مثل هذا الشهر المبارك الذي يجسد رمز ثورتنا المجيدة". وواصل شنين: "وأمام هذا المصاب الجلل، لا يسعني إلا أن أتقدم باسمي ونيابة عن كافة نواب المجلس الشعبي الوطني، إلى كافة أعضاء أسرته الكريمة بأخلص التعازي وأبلغ عبارات المواساة، رافعا أكف التضرع إلى العلي القدير، راجيا منه تعالى أن يتغمد روح الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنانه، ويلهم أهله وذويه ورفاقه جميل الصبر والسلوان". "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" صدق الله العظيم.
بن فليس: الجزائر تفقد أحد حصون النضال من جانبه، عزى رئيس حزب طلائع الحريات السابق، علي بن فليس عائلة الفقيد المجاهد لخضر بورقعة، وجاء في برقية تعزية "بقلوب خاشعة، ونفوس راضية بقضاء الله و قدره، بلغني نبأ فقدان الجزائر للمجاهد َالمناضل سي الحاج لخضر بورڨعة. تفقد بلادنا اليوم أحد حصون الحرية والنضال، الذي كان من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكان الشاب المجاهد، والكهل المناضل، والشيخ الناصح الموجه الذي لم يمنعه سنه ولا مرضه من حمل هموم الأمة إلى آخر يوم من حياته. وعلى إثر هذا المصاب الجلل، أتقدم بخالص عبارات التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى كل أعضاء عائلة الفقيد، وإلى أسرة المجاهدين البواسل، راجيا من الرزاق الكريم، أن يرفقه بالنبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وأن يرزق أهله الكرام صبرا جميلا.
قوجيل: إنه من رموز النضال التحرري الوطني عزى رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، عائلة المجاهد الكبير لخضر بورقعة، وجاء في تعزية قوجيل: "لقد كان الراحل الشهم، وبما يتصف به من مناقب وخصال، مناضلا في حزب الشعب وقائدا بارزا في الولاية الرابعة التاريخية، ومجاهدا خيرا مخلصا وأحد رموز النضال التحرري الوطني، وفي هذه اللحظة المفعمة بالحزن والتأثر الذي ألم بكم وكافة إخواننا ورفقائه في الكفاح الذين يحتفظون له بخصال أولئك الأبطال الوطنيين الأوفياء لرسالة الشهداء"، مضيفا: "لا يسعني إلا أن أنحني خشوعا للتضحيات الجسام التي تجشموها وكابدوها في سبيل أن تحيا الجزائر وتنعم باستقلالها وأن تمضي إلى تحقيق رسالة نوفمبر الخالدة". وأضاف رئيس مجلس الأمة بالنيابة: "وأتقدم إلى أسرته المفجوعة ونحن منهم، أصالة عن نفسي، ونيابة عن أعضاء مجلس الأمة، بأحر التعازي واصدق مشاعر التعاطف، متضرعا إليه أن ينزل في قلوبهم صبرا جميلا ويعوضهم فيها خيرا كثيرا. وإنا لله وإنا إليه راجعون".
قوارية: وتهاوى أحد صروح الحرية.. وفي الإطار ذاته، قال رئيس جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة، الدكتور أحمد قوراية، إن الجزائر قد فقدت بوفاة الرائد لخضر بورقعة، قلعة وصرحا من صروح الحرية، الذي كان ضمن الرعيل الأول الذي تصدى للعدو الفرنسي، رافضا تواجده على أرض الجزائر الحبيبة، فكافح وناضل وجاهد دفاعا عن حياض الجزائر، وأعطى حياته قربانا للوطن، وجاء في برقية تعزية لعائلة لفقيد الجزائر الرائد لخضر بورقعة، عبر صفحته على الفيس بوك: "إن نبأ وفاة المجاهد الفذ، الباسل المغوار الذي دوخ جنرالات فرنسا العدو، المجاهد الكبير لخضر بورقعة، قد أحدثت فاجعة وزلزلت كيان الأمة الجزائرية في مصابها الجلل، وقال "نعزي أنفسنا أولا، وعائلة الفقيد الصغيرة، والأسرة الثورية وإلى كافة الشعب الجزائري عامة، في مصابنا الجلل، لفقدان رمز من رموز صناع مجد الثورة التحريرية، راجيا من الله عز وجل أن يتغمد روحه الطاهرة برحمته التي وسعت كل شيء، إلى جنة الفردوس يا أيها الفارس المغوار الذي وهب حياته خدمة للوطن، وكنت لنا أيها العزيز ويا فقيد الجزائر الحر مثالا للتضحية والنضال، ونحن على خطاك سائرون".
روباين: الجزائر تفقد بورقعة الرمز والمناضل الفذ وفي برقية تعزية أبرقها رئيس المنظمة الوطنية للمؤسسات والحرف، مصطفى روباين إلى عائلة المرحوم بإذن الله تعالى، المجاهد والمناضل في صفوف جيش التحرير الوطني الرائد لخضر بورقعة جاء فيها: "أصالة عن نفسي ونيابة عن كل أعضاء المنظمة الوطنية للمؤسسات الاقتصادية والحرف، نقدم التعازي القلبية إلى عائلة الفقيد لخضر بورقعة وإلى الأسرة الثورية وإلى كافة الشعب الجزائري، هذا المجاهد الذي يعد رمزا من رموز الثورة الجزائرية، وأحد القادة الولاية الرابعة، والذي نذر حياته دفاع عن الجزائر مجاهدا ومناضلا وقائدا، إن الأبطال لا يموتون ويخلدهم التاريخ، راجيا من الله العظيم أن يتغمد روحه الطاهرة فسيح جناته وأن يلهم أهله جميل الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون".
نبذة عن حياة الفقيد المجاهد لخضر بورقعة: الرائد لخضر بورقعة من مواليد 15 مارس 1933 بقرية أولاد تركي التابعة لبلدية العمارية ولاية المدية، ابن علي بن قويدر ومبرك عائشة بنت ميلود. تلقى تعليمه الأولي في المدارس القرآنية في الأطلس البليدي (أولاد تركي، سيدي المهدي، زروالا …). دخل المعترك السياسي مبكرا تزامنًا مع الاضطرابات التي أدت، حسب قوله، إلى مقتل أكثر من اثني عشر شخصًا في المنطقة خلال انتخابات المندوبين إلى الجمعية الجزائرية في أبريل 1948. وتمكن من الاقتراب من مناضلي حركة انتصار الحريات الديمقراطية وأعضاء في المنظمة السرية مثل ديدوش مراد، وبن محال، ولخضر رباح، وسي الطيب دوغلالي…وتقلد قيادة المنطقة الثانية من 1959 إلى 1960 قبل أن يتولى منصب عضو آخر مجلس الولاية الرابعة عشية الاستقلال برتبة رائد. وكان رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، قد أكد صبيحة الخميس أن الجزائر فقدت برحيل لخضر بورقعة "مجاهدا خيرا مخلصا وأحد رموز النضال التحرري الوطني"، مشيدا بخصال "الراحل الشهم" الذي "كان مناضلا في حزب الشعب وقائدا بارزا في الولاية الرابعة التاريخية". وقد فر الفقيد من صفوف الجيش الفرنسي حيث كان يؤدي الخدمة العسكرية ليلتحق بجيش التحرير الوطني (الولاية الرابعة). ووافته المنية سهرة الخميس 5 نوفمبر بمصحة الأمن الوطني بالعاصمة، متأثرا بمضاعفات فيروس كوفيد-19 عن عمر يناهز 87 سنة، رحم الله الفقيد وأسكن روحه فسيح جنانه، لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بأجل مسمى…إنا لله وإنا إليه راجعون.